فيكتوريا رينولدز: نختار الأحجار الكريمة القادرة على سرد قصة

12 hours ago 6

#أخبار الموضة

غانيا عزام اليوم

تحتفل «تيفاني آند كو»، سنوياً، بإصدارها مجموعة مجوهرات «الكتاب الأزرق» الفاخرة، في تقليدٍ سنوي بدأته عام 1845. ومجموعة هذه السنة أتت باسم «بلو بوك 2025.. بحر العجائب»، وتحتفي بسحر المحيطات، وحركتها، وغموضها. المجموعة، المصممة من قِبَل ناتالي فيرديل، المديرة الفنية للمجوهرات الراقية، تخوض رحلة سريالية من التصويري إلى التجريدي، مستوحاة من تصاميم جان شلومبرجيه الأسطورية، المستلهمة من أعماق البحار.. في هذا الحوار، الحصري، مع فيكتوريا رينولدز Victoria Reynolds، كبيرة خبراء الأحجار الكريمة في «.Tiffany & Co»، نلقي بالضوء على التفاصيل المتعلقة باختيار الأحجار الكريمة، وطريقة تصميمها، وتقنيات ترصيعها المتطورة، التي نفذها صائغو الدار.. بحرفية، وإتقان:

  • خاتم «السلحفاة البحرية». خاتم «السلحفاة البحرية».

كيف تعاونتِ، وفريقك، مع ناتالي فيرديل؛ لتجسيد رؤيتها الإبداعية؟

تعاوني مع ناتالي أشبه برحلة بصرية تحاكي الخيال. تبدأ كل مجموعة بلوحةٍ بصريةٍ، تعكس رؤيتها السردية، ولم تكن مجموعة «بحر العجائب» استثناءً. بمجرد أن تُحدد ناتالي لوحة الألوان، واللمسة العاطفية؛ نبدأ - أنا، وفريقي - عمليةَ البحث عن أجود الأحجار الكريمة، التي تُطابق تلك الرؤية. ومن هنا، يتحول الأمر إلى حوارٍ حقيقي: نُقدّم الأحجار، وتُجيب هي بأفكارٍ جديدة، ونُشكّل معاً مجموعةً، تُجسّد طموح التصميم، وأكثر جماليات الطبيعة ندرةً. إنه تبادلٌ متطور، وفي بعض الحالات يستغرق الأمر سنواتٍ؛ للعثور على الحجر المُناسب؛ لإكمال القصة التي ترويها.

لمسة عصرية

كيف تُضفي «بحر العجائب» لمسةً عصريةً على إبداعات جان شلومبرجيه، وتُكرّمها؟

تمتّع جان شلومبرجيه بقدرةٍ استثنائية على تحويل العالم الطبيعي إلى أشكالٍ خياليةٍ مرصّعةٍ بالجواهر. مع «بحر العجائب»، كرّمنا هذه الروح بمواصلة تجاوز حدود الممكن مع الأحجار الكريمة النادرة. لم نختر الأحجار لجمالها فحسب، بل لقدرتها على سرد قصة. إنه تكريمٌ عصريٌّ لعبقرية شلومبرجيه: متأصلةٌ في الطبيعة، وترتقي بها الحرفية، وتُبعث فيها الحياة، من خلال بعضٍ من أكثر كنوز العالم ندرةً.

  • خاتم «التلألؤ الحيوي». خاتم «التلألؤ الحيوي».

ما الذي يجعل أحجار الزركون، وأحجار القمر، مثالية؛ للتعبير عن التوهج تحت الماء؟

الزركون يملك بريقاً صافياً يُشبه انعكاس الشمس على سطح الماء، بينما تتوهج أحجار القمر من الداخل كأنها ضوء ينمو من الأعماق. وهذان الحجران (الزركون، والقمر) مثاليان لتجسيد سحر البحر، إذ لا يعكسان الضوء فقط، بل يبدوان كأنهما يُشعّان من داخلهما.

حدثينا عن تحديات نحت وترصيع أحجار القمر والزركون.. بالنظر إلى نعومتها، وحساسيتها، مقارنةً بالألماس!

كان الأمر صعباً للغاية، لكن هذا هو جوهر صناعة قطعة مجوهرات راقية ورائعة؛ فقد كان الحفاظ على الدقة اللازمة لوضع أحجار القمر في إطارها، مع إبراز التوهج الرقيق والخفيف في منحنيات التصميم المضلع، أمراً بالغ الأهمية.

