وينجي سامبايو: الدعم الجماعي جوهر الريادة النسائية

10 hours ago 5

#منوعات

نسرين فاخر اليوم

في احتفالية استثنائية أقيمت باليابان، على هامش افتتاح «كارتييه»، و«إكسبو 2025 أوساكا، كانساي» - جناح المرأة؛ أعلنت «مبادرة كارتييه للنساء» الفائزات بـ«جائزة التأثير» لعام 2025، ضمن برنامجها العالمي الرائد الذي أطلقته «كارتييه» عام 2006، لتكريس التمكين الاقتصادي للنساء، ودعم المشاريع التي تحدث أثراً اجتماعياً وبيئياً ملموساً. بقيادة وينجي سامبايو Wingee Sampaio، مديرة البرنامج العالمي لـ«مبادرة كارتييه للنساء» (CWI)، وتوسعت هذه المنصة لتغطي أربعة محاور محورية، هي: الجوائز، والزمالة، والمجتمع، والقيادة الفكرية.

في هذا الحوار الخاص، تكشف سامبايو عن جوهر المبادرة، وتستعرض أبرز التحديات التي تواجه النساء في عالم ريادة الأعمال، إلى جانب دروس ملهمة من قصص الفائزات، ونصائح ذهبية للجيل القادم من الرائدات:

  •  الدعم الجماعي جوهر الريادة النسائية وينجي سامبايو Wingee Sampaio

كيف تُعرّفين «القدوة القوية» في مجال ريادة الأعمال؟

القدوة الحقيقية هي تلك المرأة التي تُلهم من حولها من خلال الأثر الإيجابي الذي تتركه، وتُجسّد مثالاً حياً لإمكانية النجاح وتحقيق التأثير. في «مبادرة كارتييه للنساء»، نُكرّم نماذج مُلهمة عالمياً، ونُشجّع على التمثيل المتنوع؛ لمنح النساء - حول العالم - فرصة رؤية أنفسهن في قصص نجاح كهذه.

كيف تدعمون رائدات الأعمال في بناء آليات لقياس الأثر؟

نُركز على بناء قدرات الزميلات، من خلال ورش عمل، وجلسات تدريب وتعليم من الأقران، مع تركيز خاص على قياس الأثر الاجتماعي والبيئي. لدينا شراكة استراتيجية مع «إنسياد»، حيث تشارك هؤلاء الزميلات في برنامج يركز على استراتيجيات التأثير في ريادة الأعمال، ما يساعدهن على التفكير - بعمق - في كيفية قياس نتائج أعمالهن.

تحديات ثلاثية الأبعاد

ما أبرز التحديات التي تواجهها رائدات الأعمال؟

هناك ثلاثة تحديات رئيسية: الأول: التمويل؛ فالنساء يحصلن على تمويل أقل بكثير من الرجال، من حيث الاستثمارات أو القروض. الثاني: الشبكة؛ فالوصول إلى شبكة دعم قوية، وعلاقات مؤثرة، لا يزال محدوداً، وهو أمر أساسي لتطوير الأعمال. الثالث: الرعاية؛ فالعديدات من النساء يتحملن مسؤوليات كبيرة داخل أسرهن لرعاية أفرادها؛ ما يعيق قدرتهن على التفرغ الكامل للعمل. ولهذا السبب، نوفر دعماً مالياً للرعاية (مثل دعم لرعاية الأطفال)، أثناء مشاركتهن في «البرنامج»، ما يساعدهن في الاستفادة القصوى من الزمالة، دون ضغوط!

الشرق الأوسط

حدثينا عن راما كيالي، الفائزة من الشرق الأوسط.

راما كيالي رائدة أعمال ملهمة، تسعى إلى حل مشكلة «فقر التعلّم» لدى الأطفال، حيث يعاني حوالي 70% منهم ضعفاً في مهارات القراءة والكتابة. وقد طورت كيالي حلاً رقمياً، يمكّن المعلمين، ويوصل التعليم إلى مزيد من الأطفال. وقد أثبتت النتائج فاعليته في تحقيق تحسن نسبته 25% في محو الأمية. ومؤخراً، استحوذت شركة أخرى على مشروعها؛ ما يُتيح له التوسع عالمياً.

