#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
في مهرجان بحجم ومكانة «كان السينمائي» الشامل، لا تُعرض الأفلام فقط، بل تُعرض الشخصيات والآراء. ومثلما تحمل الأفلام رسائل منوعة بكل الاتجاهات، فإن إطلالات النجوم على السجادة الحمراء لا تقل عنه، فالمهرجان منذ تأسيسه عام 1946، لم يكن مجرد تظاهرة فنية، بل هو مزيج من الجمال والقوة والرمزية، والتمرد أيضاً.
وعلى مر العقود، تحوّلت السجادة الحمراء من منصة لاستعراض الأناقة إلى حلبة للتحدي، حيث تصطدم معايير الموضة الفردية، بالقواعد الصارمة التي يفرضها منظمو المهرجان، ومنها: المظهر الرسمي، ومنع «السيلفي» على السجادة الحمراء، وضبط الحضور، ليست مجرد تفاصيل، بل هي وسائل لضمان الأناقة والانضباط، وتسليط الضوء على الأفلام لا على النجوم فقط.
ورغم كل هذه القيود، يظل «كان» مساحة للتمرد الأنيق، حيث تحوّل بعض الإطلالات إلى رسائل رمزية تثير الجدل، وتؤكد أن الفن لا يتقيّد، حتى وسط البروتوكول.
-
بيكاسو
فصول التمرد الأولى: بيكاسو.. ميلر.. والستينيات:
ربما لا يتخيل البعض أن الفنان بابلو بيكاسو، الذي لم يكن نجمًا سينمائياً، كان من أوائل من خرقوا قواعد اللباس على سلالم قصر المهرجانات. ففي خمسينيات القرن الماضي، حضر أحد العروض ببدلة غير رسمية ومعطف جلدي، متحدياً بذلك بروتوكول اللباس الصارم، الذي يفرض البدلة السوداء، وربطة العنق الرسمية.
أما الكاتب الأميركي هنري ميلر، فتم منعه من دخول العرض؛ لرفضه ارتداء السترة الرسمية، ما أثار جدلاً صحافياً في وقت كانت فيه فكرة «الموضة كتمرد» لا تزال في مهدها.
مادونا.. وكيت موس.. والموضة كسلاح نسوي:
في عام 1991، كانت مادونا في أوج تمردها الفني، فقررت أن تظهر على السجادة الحمراء في «مهرجان كان» مرتدية ملابس مثيرة للجدل شهيرة، حملت إمضاء دار أزياء «جان بول غوتييه»، في واحدة من أكثر اللحظات تذكرًا بتاريخ المهرجان، فتلك الإطلالة لم تكن فقط تحدياً لقواعد اللباس، بل أيضاً بياناً نسوياً صاخباً عن امتلاك الجسد، وتحرير الصورة. لاحقاً، في التسعينيات، ظهرت كيت موس، أيقونة الجمال غير التقليدي، في إطلالات تقترب من الحد الأدنى من اللباس، ما جعل لجنة المهرجان تُعيد النظر في ما يُعد مناسبًا على السجادة الحمراء.
-
بيلا حديد
تمرد الصيحات الحديثة.. من كريستين ستيوارت إلى بيلا حديد:
في 2018، جذبت الممثلة كريستين ستيوارت الأنظار، حين خلعت حذاءها ذا الكعب العالي من «لوبوتان» على السجادة الحمراء أثناء هطول المطر، وأمام عدسات الكاميرات، احتجاجاً على القاعدة غير المعلنة التي كانت تُجبر النساء على ارتداء الكعب العالي في العروض الرسمية، ولم تكن لفتتها مجرد تصرف عابر، بل نقطة تحول فتحت نقاشاً عالمياً حول التمييز الجندري في قواعد اللباس.
أما بيلا حديد، فاختارت التمرد بطريقتها الخاصة، حيث ارتدت عدة فساتين شبه شفافة في نسخ متعددة من المهرجان، بعضها من تصميم جان بول غوتييه، وأخرى من أرشيفات «شانيل»، و«سان لوران»، وتحدت هذه الإطلالات حدود الذوق العام في نظر البعض، لكنها في الوقت ذاته وسّعت مفهوم الجمال على السجادة الحمراء.
-
هايدي كلوم
قواعد جديدة وتمرد جديد.. نسخة 2025 من «مهرجان كان»:
في عام 2025، وفي محاولة للعودة إلى ما وصفه المنظمون بالرقي والبساطة، أعلن مهرجان كان عن إدراج قيود جديدة على لباس السجادة الحمراء، ومن ضمنها: حظر الفساتين العارية، والقصات الشفافة بشكل مفرط، وكذلك الفساتين ذات الذيول الطويلة، والتفاصيل الكثيرة التي تؤخر مسار السجادة، وتعيق الحركة.
لكن تلك القواعد الجديدة أثارت موجة من التحدي بين النجمات، كأنها فتحت شهية التمرد من جديد، فهايدي كلوم ارتدت فستاناً ضخماً يكاد يتحدى قوانين الفيزياء. بينما خالفت عارضة الأزياء، بيلا حديد، قواعد اللباس الجديدة التي فرضتها اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي بشكل واضح وصريح، من خلال ظهورها بإطلالة جريئة على السجادة الحمراء، فظهرت بفستان طويل مكشوف الكتفين مع فتحات جريئة، وفتحة ساق طويلة باللون الأسود، من توقيع دار سان لوران.