#بشرة
سارة سمير اليوم
صحة البشرة ليست المظهر الخارجي النضر والمُرطب فقط، بل يكمن وراء هذا الوجه الناعم توازن كيميائي دقيق، يُعرف باسم «درجة حموضة البشرة» (pH)، هذا العامل الخفي، الذي يكون السبب الأساسي في الحفاظ على وظيفة حاجز بشرة صحية ومحمية من العدوى.. لذلك إليكِ كل ما تحتاجين معرفته عن درجة حموضة البشرة.
-
فهم الـ(pH).. خطوتكِ الأولى لبشرة صحية ومشرقة
ما درجة حموضة البشرة؟
الجلد هو أكبر عضو في الجسم، ويلعب دوراً أساسياً في حمايتنا من العوامل البيئية المسببة للإجهاد، ومسببات الأمراض، وفقدان الماء. وعلى الرغم من تركيز الكثيرين على الترطيب والتقشير والحماية من الشمس في روتين العناية بالبشرة، إلا أن هناك عاملاً واحداً، عادة يتم إغفاله ولكنه أساسي، يتحكم في الصحة العامة، ووظائف الجلد، هو درجة حموضة الجلد.
يشير مصطلح (pH) إلى «الهيدروجين الكامن»، وإلى تركيز أيونات الهيدروجين في المحلول، ويراوح مقياس الرقم الهيدروجيني بين صفر و14، ويُعتبر الرقم الهيدروجيني (7) متعادلاً. والمواد التي يقل الرقم الهيدروجيني لها عن (7) تعتبر حمضية، بينما المواد التي يزيد الرقم الهيدروجيني لها عن (7) تعتبر قلوية أو قاعدية.
ويحافظ جلد الإنسان، عندما يكون سليماً، على درجة حموضة طفيفة تراوح بين 4.5 و5.5، وهذه الحموضة المعتدلة ليست عشوائية، بل هي آلية دفاعية أساسية تنشأ عن مزيج من العرق، والزهم (زيوت الجلد)، والبكتيريا الطبيعية.
ويؤثر هذا الغلاف الحمضي على ما يلي:
تثبيط نمو البكتيريا والفطريات الضارة.
تنظيم إنتاج الزيوت.
منع الجفاف.
دعم ميكروبيوم البشرة.
الحفاظ على نشاط الإنزيمات الضروري لتجديد البشرة.
-
فهم الـ(pH).. خطوتكِ الأولى لبشرة صحية ومشرقة
أهمية درجة حموضة البشرة:
هناك الكثير من الفوائد التي تجنيها البشرة من درجة حموضة البشرة السليمة، ومنها ما يلي:
1. وظيفة الحاجز الواقي:
الوظيفة الرئيسية للبشرة هي العمل كحاجز. ويُعزز الغلاف الحمضي هذا الحاجز، ما يساعد على الاحتفاظ بالماء داخل البشرة ومنع دخول المواد المهيجة، وعندما يصبح مستوى حموضة البشرة قلوياً جداً، على سبيل المثال: بسبب استخدام الصابون القاسي، أو الإفراط في غسل البشرة؛ يَضْعُف هذا الحاجز، ما يزيد الجفاف والتقشر وزيادة الحساسية.
2. صحة الميكروبيوم:
يحتضن الجلد ملايين الكائنات الدقيقة، التي تشكل ميكروبيوم البشرة. ويُعزز مستوى الحموضة المتوازن قليلاً نمو البكتيريا المفيدة، بينما يُثبط النمو المفرط للميكروبات الضارة، مثل المكورات العنقودية الذهبية، المرتبطة بالإكزيما والالتهابات.
3. النشاط الإنزيمي ودورة حياة الخلايا:
يعتمد تجديد البشرة على وظيفة الإنزيم، وهي حساسة لدرجة الحموضة. وتعمل الإنزيمات المسؤولة عن التخلص من خلايا الجلد الميتة (التقشر) بشكل أفضل عند درجة حموضة حمضية قليلاً. ويمكن أن يُبطئ اختلال درجة الحموضة (pH) هذه العملية، ما يؤدي إلى بشرة باهتة وخشنة، وحالات مثل حب الشباب.
4. الالتهابات واضطرابات الجلد:
يرتبط اختلال درجة الحموضة (pH) بتطور حالات جلدية التهابية، مثل: الإكزيما والوردية وحب الشباب والصدفية. وقد أظهرت الدراسات أن اللاتي يعانين هذه الحالات، عادة تكون لديهن مستويات حموضة جلد أعلى، ما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن استعادة توازن درجة الحموضة (pH)، قد تكون استراتيجية علاجية فعالة.
