على هامش لقائهما في الرياض، ترامب يحث الشرع على التطبيع مع إسرائيل وفق مسؤول في البيت الأبيض

يمثّل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، في الرياض، فرصة قوية لتعزيز رؤية وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الخاصة بمستقبل الشرق الأوسط.

وكان انهيار نظام الأسد في سوريا بمثابة هزيمة كبيرة لإيران، كما كان أيضاً فرصة كبيرة للسعودية لتحجيم النفوذ الإيراني في العالم العربي.

لكن خطوة الإطاحة بالأسد وحدها، لم تكن كافية لتعزيز موطئ قدم للسعودية وتركيا في سوريا.

إن ما تريده الدولتان لتحقيق هذا الهدف هو حكومة مستقرة تحت قيادة الشرع - تكون قادرة على استعادة الأمن، وتيسير التعافي الاقتصادي، وقيادة إعادة إعمار الدولة التي مزقتها الحرب الأهلية.

كما أن رفع العقوبات الأمريكية التي استمرت زهاء 50 عاماً عن كاهل سوريا، بطلبٍ من محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان - كما أفادت تقارير- تمهّد الطريق لاستثمار سعودي-تركي قويّ في سوريا.

كما أن الشركات الأمريكية، لا سيما في قطاع الطاقة، من المتوقع أن تستفيد.

أيضاً، لقاء ترامب-الشرع سيقطع شوطاً طويلاً في إضفاء الشرعية الدولية على رجل سبق أن وصنّفته واشنطن إرهابياً.

في أغسطس/آب 2020، خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، أعلن ترامب عن الاتفاقيات الإبراهيمية من البيت الأبيض.

هذه الاتفاقيات، التي ساعد ترامب في التوسط فيها، تهدف إلى تطبيع العلاقات بين دول عربية أخرى مع إسرائيل، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

ينص الإعلان على أن "أفضل سبيل لمواجهة التحديات هو التعاون والحوار، وأن تطوير علاقات ودية بين الدول يعزز مصالح السلام الدائم في الشرق الأوسط وحول العالم".

في البداية، وقّعت البحرين والإمارات العربية المتحدة على الاتفاق، ووافق السودان والمغرب على الانضمام لاحقاً.

كانت خطوة وصفت بالكبيرة في تطور العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، لكن حرب إسرائيل على غزة، التي اندلعت بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أوقفت التقدم في إقناع دول أخرى بالتوقيع أيضاً.

رحّبت وزارة الخارجية العراقية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

واعتبرت الخارجية العراقية القرار الأمريكي "خطوة مهمة" على صعيد دعم استقرار سوريا والمنطقة.

وقالت في بيان لها إن هذه الخطوة "تشكّل بداية لمرحلة جديدة من التعاون الدولي لإنهاء الأزمة السورية"، من خلال دعم الحلول السلمية الشاملة التي تصون وحدة سوريا وسيادتها، وتكفل حقوق جميع مكوّنات شعبها.

وشدّدت الخارجية العراقية على أهمية "التضامن العربي" في هذه المرحلة الدقيقة.

ودعت في ختام البيان إلى "مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وعدم السماح بتمدّده".

قال ترامب للقادة العرب المجتمعين في الرياض: "الكثيرون يراقبون بحسد"، مؤكداً أن هناك "صفقاتٍ رائعة في متناول اليد لهذه المنطقة".

ثم اتّهم ترامب إدارة بايدن بـ"إثارة الفوضى لعدم كفاءتها".

وقال الرئيس الأمريكي: "الناس على هذه الطاولة يعرفون أين تكمن ولاءاتي".

وأضاف أنه يريد إبرام صفقة مع إيران، ولكن لكي يحدث ذلك، يجب عليها "التوقف عن رعاية الإرهاب" و"عدم امتلاك سلاح نووي".

صرّحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن أردوغان وسلمان أشادا بترامب لرفعه العقوبات عن سوريا.

ووصف الأخير الخطوة بأنها "شجاعة".

وفي منشور على موقع إكس، كتبت أن ترامب أخبر الشرع أن "لديه فرصة هائلة لفعل شيء تاريخي في بلاده". كما شجع سوريا على توقيع اتفاقيات إبراهام - وهي مبادرة تقودها الولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل - و"إبلاغ جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا".

وأضافت ليفيت أن الاجتماع ناقش أيضاً الحرب بين روسيا وأوكرانيا والحرب في غزة.

وأضاف الشرع أن الزعماء أعربوا عن أملهم في أن تصبح سوريا بمثابة حلقة وصل تجارية مهمة بين الشرق والغرب.

اختتم ترامب خطابه قائلاً: "العالم أجمع يتحدث عما تفعلونه".

وأكد أنهم: "سيبنون شرقاً أوسطياً مزدهراً ومركزاً جغرافياً للعالم".

واختتم ترامب كلمته بإغداق المزيد من الثناء على محمد بن سلمان، قائلاً إنه "شرف لي قضاء بعض الوقت" مع ولي العهد السعودي.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يأمل في مستقبل "ينعم فيه الفلسطينيون بالأمان والكرامة"، لكن هذا لا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار قادة غزة في العنف، على حد تعبيره.

وأضاف أنه يُقدّر "الدور البناء الذي أدّاه القادة في هذه القاعة في محاولة إنهاء هذا الصراع".

كما يشكر القادة على مساعدتهم في تأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي إيدان ألكسندر.

التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، بالإضافة إلى رئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع، في اجتماع عبر الإنترنت، حسبما أفادت وكالة الأناضول.

وشهد الاجتماع مناقشات حول التطورات الأخيرة في سوريا والعلاقات بين الدول المعنية، في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية هامة.

توالت ردود الفعل الدولية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات عن سوريا الذي كشف عنه من الرياض.

