مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة

23 hours ago 4

#سياحة وسفر

كارمن العسيلي اليوم

هل حلمتم، يوماً، بكنز خفي؟.. بجوهرة لم تلمع - بَعْدُ - بكامل بريقها على خارطة السياحة العالمية؟.. إنها مونتينيغرو (الجبل الأسود)، الوجه الجديد والمثير لجنوب أوروبا. فهي وجهةٌ لا تزال تحتفظ بنقاء سحرها البدائي، بينما تتلألأ فيها لمسات الرفاهية العصرية، في مزيج يدعوكم إلى اكتشاف أسراره الساحرة. فمنذ اللحظة التي تلامس فيها عجلات طائرة «الخطوط الجوية التركية» الفاخرة أرض مونتينيغرو، تدركون أنكم على وشك دخول عالم مختلف، حيث يتجلى لكم خليج «كوتور»، جوهرة «اليونسكو»، كأنه نقش أزرق فيروزي، مُحاط بسلسلة من الجبال الخضراء الداكنة، التي تعانق السماء. إنه مشهد يَعِدُ بمغامرة تبدأ قبل أن تطأ أقدامكم الأرض.. هكذا تبدأ رحلتكم إلى «ريفييرا أوروبا» الجديدة، التي تقدم إلى زوارها مزيجاً فريداً من التاريخ، والجمال الطبيعي الخلاب.

  • مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة

«كوتور» و«بيراست».. التاريخ يهمس في أذن «الأدرياتيكي»

مونتينيغرو - وتعني «الجبل الأسود»، حيث ترتفع قمم الجبال الشاهقة، وتنساب سفوحها؛ لتلتقي مياه البحر الأدرياتيكي الصافية - تضم كنوزاً طبيعية وتاريخية خلابة. ففي قلب هذا المشهد الساحر، يقع خليج «كوتور»، الذي يذكركم بجمال المضايق النرويجية، وبعبق بحيرة «كومو» الإيطالية. هنا، لا تزال مدن قديمة محصنة تقف شامخة، ويحكي كل حجر فيها حكاية من العمارة «الفينيسية»، التي تعود إلى القرن التاسع. أما «بورتو مونتينيغرو»، فقد حازت إشادة دولية، كواحدة من أفخم الوجهات في أوروبا، إذ يوفر «مجمع المارينا»، الحصري هذا، مرافق عالمية المستوى لعشاق اليخوت، بما في ذلك: المساكن الفاخرة، والبوتيكات، والمطاعم الفاخرة، ما يجذب المسافرين المميزين، والمشاهير، من جميع أنحاء العالم. أما في «كوتور»، المدينة القديمة المحاطة بأسوار يبلغ طولها أكثر من 4.5 كيلومترات، فستشعرون بأنكم في قلب لوحة زيتية حية، كما يعتبر التجول في أزقتها الضيقة، بين الساحات التي تفوح بعبق التاريخ، تجربة غامرة. أما «بيراست»، فتأسركم بقصورها الباروكية، وجزيرتَيْها الأسطوريتين: «سيدة الصخور»، و«سان جورج».. إن كل زاوية، هنا، تدعوكم إلى التأمل، والتعمق في قصص أسطورية تناقلتها الأجيال.

  • مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة

أيقونة الرفاهية في «ريفييرا أوروبا» الجديدة

ومع صعود مونتينيغرو السريع كـ«الريفييرا الجديدة»، أصبحت هذه الجوهرة البلقانية أحد أكبر الأسرار في أوروبا. ففي قلبها ملاذ يُعيد تعريف معنى الفخامة، هو «منتجع ون أند أونلي بورتونوفي» (One&Only Portonovi). وتتجلى الفخامة الحقيقية في هذا المنتجع، إذ يعد تحفة معمارية، مستوحاة من القصور «الفينيسية» القديمة، بتصميم يضم واجهات مهيبة، وأعمدة فخمة، وأسطحاً قرميدية حمراء مميزة. ويضم «المنتجع» 123 غرفة وجناحاً وفيلا فاخرة، تطل كلٌّ منها على مناظر بانورامية للخليج، أو الجبال، أو المارينا. تخيلوا ليالي باردة بجانب مدفأة أنيقة، أو حمامات فسيحة بحجم الغرف، أو شرفات ممتدة تفتح على مشهد طبيعي يأسر الألباب. ولأقصى درجات الخصوصية والرفاهية، تقدم الفيلا الرئاسية «سويت وان» منطقة طعام في الهواء الطلق لـ12 شخصاً، بينما تتميز الفلل الخاصة الفسيحة (فيلا وان.. وفيلا تو) بحدائقها الخاصة، ومسابحها المنعزلة، وأحواض العلاج المائي، مع خدمة مخصصة مع فريق من الخدم، والطهاة.

