- جمال الغربللي لـ «الراي»: زيادة الإنتاج الإيراني يحتاج إعادة توازن لسوق النفط
- محللون: قدرة إيران على الإنتاج والتصدير لاتزال تواجه قيوداً هيكلية
- 12 % انخفاضاً بصادرات النفط الإيرانية للصين يونيو الجاري
تترقب أسواق النفط مدى قدرة إيران على زيادة إنتاجها لأكثر من 3.3 مليون برميل يومياً، في ظل الدعوات لرفع العقوبات عن طهران، وتجاوب الصين مع دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشراء النفط من أسواق بلاده التي لا تشكل حالياً سوى 2 % من واردات بكين.
تصريحات ترامب التي أعلنها الأسبوع الماضي خلال حديثه عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل والتي قال فيها: «إن الصين يمكن لها مواصلة شراء النفط الإيراني» عادت سلباً على أسواق النفط حيث فهمت لدى المتداولين ومحللي الأسواق بأن هناك توجهاً أميركياً لتخفيف أو إلغاء العقوبات عن طهران والسماح لها بزيادة إنتاجها النفطي، الأمر الذي زاد حالة عدم اليقين والترقب للمرحلة المقبلة وتبعياتها.
ونقلت وكالة «إيران انترناشونال» في موقعها الإلكتروني تقريراً عن وزارة النفط الإيرانية قالت فيه إن هناك شكوكاً جدية بشأن قدرة طهران في الحفاظ على هذا المستوى العالي من التصدير لاسيما للصين، وأنه حال رفع العقوبات ستبقى القدرات محدودة.
وتقول الوكالة إن التقرير الذي يستند إلى بيانات «كبلر» أشار إلى أن إيران صدّرت إلى الصين في النصف الأول من العام الحالي 1.4 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات، وهو رقم يقل 12 % عن الفترة نفسها من العام السابق.
ويعزو التقرير هذا التراجع إلى تقادم الحقول النفطية، وزيادة الاستهلاك المحلي، ونقص الاستثمارات، باعتبارها من أبرز العوائق أمام توسعة القدرة التصديرية لإيران، علاوة على أن كميات النفط الإيراني المُخزّنة في الناقلات البحرية أي الشحنات التي لم تُبع بعد ان وصلت لنحو 40 مليون برميل، ما يُعدّ مؤشراً على الصعوبات التي تواجه طهران في تصريف مخزوناتها.
إلى ذلك، توقع المستشار في مجال الطاقة جمال الغربللي أن يكون لتصريحات الرئيس ترامب بخصوص السماح للصين الاستمرار في شراء النفط من إيران، وكذلك من الولايات المتحدة، تأثيراً محدوداً على الأمد القريب على سوق النفط، لكنه يعكس تحولاً في ديناميكيات الطاقة الجيوسياسية.
وأضاف الغربللي لـ«الراي»: «أن الصين تعمل الآن على بناء نظام إمدادات طاقة متنوعة وآمنة مع الحفاظ على استقرار سوق الطاقة العالمي»، مشيراً إلى أن النفط الإيراني يمثل نحو 13 % من مشتريات الصين من النفط، إذ يوفر الخام منخفض السعر شريان حياة للمصافي المستقلة التي تعمل بهوامش ربح ضئيلة في الصين.
ولفت إلى أنه في المقابل يشكل النفط الأميركي 2 % فقط من واردات الصين، كما أنّ الرسوم الجمركية التي تفرضها بكين بنسبة 10 % على النفط الأميركي تعوق المزيد من المشتريات من الولايات المتحدة.
وحول ما إذا كان لطهران القدرة على زيادة إنتاجها في ظل الحديث عن رفع العقوبات عنها، قال الغربللي: «إن إيران تنتج حالياً نحو 3.3 مليون برميل يومياً، وتصدر ما يقارب 1.5 مليون، ما يجعل أي زيادة لاحقة محدودة وقابلة للاستيعاب، ما يقلّل فرص حدوث تقلبات حادة بسوق النفط في ظل تماسك تحالف «أوبك+» وعلى رأسها السعودية وروسيا، والتزامها باتفاقات الحصص، مشيراً إلى أنها قد تعمل على خفض طوعي في إنتاج النفط للحفاظ على توازن السوق».
ونوه الغربللي إلى أن إيران لم تكن خلال فترة العقوبات خارج اللعبة، بل حافظت على قنوات تصدير غير رسمية، وبصورة خاصة مع الصين، التي استوردت بين 1 و1.5 مليون برميل يومياً خلال 2023 و2024» مبيناً أنه وفي حالة رفع العقوبات عن إيران بالكامل وعودة طاقتها الإنتاجية السابقة 4.3 مليون برميل يومياً قد يفتح الباب أمام تدفق 2.5 مليون برميل يومياً إلى الأسواق العالمية، ما قد يربك معادلات العرض والطلب، ما لم يقابله خفض مواز من كبار المنتجين، خصوصاً في ظل غياب آلية واضحة لاندماج إيران ضمن نظام الحصص الإنتاجية لتحالف «أوبك+».
في هذا السياق، يرى المحلل في مجال الطاقة، همايون فلك شاهي في تصريح نقلته «إيران انترناشونال» أنه «حتى لو رُفعت جميع العقوبات الأميركية غير مرجّح أن تتجاوز صادرات إيران سقف 1.7 مليون برميل يومياً».
محللون آخرون في تصريحات مماثلة قالو إن الارتفاع في صادرات إيران النفطية إلى الصين قد يعكس توقعات الأسواق بإمكانية تخفيف الضغط من قِبل إدارة ترامب، مشيرين إلى أن التأثير الواقعي لهذه التصريحات على السوق قد يكون محدوداً، إذ إن قدرة إيران على الإنتاج والتصدير لاتزال تواجه قيوداً هيكلية.
صادرات للصين
في سياق آخر، أشارت بيانات «كبلر» إلى أن صادرات النفط الإيراني إلى الصين سجلت رقماً قياسياً جديداً، خلال شهر يونيو الجاري الذي تخلله 12 يوماً من الحرب بين طهران وتل أبيب، وذلك في ظل زيادة الطلب من بكين، حيث ارتفعت طلبات شحنات النفط، وخصوصاً من قِبل المصافي المستقلة الصينية، شهدت نمواً ملحوظاً.
وأضافت أن صادرات النفط الخام والمكثفات الإيرانية إلى الصين وصلت حتى 27 يونيو الجاري 1.46 مليون برميل يومياً، مقارنةً بنحو مليون برميل يومياً في مايو الماضي، ما يعكس زيادة ملحوظة.
إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن المحلل البارز في شركة كبلر، زو میویو، قوله: «قبل اندلاع الاشتباكات الأخيرة في المنطقة، ارتفعت صادرات إيران بشكل حاد، وزادت المصافي المستقلة الصينية طلبها للنفط الإيراني الأرخص».
وأشارت بيانات مؤسسة تتبع حركة السفن «فورتكسا»، بأن الصين استوردت خلال الفترة من 1 إلى 20 يونيو الجاري، ما معدله أكثر من 1.8 مليون برميل يومياً من النفط الخام الإيراني.
4 صعوبات تحد توسع إيران نفطياً:
1 - تقادم الحقول النفطية
2 - زيادة الاستهلاك المحلي
3 - نقص الاستثمارات
4 - ارتفاع حجم النفط المخزن