ما أهمية تخصيص جائزة للعلوم والتكنولوجيا؟

فئة العلوم والتكنولوجيا مهمة جداً؛ لأنها تدعم النساء في مجالات التقنية العميقة، والعلوم الصعبة، حيث تُشكّل النساء أقلية واضحة. إن دعمنا لهن يُمكن أن يُحدث تغييرات بيئية واجتماعية كبيرة، وكمثال على ذلك كريستين كاغاتسو، مهندسة يابانية، ابتكرت أليافاً مستدامة، تُستخدم في منتجات صحية، مستفيدةً - في ذلك - من خلفيتها في الهندسة؛ لخدمة قضايا بيئية واجتماعية.

لماذا أضفتم تدريباً إلى إدارة الوقت والإنتاجية؟

بناءً على ملاحظات الزميلات السابقات؛ ظهر لنا أن إدارة الوقت والإنتاجية من أكبر التحديات؛ لذلك أضفنا هذه المهارات إلى برنامج «جوائز التأثير» لعام 2025؛ لتقديم قيمة إضافية إلى رائدات الأعمال في مرحلة متقدمة من رحلتهن، وهو برنامج يحتفي بمَنْ حقّقن تأثيراً ملموساً على مدى السنوات السابقة.

أثر اجتماعي

ما المؤشرات التي تستحق تسليط الضوء عليها؟

هناك مؤشر مهم، نعمل عليه مع المرصد العالمي لريادة الأعمال، يُظهر أن الشركات، التي تقودها نساء، تسجل مستويات أعلى من التأثير الاجتماعي والبيئي، مقارنة بتلك التي يديرها الرجال. وهذا المؤشر لا يزال غير معروف على نطاق واسع، لكنه مهم جداً؛ لتسليط الضوء على دور المرأة في إحداث التغيير.

  •  الدعم الجماعي جوهر الريادة النسائية وينجي سامبايو: الدعم الجماعي جوهر الريادة النسائية

كيف تسهم الشراكات المؤسسية والحكومية في نجاح «البرنامج»؟

هذه الشراكات أساسية؛ لتوفير البيانات الدقيقة، التي تُسهم في تطوير السياسات الداعمة لريادة الأعمال، خاصة للنساء، ونحن بحاجة إلى هذه البيانات؛ لنحدث فرقاً حقيقياً. مثلاً، ندعم «مرصد ريادة الأعمال العالمي»، وتقريره السنوي الخاص بالمرأة، كما نعمل مع كلية «إنسياد» (INSEAD)، منذ سنوات، وهي شريك أكاديمي رئيسي، يساعدنا في تقديم برامج تعليمية مخصصة لرائدات الأعمال.

تكافؤ بين الجنسين

كيف يؤثر موقع إقامة حفل الجوائز في «البرنامج»؟

نختار المواقع؛ بناءً على وجود موظفينا، ودعم المكاتب المحلية. لكننا نحرص، أيضاً، على التفاعل مع البيئة المحلية؛ لأن القصص المحلية تصنع التأثير العالمي. فمثلاً، تايلاند ستكون محطة مهمة خلال سنة 2026؛ بسبب التكافؤ الكبير بين الجنسين في ريادة الأعمال هناك، ووجود العديد من وكالات الأمم المتحدة بها، ما يعزز فرص التعلم والتبادل.

هل هناك قصة لرائدة أعمال، أثّرت بشكل خاص؟

قصة «لين»، أول جرّاحة طوارئ في سنغافورة، أثّرت فيّ بعمق. فقد اخترعت جهازاً منخفض التكلفة لعلاج مرض «الأذن الصمغية»، مستوحى من جهاز ثقب الأذن، لجعل العلاج متاحاً للأطفال في المناطق النائية. هذه القصة تجسّد عبقرية المرأة حين توظف تجاربها الشخصية في خدمة الابتكار.

من الشخصية، التي تعتبرينها مثلاً أعلى؟

وارن بافيت؛ فرغم كونه من أغنى رجال العالم، إلا أنه عاش بتواضع كبير، وتعهّد بالتبرع بـ99% من ثروته. فشخصيته، ونجاحه المبكر في الاستثمار، وروحه الخيرية، جعلته مصدر إلهام حقيقياً لي.

ما الرسالة التي تودين توجيهها للنساء في بداية رحلتهن الريادية؟

لا تخضن الرحلة وحدكن، وابحثن عن مجتمع داعم، مثل «مبادرة كارتييه للنساء»، أو أي شبكة مماثلة؛ لأن الدعم الجماعي يجعل الرحلة أسهل، وأكثر إلهاماً.

اذهب للمصدر