الشيخة موزة بنت طحنون: الإماراتية شريكة في بناء الوطن وتعزيز العلاقات الدولية

10 hours ago 3

#تحقيقات وحوارات

ياسمين العطار اليوم

بحكمة بالغة، ورؤية ثاقبة، تلعب المرأة الإماراتية، اليوم، دوراً محورياً في ميدان الدبلوماسية العالمية. وتزامناً مع اليوم الدولي للمرأة في مجال العمل الدبلوماسي، الذي يُحتفى به في 24 يونيو كلَّ عام؛ التقت «زهرة الخليج» الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، المستشارة في وزارة الخارجية، والبروفيسور في كلية إدارة الأعمال، ورئيسة المجلس الاستشاري في كلية إدارة الأعمال بجامعة أبوظبي، التي تتمتع بخبرة واسعة بالمجال الدبلوماسي، وتعكس تجاربها وقِيَمُها تأثيرات نشأتها في وطن يؤمن بقدرات المرأة.. في هذا الحوار، نسلط الضوء على محطات تجربتها الشخصية، وجهود الإمارات في دعم وتمكين المرأة.. محلياً، ودولياً:

  •  الإماراتية شريكة  في بناء الوطن وتعزيز العلاقات الدولية الشيخة موزة بنت طحنون: الإماراتية شريكة في بناء الوطن وتعزيز العلاقات الدولية

شكلت نشأتُكِ رؤيتَكِ لدور المرأة بالمجال الدبلوماسي.. كيف ذلك؟

نشأتُ في وطن، أسسه الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الإيمان العميق بدور المرأة شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية؛ فكان دعم المرأة، وتمكينها، من الثوابت الوطنية منذ تأسيس الدولة، وقد تجسد ذلك في دستور كفل الحقوق الكاملة للنساء والرجال. كذلك، سنَّت الإمارات العديد من القوانين واللوائح، التي أطلقت العنان لإمكانات المرأة، ومكّنتها من المساهمة بقوة في الميادين كافة.

مشاركة فاعلة

ما أهمية اليوم الدولي للمرأة في العمل الدبلوماسي، وما الرسائل التي ينبغي إيصالها بهذه المناسبة؟

هذا اليوم يمثل محطة مهمة؛ للاحتفاء بما حققته المرأة من إنجازات لافتة في المجال الدبلوماسي، فقد أثبتت كفاءتها وتميزها في بناء الجسور، وتعزيز السلام بين الشعوب. أفخر بأن دولة الإمارات كانت من الرعاة الرئيسيين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم العالمي؛ ما يعكس التزام الدولة، وقيادتها الرشيدة، بمواصلة دعم المرأة، وتمكينها في الساحة الدبلوماسية الدولية.

كيف عززت مشاركة المرأة الإماراتية في الدبلوماسية الصورة الحضارية للدولة، وأوصلت رسالتها إلى العالم؟

المرأة الإماراتية باتت نموذجاً عالمياً يحتذى في العمل الدبلوماسي؛ فقد أثبتت أنها ليست فقط شريكة في بناء الوطن، بل رائدة في الساحة الدولية أيضاً. وبفضل دعم قيادتنا الرشيدة، تبوأت مناصب قيادية مهمة داخل وزارة الخارجية، حيث تتولى 4 نساء مناصب قيادية رفيعة، وتمثل السفيرات الإماراتيات وجه الدولة المشرق في الخارج. كما تشكل النساء نحو 60% من خريجي أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية. كذلك، حققت الإماراتية إنجازات مهمة في مختلف المنظمات، والمحافل الدولية، والأمم المتحدة، فضلاً عن ترأسها العديد من المناصب الدولية المهمة، حيث تلعب دوراً حيوياً في تعزيز العلاقات الدولية، وتساهم - بمهاراتها - في تعزيز التعاونات، والشراكات الاستراتيجية؛ فحضور المرأة الفاعل في المحافل الدولية، والأدوار القيادية التي تقوم بها في الفعاليات الكبرى، مثل: «مؤتمر المناخ» (COP28)، و«إكسبو 2020 دبي»، رسخت صورة الإمارات دولةً تؤمن بالشراكة، والتمكين.

