بقلم: يورونيوز
نشرت في 23/07/2025 - 21:56 GMT+2
اعلان
اختتم الوفدان الروسي والأوكراني الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة التي عُقدت مساء الأربعاء 23 تموز/يوليو في مدينة إسطنبول، بحسب ما أفادت وكالة "تاس" نقلاً عن مصدر دبلوماسي. وأبرز ما تم التوصل إليه خلال هذه الجولة كان اتفاقًا جديدًا لتبادل الأسرى، يشمل هذه المرة المدنيين إلى جانب العسكريين.
وأكد المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي في مؤتمر صحافي أنه تم الاتفاق على تبادل 1200 أسير من كل جانب "في المستقبل القريب"، مشيرًا إلى أن موسكو اقترحت كذلك على كييف تسليم جثث ثلاثة آلاف جندي أوكراني.
وأوضح مصدر دبلوماسي لوكالة "تاس" أن القرار بشأن الجولة الرابعة من المفاوضات سيُتخذ بعد تنفيذ الاتفاقات الجديدة التي تم التوصل إليها في إسطنبول.
وقال رئيس الوفد الروسي إن روسيا عرضت على أوكرانيا هدنات تراوح بين "24 و48 ساعة" عند خطوط الجبهة لإجلاء جيشي البلدين القتلى والجرحى في صفوفهما.
وأضاف فلاديمير ميدينسكي: "اقترحنا مرة جديدة على الجانب الأوكراني البحث (..) في إقرار هدنات قصيرة من 24 إلى 48 ساعة عند خط الجبهة حتى تتمكن الفرق الصحية من إجلاء الجرحى ومن استعادة جثث جنودنا".
من جهته، أعلن رئيس الوفد الأوكراني المفاوض أنه اقترح على الروس لقاء بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية آب/أغسطس.
محادثات صعبة ومواقف متباعدة
انطلقت المحادثات الروسية-الأوكرانية المباشرة مساء الأربعاء في إسطنبول، في جولة ثالثة وصفها الكرملين بأنها ستكون "صعبة جدًا"، مستبعدًا تحقيق تقدم دبلوماسي سريع لإنهاء الحرب المستمرة.
وبعد اجتماع ثنائي بين رئيسي الوفدين، الروسي فلاديمير ميدينسكي والأوكراني رستم عمروف، بدأت المحادثات الرسمية. وبينما قال مصدر في الوفد الروسي إن اللقاء كان ثنائيا، أكد مصدر أوكراني أن الاجتماع كان ثلاثيًا بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
ودعا فيدان في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة إنهاء الحرب "الدموية" في أقرب وقت، مشددًا على أن "الهدف النهائي هو وقف لإطلاق النار يمهّد الطريق للسلام". كما أعرب عن شكره للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على استعدادهما للمشاركة في هذه المفاوضات، وكذلك للرئيس الأميركي دونالد ترامب والقادة الداعمين الآخرين.
وأشار الوزير التركي إلى تحقيق "نتائج مهمة" في الجولتين السابقتين، خاصة في ما يتعلق بتبادل الأسرى، مؤكدًا استعداد بلاده لتوفير البنية التحتية اللازمة لأي آلية مراقبة مستقبلية في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
تصعيد ميداني رغم المفاوضات
ورغم انعقاد جولة التفاوض الجديدة، استمر التصعيد العسكري على الأرض. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء سيطرتها على قرية فاراتسيني في منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا، في وقت أدت فيه الضربات الروسية الليلية إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 220 ألف مشترك، بحسب ما أعلن الرئيس الأوكراني.
وفي هذا السياق، اتهمت كييف وحلفاؤها موسكو بعرقلة التقدّم في المفاوضات من خلال التمسّك بمطالب مبالغ فيها، في وقت يواصل فيه الجيش الروسي عملياته الميدانية ويحرز تقدماً على عدة محاور.
وتأتي هذه الجولة من المحادثات بعد ضغوط مارستها الإدارة الأميركية، حيث منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا مهلة 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا، وإلا ستُفرض عليها عقوبات قاسية.