-
فهم الـ(pH).. خطوتكِ الأولى لبشرة صحية ومشرقة
العوامل المؤثرة على درجة حموضة الجلد:
هناك مجموعة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية، التي يمكن أن تؤثر في درجة حموضة الجلد:
1. منتجات العناية بالبشرة:
لعل أهم عامل خارجي هو استخدام منتجات العناية بالبشرة. إذ تكون للصابون والمنظفات التقليدية، درجة حموضة (pH) 9 أو أعلى. هذه المنتجات القلوية تجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، وتضر بالطبقة الحمضية، وقد يزيد التونر الذي يحتوي على الكحول أو المواد القابضة من درجة حموضة الجلد.
2. العمر:
مع التقدم في السن، تصبح بشرتنا أكثر قلوية بشكل طبيعي. وهذا يجعل بشرة كبيرات السن أكثر عرضة للجفاف والتهيج والالتهابات. بالنسبة لكبيرات السن، يصبح الحفاظ على درجة حموضة البشرة أكثر أهمية.
3. العوامل البيئية:
يمكن للتلوث والأشعة فوق البنفسجية والرياح والمناخ أن تغير درجة حموضة البشرة عن طريق إتلاف حاجزها الواقي، وتعطيل إفرازاتها الطبيعية. على سبيل المثال: تزيد حروق الشمس من درجة حموضة البشرة، وتحفز الالتهاب.
4. النظام الغذائي ونمط الحياة:
يؤثر نظامك الغذائي وصحتك العامة في بشرتك، وتساهم الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر والأطعمة المصنعة في حدوث التهابات داخلية، وقد تؤثر بشكل غير مباشر في درجة حموضة البشرة، من خلال التأثير على مستويات الهرمونات، وإنتاج زيوت البشرة.
5. الحالات الطبية:
تؤدي الحالات الجلدية المزمنة، مثل: الإكزيما والسكري والتهاب الجلد الدهني، إلى تغير في درجة حموضة البشرة. وحتى الأمراض الجهازية، قد يكون لها تأثير خاص، لا سيما تلك التي تتعلق بالجهاز المناعي، أو الاختلالات الهرمونية.
-
فهم الـ(pH).. خطوتكِ الأولى لبشرة صحية ومشرقة
كيفية الحفاظ على درجة حموضة صحية للبشرة:
لحسن الحظ، يُمكن الحفاظ على درجة حموضة متوازنة للبشرة، من خلال العناية بالبشرة، واتباع عادات صحية:
1. منتجات العناية بالبشرة ذات درجة حموضة متوازنة:
ابحثي عن منظفات وتونر ومرطبات، تحمل علامة «درجة حموضة متوازنة»، أو تلك التي تبلغ درجة حموضتها 5.5 تقريباً. فهذه المنتجات تدعم الطبقة الحمضية للبشرة بدلاً من إفسادها، وتجنب الاستخدام المنتظم لقطع الصابون التقليدية، والمنتجات شديدة القلوية.
2. تجنب الإفراط في غسل الوجه:
قد يؤدي التنظيف المتكرر أو بالماء الساخن إلى إزالة الزيوت الواقية للبشرة، وإحداث خلل في درجة حموضة البشرة. وتحتاج معظم النساء إلى غسل وجوههن مرة أو مرتين يومياً بالماء الفاتر، ومنظف لطيف ومتوازن درجة الحموضة.
3. استخدام الأحماض بحكمة:
تساعد المنتجات التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs)، أو أحماض بيتا هيدروكسي (BHAs)، في استعادة درجة الحموضة، وتعزيز تجديد البشرة عند استخدامها بشكل صحيح، بينما الإفراط في استخدامها قد يُلحق الضرر بالحاجز، ويؤدي إلى الحساسية.
4. ترطيب البشرة بانتظام:
لا يقتصر دور المرطب الجيد على ترطيب البشرة فحسب، بل يدعم أيضاً وظيفة الحاجز الواقي، وتوازن درجة الحموضة. وتساعد مكونات، مثل: السيراميد والأحماض الدهنية والجلسرين، على تعزيز دفاعات البشرة الطبيعية.
5. الحماية من الأضرار البيئية:
استخدمي، دائماً، واقياً من الشمس خلال النهار؛ لحماية الطبقة الحمضية من الأشعة فوق البنفسجية. ويُنصح بارتداء قبعة، أو استخدام حواجز مادية عند التعرض لملوثات جوية، مثل: الرياح أو الأتربة.
6. الحفاظ على نظام غذائي صحي:
حافظي على رطوبة جسمكِ، وتناولي نظاماً غذائياً متوازناً غنياً بمضادات الأكسدة، وأحماض (أوميغا 3) الدهنية، وفيتامينات: (أ، وج، وهـ)، وتدعم هذه العناصر الغذائية صحة البشرة بشكل عام، وتساعد الجسم في الحفاظ على مستوى الحموضة المناسب.