سحر التذوق

وتتجاوز تجربة «ون آند أونلي» الإقامة، إذ يَحْفُل «المنتجع» بنكهات مونتينيغرو، والبحر الأبيض المتوسط، من أطباق جنوب إيطاليا الراقية في مطعم «سابيا»، الذي يقدم المأكولات البحرية، والخضروات الطازجة، بإطلالة آسرة على الخليج، إلى تجربة الطعام اليابانية المعاصرة في «تاباساكي كلوب» النابض بالحياة. ولعشاق المأكولات المحلية، يقدم مطعم «لا فيراندا» تجربة «من المزرعة إلى المائدة»، مع لمسة مونتينيغرية أصيلة، ناهيك عن خيارات قائمة «تشينوت دايت» الصحية.

  • مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة

وجهة متكاملة للتعافي

في سابقة هي الأولى من نوعها للعلامة التجارية، يضم «المنتجع» مركز «تشينوت إسباس للعافية» Chenot Espace، بمساحة 4000 متر مربع، وهو وجهة متكاملة للتعافي تجمع بين رفاهية المنتجع وروح الطب الوقائي المتقدّم، وإعادة شحن الطاقة. هنا، تخضعون لتشخيصات متقدمة، تؤدي إلى تصميم برنامج صحي شخصي، يعتمد على «منهج تشينوت» الشهير. من خلال سلسلة من الفحوصات التشخيصية المتقدمة، التي تكشف عن مؤشرات الشيخوخة البيولوجية، وتقييم شامل للحالة الصحية، مثل: مرونة الشرايين، ومستويات المعادن الثقيلة في الجسم، وحالة الكولاجين في الجلد، ومؤشرات التوتر العاطفي. وبناءً على هذه البيانات، يتم تصميم برنامج علاجي شخصي، يهدف إلى تنشيط الجسم، واستعادة توازنه، وتحفيز آليات الشفاء الذاتي. وسواء كنتم تبحثون عن إزالة السموم، أو تعزيز الحيوية، أو مجرد الاسترخاء، فإن هذا «المركز» يقدم علاجات رائدة، ومرافق للعلاج المائي، والعلاج بالتبريد، وغرف «ساونا» وبخار، ومسبحاً داخلياً. وللراغبين في ممارسة الرياضة، وتحديداً التنس الفاخر، يوفر «المنتجع» ملعبين مضاءين للتنس، مع دروس خاصة من مدربين محترفين. 

رحلة شخصية نحو التحوّل

سواء كنت تبحث عن إعادة تجديد عميقة من خلال برنامج «إزالة السموم المتقدم» لمدة أسبوع، أو عن تجربة قصيرة تستهدف تقليل التوتر أو تحسين اللياقة البدنية، فإن «تشينوت إسباس للعافية» يقدم باقة متنوعة من البرامج المخصصة، مع إمكانية دمجها بسلاسة ضمن جدول إجازتك الفاخر. بفضل هذا التوازن بين العلم، والطبيعة، والترف، يتحوّل السبا إلى ملاذ حقيقي للشفاء والانتعاش الجسدي والذهني، في واحد من أجمل مواقع البحر الأدرياتيكي.

  • مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة

من الركائز الأساسية لبرامج السبا، النظام الغذائي المصمم بعناية وفقاً لـ«منهج تشينوت»، والذي يعتمد على مكونات عضوية وطازجة، منخفضة السعرات، وغنية بالخصائص المضادة للالتهابات والأكسدة. لا يُعتبر هذا النظام مجرد حمية تقليدية، بل هو أداة علاجية تعزز طاقة الخلايا وتعيد التوازن الأيضي من خلال تفعيل آليات الصيام الطبيعي دون المساس بالجودة أو النكهة. وتُقدَّم هذه الوجبات في مطعم «لا فيراندا» ضمن قوائم مخصصة، وتشمل مزيجاً دقيقاً من البروتينات النباتية، والدهون الصحية، والكربوهيدرات ذات المؤشر السكري المنخفض، باستخدام طرق طهي تحافظ على القيم الغذائية، وتحقق التوازن الداخلي.