«هو من أجلها».. كيف أثرت هذه الحملة في دعم المرأة بالعمل الدبلوماسي؟

شارك سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عام 2014، في إطلاق حملة التضامن «هو من أجلها»، التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ ليكون سموه - بذلك - أول وزير خارجية عربي يوقع على هذه الحملة، التي تهدف إلى إشراك الرجال، بصفتهم مدافعين وعاملين، من أجل إحداث تغيير في الجهود المبذولة؛ لتحقيق التوازن بين الجنسين؛ انطلاقاً من رؤية دولة الإمارات، التي تعتبر المرأة ركيزة أساسية في الحياة السياسية، والدبلوماسية.

  •  الإماراتية شريكة  في بناء الوطن وتعزيز العلاقات الدولية الشيخة موزة بنت طحنون: الإماراتية شريكة في بناء الوطن وتعزيز العلاقات الدولية

شهد مسار تمكين المرأة الإماراتية العديد من المبادرات النوعية.. ما أبرز محطات هذا المسار؟

عند الحديث عن تمكين المرأة، لا يسعنا إلا أن نوجه عظيم تقديرنا، ووافر امتناننا إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، لدور سموها وجهودها المضيئة في تمكين المرأة الإماراتية، وتفعيل مشاركاتها في عملية التنمية المستدامة. ويعود إلى سموها الفضل في الكثير من الإنجازات، التي حققتها المرأة في مجالات الحياة كافة. وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى إطلاق سموها عدداً من الاستراتيجيات البالغة التأثير، منها: الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة (2002)، والاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة (2015-2021)، والسياسة الوطنية لتمكين وريادة المرأة (2023-2031). وتندرج الجهود المبذولة، لتمكين المرأة في مجال العمل الدبلوماسي، ضمن الجهود التي تبذلها الدولة - بشكل مستمر - لتفعيل دور المرأة في مجالات الحياة كافة، وزيادة حصتها من القوى العاملة.

رؤية.. والتزام

ماذا عن جهود دولة الإمارات في دعم المرأة دولياً، من خلال شراكتها الاستراتيجية مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة؟

دعمت الإمارات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، منذ تأسيسها عام 2010، وقدمت إليها تمويلاً بلغ نحو 26 مليون دولار. هذا الدعم، وذلك الالتزام، يعكسان حرص الدولة على تعزيز جهود التوازن بين الجنسين عالمياً، وإيمانها بأن تمكين المرأة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والسلام الدوليين.

كيف تنظرين إلى الإشادة الدولية بالتجربة الإماراتية في تمكين المرأة؟

تلقى تجربة دولة الإمارات إشادات واسعة، فقد تصدرت الدولة مؤشرات التمكين إقليمياً وعالمياً، واحتلت المرتبة السابعة عالمياً، والأولى إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ما يعكس فاعلية السياسات والمبادرات، التي أرستها الإمارات لدعم المرأة.

ما رسالتكِ إلى الشابات اللواتي يرغبن في دخول المجال الدبلوماسي؟

رسالتي هذه ليست فقط للفتيات الراغبات في الالتحاق بالعمل الدبلوماسي، بل لفتيات المستقبل كلهن؛ فالمرأة الإماراتية، اليوم، محظوظة بثقة القيادة الرشيدة بها، ودعمها لها في المجالات كافة، وكذلك الحال في مجال العمل الدبلوماسي. وبالتالي، علينا جميعاً أن ننتهز كل الفرص المتاحة، والبناء على النجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية حتى اليوم، بالعمل معاً يداً بيد. وأخيراً، أقول لفتيات المستقبل في السلك الدبلوماسي: أنتنّ الأمل الواعد والمتجدد، ليس للفتاة الإماراتية فقط، بل لكل شابات العالم.

اذهب للمصدر