غوتيريش يعلن نهاية عصر الوقود الأحفوري: شمس الطاقة النظيفة أشرقت

1 week ago 3

بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في 22/07/2025 - 21:30 GMT+2

اعلان

وقال غوتيريش في خطاب ألقاه من نيويورك: "لقد وصل الوقود الأحفوري إلى طريق مسدود. الشمس تشرق على عصر الطاقة النظيفة".

بحسب تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، فإن أكثر من 90% من مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم أصبحت اليوم أرخص من بدائلها من الوقود الأحفوري. وتشير البيانات إلى أن الطاقة الشمسية باتت أرخص بنحو 41% من أرخص أنواع الوقود الأحفوري، بينما انخفضت تكلفة طاقة الرياح البرية إلى أقل من النصف.

هذا الانخفاض في التكاليف مردّه إلى الاستخدام الواسع النطاق للتقنيات النظيفة، والتركيز التصنيعي الضخم في الصين على خفض الانبعاثات، إلى جانب استثمارات بلغت 2 تريليون دولار العام الماضي – بزيادة قدرها 800 مليار دولار عن تلك التي وُجهت لصناعة الوقود الأحفوري، ونمو نسبته 70% مقارنة بعقد مضى.

"لا صدمات سعرية للشمس ولا حظر على الرياح"

وفي رسالة واضحة لصنّاع القرار، اعتبر غوتيريش أن التحدي المناخي اليوم لم يعد بيئيًا فقط، بل أصبح اقتصاديًا واستراتيجيًا بامتياز، مؤكدًا أن الوقود الأحفوري يشكل الخطر الأكبر على أمن الطاقة العالمي، بسبب تقلبات أسعاره، ومخاطره الجيوسياسية، والاعتماد المفرط على وارداته.

وأضاف: "لا توجد صدمات سعرية لضوء الشمس، ولا حظر على الرياح"، في إشارة إلى الاستقرار الذي توفره الطاقة المتجددة مقارنة بتقلبات الأسواق العالمية للنفط والغاز.

ورغم الزخم المتزايد في تبني الطاقة المتجددة، أشار التقرير إلى أن التحديات لا تزال ماثلة. فارتفاع درجات الحرارة عالميًا يزيد من الطلب على التكييف، في حين يشهد قطاع التكنولوجيا – وعلى رأسه الذكاء الاصطناعي – تزايدًا حادًا في استهلاك الطاقة. وإذا استُخدم هذا الطلب المتنامي لتغذية محطات وقود أحفوري جديدة، فقد تصبح أهداف اتفاق باريس للمناخ، وعلى رأسها حصر الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، بعيدة المنال.

ولهذا، دعا غوتيريش شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الالتزام بتوفير احتياجاتها من الكهرباء عبر مصادر منخفضة الكربون بنسبة 100% بحلول عام 2030.

وبينما تسير وتيرة الاستثمار في إنتاج الطاقة النظيفة بسرعة، يبرز تحدٍ موازٍ يتمثل في ضعف الاستثمارات في شبكات الكهرباء. ووفقًا لتقارير أممية، فإن كل دولار يُستثمر في توليد الطاقة المتجددة، يُقابله فقط 60 سنتًا يُستثمر في البنية التحتية لنقل الطاقة. وهو توازن مختلّ قد يُبطئ عملية الانتقال الطاقي ما لم يُعالج بسرعة.

ورغم المكاسب الاقتصادية والبيئية للطاقة المتجددة، لا تزال مصالح الوقود الأحفوري راسخة في عدة دول. ففي الولايات المتحدة، خفّضت إدارة دونالد ترامب الحوافز المقدمة للطاقة النظيفة في محاولة لإحياء قطاعات الفحم والغاز. أما في الصين، فلا تزال مشاريع محطات الفحم الجديدة قيد التنفيذ، رغم تفوق البلاد في قطاع الطاقة المتجددة. وفي الهند، احتفل رئيس الوزراء ناريندرا مودي بإنتاج المليار طن من الفحم.

دعوات لخطط مناخية أكثر طموحًا

ومن المنتظر أن تُقدّم الدول خططها المناخية الجديدة في سبتمبر المقبل، تنفيذًا لاتفاق باريس للمناخ. ودعت كايسي براون، من مركز الأبحاث E3G، الدول إلى تعزيز طموحاتها المناخية قبل انعقاد قمة المناخ العالمية COP30 في البرازيل نوفمبر المقبل، مؤكدة أن العالم يمتلك اليوم "الحلول التقنية والدافع الاقتصادي"، لكن "تحقيق ذلك يتطلب شجاعة سياسية وتعاونًا أوسع".

من جانبه، شدد بيل هير، المدير التنفيذي لمؤسسة تحليلات المناخ، على أن "الاستثمار في الوقود الأحفوري اليوم مقامرة خاسرة"، مضيفًا أن "الانتقال إلى الطاقة المتجددة لا يحقق فقط أسعارًا أرخص واستقرارًا اقتصاديًا، بل يضمن أيضًا استقلالًا طاقيًا وعدالة في الوصول إلى الطاقة، خصوصًا في الدول النامية التي تمتلك إمكانات ضخمة في هذا المجال".

ويمثل خطاب غوتيريش تغيرًا في نبرة الخطاب الأممي من التحذير إلى التحفيز. فبعد سنوات من وصفه لشركات الوقود الأحفوري بـ"عرّابي فوضى المناخ"، وإنذاره بأن العالم "محكوم عليه بالفشل" إن فشلت مفاوضات المناخ، يركز الآن على الفرص الاقتصادية والتحول البنيوي، ويرى في الطاقة النظيفة مفتاحًا لأمن عالمي مستدام.

اذهب للمصدر