مغامرات لا تعرف حدوداً

هل أنتم مستعدون لبعض «الأدرينالين»؟.. الاسترخاء على شواطئ مونتينيغرو ليس النشاط الوحيد هناك، فتحت سطح الماء، تنتظركم مغامرات فريدة. تخيلوا الغوص في أنفاق الغواصات القديمة، والكهوف البحرية، في مضيق «كومبور»، حيث كانت تُستخدم لإخفاء الغواصات، والسفن، في يوغوسلافيا السابقة. إنه غوص لا مثيل له، يأخذكم إلى قلب التاريخ البحري للبلاد، وتجربة برفقة مدربين محترفين، ستحفر في ذاكرتكم. ولا تنسوا أن موقع «كرفينا ستيينا» نفسه قد كشف عن قطع أثرية عمرها 180 ألف عام، ما يجعله نافذة على حياة البشر الأوائل في هذه المنطقة. أما على اليابسة، فتتجلى مونتينيغرو جنةً لعشاق المغامرات. فجبل «أورجين»، الأعلى على ساحل «الأدرياتيكي»، يدعوكم إلى تحدٍّ حقيقي، بصحبة أحد خبراء مسارات الجبال المحليين، ويمكنكم الانطلاق في رحلة مشي على الأقدام. ولا تقلقوا، إذ ستكافؤون بمناظر بانورامية خلابة، تمتد على طول الساحل، وستشعرون بأنكم تلامسون الغيوم. وبالنسبة لعشاق الرياضات المائية، فإن شاطئ «فيليكا بلاجا» (الشاطئ الكبير)، بالقرب من «أولتسينغ»، الذي يعد أطول شاطئ في مونتينيغرو، بطول 13 كيلومتراً، يوفر ملاذاً مثالياً للرياضات المائية، والتشمس.

  • مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة مونتينيغرو.. مزيج مثالي لرحلات آسرة

هل تعلمون؟ 

مونتينيغرو بلد يزخر بكنوز من القصص والتفاصيل التي ستدهشكم.. إليكم بعض الحقائق الشيقة عن هذه الدولة الصغيرة، التي تُبهر بكل ما فيها، ومن ذلك أنها كانت أول دولة تعلن نفسها «دولة بيئية» في العالم عام 1991، وتضم غابة «بيوغرادسكا غورا»، إحدى آخر الغابات المطيرة المتبقية في أوروبا. وهي المكان الذي تستمتع فيه بأكثر من 240 يوماً مشمساً سنوياً، وقد تفاجئكم، أحياناً، بأمطار حمراء أو صفراء؛ نتيجة رمال الصحراء الكبرى، في ظاهرة كونية آسرة. أما بالنسبة للمسافرين العصريين، والعاملين عن بُعْد، فقد أصبحت مونتينيغرو وجهة مفضلة؛ بسبب مزيجها المثالي من المناظر الطبيعية الخلابة، والمدن الساحلية النابضة بالحياة، والتكاليف المعقولة، وفرص الحصول على تأشيرات للعاملين الرقميين. و«بورتو مونتينيغرو»، ذو المرفأ البحري الفاخر، ومتاجره المصممة، أصبح أحد أفخم الأماكن في أوروبا، إذ يجذب نخبة المسافرين، وعشاق اليخوت. وبين كنوزها التاريخية، ومغامراتها المائية والجبلية، وتراثها الثقافي الغني، وأنهارها وبحيراتها الساحرة (مثل: بحيرة «سكادار»، أكبر بحيرة للمياه العذبة في البلقان)، ومدنها الساحلية الحيوية كـ«هرتسغ نوفي»، و«بودفا».. تبرز مونتينيغرو، حقاً، كجوهرة متلألئة في أوروبا. إنها دعوة مفتوحة إلى استكشاف عجائبها، وصنع ذكريات تدوم، في رحلة ستظل محفورة في الذاكرة، لتؤكد أن مونتينيغرو هي، بالفعل، ريفييرا المستقبل، التي تنتظر قصتك الخاصة!

اذهب للمصدر