ميا العضم من المحاكم إلى الدبلوماسية: النجاح لا يعرف جنساً... بل الجديّة والمثابرة

1 week ago 6

- التحديات تتعلق بطبيعة العمل ومتطلبات السفر والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية
- النزاهة والصدق والمرونة من أبرز صفات القيادة الضرورية للنجاح
- نصحيتي لكلّ شابّة راغبة في الانضمام إلى السلك الدبلوماسي: تمسّكي بالحلم وكوني مخلصة لقِيَمكِ

«كل شيء عظيم يبدأ بحلم صغير»... بهذه العبارة تختصر القائم بأعمال سفارة الجمهورية اللبنانية ميا العضم، مسيرتها المهنية التي جمعت بين القانون والدبلوماسية، وبين الدفاع عن الحقوق وتمثيل الوطن، فمن المحاماة إلى الدبلوماسية، حملت معها شغفها بالتغيير والتواصل والتأثير، وها هي اليوم فتاة لبنانية قادها طموحها من القانون إلى الدبلوماسية، ومن المهنة إلى الرسالة تُعدّ من الوجوه البارزة في السلك الدبلوماسي اللبناني.

تفتح لنا العضم قلبها، وتشاركنا ما الذي ألهمها لاختيار هذا الطريق، وتحدّثنا عن التحديات التي واجهتها كامرأة دبلوماسية، وعن أثر النوع الاجتماعي في العمل الدبلوماسي، وتروي لحظات تركت بصمة في مسيرتها، كما توجّه رسالة لكل شابة تحلم بالانضمام إلى هذا المجال النبيل.

بدأت رحلتها بتفوق أكاديمي، حيث حصلت على إجازة في الحقوق، تبعتها بدراسات عليا في القانون الخاص، لتباشر بعدها ممارسة مهنة المحاماة بكل التزام وشغف، وكانت بوصلتها دوماً هي العدالة، وغايتها الدفاع عن كرامة الإنسان، لكن هذا المسار، وإن كان نبيلاً وسامياً، لم يكن كافياً لإشباع توقها إلى التأثير الأوسع، فاختارت خوض غمار العمل الدبلوماسي، ونجحت في دخول السلك الدبلوماسي اللبناني عبر مباراة وزارة الخارجية والمغتربين، ناقلة شغفها من قاعات المحاكم إلى أروقة السياسة الدولية.

تواصل وإقناع

وبالنسبة لميا العضم، لا فرق جوهرياً بين المحاماة والدبلوماسية، فكلتاهما قائمة على التمثيل والتواصل والإقناع، لكنها ترى أن الدبلوماسية تمنح فرصة لتمثيل الوطن نفسه، لا الأفراد فقط. واليوم، في منصبها كقائم بأعمال سفارة الجمهورية اللبنانية في الكويت، تجد نفسها في موقع يجمع بين المساعدة والتأثير، بين الدفاع عن مصالح الجالية اللبنانية وتعزيز صورة لبنان ومكانته المرموقة على المستوى الإقليمي والدولي.

وبشأن التحديات التي واجهتِها كامرأة دبلوماسية، وكيف تغلّبتِ عليها، تقول إن «التحديات لم تكن مرتبطة بكونها امرأة، بل بطبيعة العمل بحد ذاته، السفر، والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية واجهتُها بالإرادة، الالتزام، والمرونة، فالنجاح لا يعرف جنساً، بل يعرف الجديّة والمثابرة».

وفي نظرتها إلى أثر النوع الاجتماعي في المجال الدبلوماسي، ترى أن «تمثيل المرأة لا يعد مجرد مسألة عدالة إنما ضرورة استراتيجية. فحضورها يضفي طابعاً أكثر توازناً على الحوار، ويثري آليات التفاوض وصنع القرار. ونفخر بأن التشكيلات الدبلوماسية اللبنانية الأخيرة شهدت تمثيلاً نسائياً متقدماً، حيث بلغت نسبة السفيرات اللبنانيات 24 في المئة، متجاوزة المعدل العالمي. كما أن دفعتي الدبلوماسية في عام 2019 ضمّت 72 في المئة من النساء الناجحات، في تأكيد واضح على أن المرأة اللبنانية أثبتت كفاءتها وجدارتها في هذا المجال».

لحظات فارقة

ومن بين اللحظات التي شكّلت فارقاً في تجربتها الدبلوماسية، تستعيد العضم بفخر مشاركتها في إطلاق حملة «الكويت بدها سلامتكم» عام 2024، خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان. إلى جانب القائم بالأعمال حينها، أحمد عرفة، ساهمت في تنسيق حملة إنسانية جمعت خلالها السفارة 32 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية خلال 3 أيام فقط. لقد شكّلت هذه اللحظة تجسيدًا حيًّا لقيم التضامن والوحدة، وجعلتها تشعر أنها لا تمثل وطناً فحسب، بل تصنع الفارق فيه.

أما عن صفات القيادة التي ترى أنها ضرورية للنجاح في هذا المجال، فتُدرج النزاهة والصدق والمرونة والتواصل الفعّال في مقدمتها، إلى جانب القدرة على المبادرة واتخاذ القرار بثقة، المبنيّين على تحليل عميق واطلاع دائم على المتغيّرات الدولية.

ونصحت كلّ شابّة راغبة في الانضمام إلى السلك الدبلوماسي، قائلة «ابدئي بحلم، تمسّكي به وامنحيه الوقت والجهد ليكبر ويصبح واقعاً. كوني مخلصة لقيمكِ، واحتضني مهاراتكِ. العالم سيختبركِ، لكن بإصراركِ وشغفكِ، ستكتبين قصتكِ الخاصة وتتركي أثركِ في مجتمعكِ ووطنكِ والعالم، بالطريقة التي تعكس حقيقتكِ وجوهركِ».

اذهب للمصدر