كيف وفقتِ بين الابتكار التقني، والحفاظ على الأحجار الكريمة، في تصاميم «السلحفاة البحرية»، القابلة للتحويل؟

السلحفاة حيوانٌ متحول؛ لذا اندمجت تماماً مع هدف هذا التصميم. وقد نفذ صائغونا المحترفون هذه التحفة الفنية بإتقان، موفِّقين بين جمال الأحجار الكريمة، ودقة التصميم.

  • زوج من أقراط «التلألؤ الحيوي». زوج من أقراط «التلألؤ الحيوي».

معايير متطورة

كيف تعكس مجموعة «بحر العجائب» معايير الدار المتطورة في مجال التتبع، وممارسات التعدين المسؤولة؟

في «.Tiffany & Co»، نسعى - باستمرار - إلى وضع معايير الاستدامة في صناعة المنتجات الفاخرة. ونتبع ممارسات صارمة للغاية في اختيار المصادر؛ لضمان الحصول على جميع أحجارنا الكريمة، ومعادننا، بطريقة أخلاقية. كما نركز على الشفافية في سلسلة التوريد؛ ما يتيح لعملائنا معرفة أصول قطعهم. ويعكس التزامُنا بالاستدامة إيمانَنَا بأن الفخامة يجب أن تكون مسؤولة.

كيف يتفاعل طلاء المينا بتقنية «بايونيه» مع بريق الأحجار الكريمة؟

يُضفي طلاء المينا بتقنية «بايونيه» (Paillonné) عمقاً متألقاً على القطع، فهو يعكس الضوء، ويكسره بطريقة تُعزز اللمعان الطبيعي للأحجار الكريمة. عند وضعه بجانب أحجار الياقوت الزاهي أو الأوبال المتوهج، يعمل المينا كضوء الشمس، مُضيفاً بُعداً آسراً، ولمعاناً رقيقاً؛ فهي تقنية عريقة تتطلب دقةً فائقة. وفي «تيفاني»، نقرن هذه البراعة الفنية بأعلى معايير الحرفية؛ لضمان أن تكون كل قطعة لا تخطف الأنفاس فحسب، بل تدوم طويلاً. إن كل تفصيل - من طبقات المينا، إلى ترصيع الحجر - مُصمم؛ ليصمد أمام اختبار الزمن، وليحتفي بجمال الحاضر.

  • خاتم «قنفذ البحر». خاتم «قنفذ البحر».

كيف اخترتم الأحجار التي تعبّر عن التقزح والتألق البحري؟

استلهمنا من قدرة البحر على التحول، والتألق مع كل حركة، تقزحه، وغموضه، ونوره المنبعث من الداخل. ولتجسيد ذلك، ركزنا على الأحجار الكريمة ذات التوهج الطبيعي؛ لتعكس الضوء، وتبدو كأنها تُشعّ ضوءها الخاص. وقد استخدمنا طبقات من القطع المختلفة، واستكشفنا تقنيات ترصيع معقدة؛ لتعزيز إحساس العمق والحركة، ومحاكاة رقص الضوء تحت الماء. ولم يقتصر الأمر على إيجاد أحجار جميلة فحسب، بل كان يتعلق باختيار لوحة ألوان مفعمة بالحياة، كما لو أن المحيط نفسه اختار كل واحدة منها.

ما أبرز التوجهات التي تتبناها «تيفاني» في علم الأحجار؟

لطالما كانت «تيفاني» رائدةً في تقديم الأحجار الكريمة، المُصممة خصيصاً، والمهمة للعالم، منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما اكتشفت وقطعت أهم ألماسة صفراء في العالم (ألماسة «تيفاني» عيار 128 قيراطاً). ومنذ ذلك الحين، ومنذ إطلاقنا أحجارنا الكريمة التراثية في القرن الحادي والعشرين، من الكونزيت والمورغانيت والتانزانيت والتسافوريت، نحتفي بجمال الطبيعة الأم، ويتابع عملاؤنا بحماسة تلك الاتجاهات، التي نواصل إرساءها في مجموعاتنا المميزة «الكتاب الأزرق».

اذهب للمصدر