ورحبت الأمم المتحدة بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالت إنها تتوافق مع الدعوات المستمرة لاتخاذ إجراءات ذات مغزى على هذا الصعيد.

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، إن السوريين، بأنحاء سوريا وفي المهجر، يدعون إلى تخفيف واسع وعاجل للعقوبات.

بدورها، أعربت قطر عن تقديرها الكامل لجهود المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية في هذا السياق، كما أعربت عن دعم دولة قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتنمية.

وأكدت الكويت أن هذه الخطوة من شأنها دعم الاستقرار والازدهار والتنمية في سوريا.

أما ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فبعث ببرقية تهنئة إلى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، قال فيها إن هذه الخطوة المرتقبة تعد استجابة لمساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

كما رحّبت سلطنة عمان بقرار الرئيس الأمريكي وأكدت أن "القرار هو خطوة تمكّن الحكومة والشعب السوري الشقيق من تحقيق التنمية والازدهار".

في مشهد يعكس تحوّلاً جذرياً في السياسة الدولية تجاه سوريا، يُتوّج اليوم اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، لحظة مفصلية تحمل دلالات عميقة.

رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، الذي كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه إبان تصدره مشهد الجماعات الجهادية، بات اليوم ضيفاً في البيت الأبيض، بعد أن أصبح رمزاً لتحالف إقليمي ودولي جديد.

المكافأة أُلغيت بعد أن تمكنت جماعة "الشرع" – المعروفة سابقاً بهيئة تحرير الشام – من إخراج الرئيس المعزول بشار الأسد من السلطة، في ظل وعود بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وتشكيل حكومة شاملة تمثل مختلف مكونات المجتمع السوري.

منذ ذلك الحين، حققت حكومة الشرع مكاسب ملحوظة على المستويين الإقليمي والدولي، تُوّجت بلقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، في خطوة أثارت اهتمام العواصم الغربية.

وفي تحول آخر، أعلنت الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا، في خطوة يُنظر إليها كإنقاذ للاقتصاد السوري المنهار، وفتح الباب أمام مرحلة إعادة الإعمار.

يعوّل كثيرون على دعم الشرع الإقليمي وقدرته على تأمين تدفقات مالية تسهم في إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتمكين ملايين اللاجئين والنازحين من العودة إلى ديارهم.

لكن في المقابل، تبرز مخاوف من أن تفرض حكومة الشرع سلطتها بعيداً عن تعهداتها بالشفافية والانفتاح، خاصة في ظل تقارير عن قيود اجتماعية متزايدة يفرضها متشددون داخل القوات الحكومية.

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية، وفقاً لتقارير من العاصمة الرياض.

هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعيما البلدين منذ عام 2000، علماً أن مكتب ترامب أعلن أمس أن اللقاء سيكون "للترحيب فقط".

رحّبت دمشق، الثلاثاء، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا الذي كشف عنه من الرياض، معتبرة أنها "نقطة تحوّل محورية" للبلاد.

وأعلن ترامب خلال كلمة له في العاصمة السعودية التي يزورها في إطار جولة خليجية تشمل الإمارات وقطر، وسط التصفيق الحار، عن رفع العقوبات قائلاً: "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم" للنمو.

وتعليقاً على هذا الإعلان، أورد بيان صادر عن الخارجية السورية: "ترحّب الجمهورية العربية السورية بتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا رداً على جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد".

واعتبرت الخارجية أن "رفع هذه العقوبات يوفر فرصة حيوية لسوريا للسعي نحو الاستقرار والاكتفاء الذاتي وإعادة الإعمار وطنية ذات مغزى يقودها ويستفيد منها الشعب السوري".

وأعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في الوقت نفسه في منشور على إكس عن "الشكر" للسعودية "على الجهود الصادقة التي بذلتها في دعم مساعي رفع العقوبات الجائرة عن سوريا".

عمّت الاحتفالات شوارع سوريا بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الرياض عزمه رفع العقوبات عن سوريا.

وكانت الحكومة الأمريكية قد فرضت عقوبات واسعة النطاق على سوريا لعقود، بدأت تدريجياً منذ عام 1979، طالت جوانب مختلفة؛ من المساعدات إلى التمويل.

وأعرب سوريون عن أملهم في أن تتاح لبلادهم الآن فرصة الازدهار.

تقول هدى قصار لوكالة الأنباء الفرنسية: "سيكون الأمر رائعاً لبلدنا"، مضيفةً: "سيعود البناء، وسيعود اللاجئون، وسيعود الجميع، وستنخفض الأسعار".

وتضيف: "الأمر يحتاج فقط إلى الصبر".

نُشرت تقارير تفيد بأن دونالد ترامب سيجتمع مع أحمد الشرع قريباً، قبل انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض صباح اليوم.

و ينتظر الصحفيون في فندق ريتز كارلتون أول لقاء دبلوماسي بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ عقود.

سنوافيكم بتفاصيل اللّقاء لحظة بلحظة.

يرأس معاذ مصطفى فريق عمل الطوارئ السوري، ومقره الولايات المتحدة، وهي منظمة دافعت عن المعارضة ضد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ويقول لبرنامج نيوزداي على قناة بي بي سي العالمية إن خطط الرئيس دونالد ترامب للقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لفترة وجيزة تُحدث تغييراً جذرياً.

ويضيف: "لأول مرة منذ عقود، سوريا تنعم بالأمل". ويضيف مصطفى أن الدولة التي مزقتها الحرب لديها الآن فرصة لتصبح "ديمقراطية مزدهرة ومستقرة وآمنة".

ويقول: "يمكن للشعب السوري إعادة الإعمار، ويمكن لملايين اللاجئين العودة إلى ديارهم".