تفكيك لغز تزوير 6 إخوة «وهميين»... سحب الجنسية من 207

- تسلسل الأحداث:
- القصة بدأت في يوليو 2024 مع ورود معلومة عن قاسم
- تبيّن أن لقاسم أختاً سورية تعيش في الكويت وزوجها سوري وهو ابن عمه
- بالاستعلام عن قاسم تبيّن أنه «منحاش» في الخارج
- بمواجهة شقيقته بنتائج التحرّيات أقرت بأن قاسم هو شقيقها فعلاً
- تم التثبّت من هويات أبنائه داخل الكويت ومن بينهم ضابط
- أُخذت منهم عينات «DNA» وتبيّن أن السيدة السورية هي عمّتهم
- تم استدعاء الأشخاص المُسجّلين كإخوة قاسم في ملف الجنسية وعددهم 16
- أكدوا جميعاً أنهم كويتيون حقيقيون ومن عائلة واحدة وثبت صحة ذلك
- التحقيقات كشفت أن ملف والد قاسم يحتوي على 22 اسماً: 16 إخوة حقيقيون و6 مزوّرون أحدهم قاسم
- بدأ تعاون ثلاثي بين مباحث الجنسية والسلطات السورية و«الجهاز المركزي» للتوصل إلى هوية الـ 5
- تبيّن أن لكل واحد منهم أهلاً في الكويت... إما سوريون أو من فئة «البدون»
- في مايو 2025 نجحت التحريات في الكشف عن هوية اثنين منهم وفحوص «DNA» كشفت هوية الـ 3 الباقين
- النتائج أثبتت أن الـ 3 هم أبناء لعائلات سورية والفحوص طابقت أعمامهم الأشقاء من جهة النَسب السوري

بعد عامٍ كامل من العمل الأمني المتواصل والتحريات الدقيقة التي شملت تعاوناً واسعاً بين مختلف الأجهزة المعنية، تم تفكيك واحدة من أكبر قضايا التزوير في ملفات الجنسية الكويتية، وإسقاط الجنسية عن 207 أشخاص ثبت دخولهم ودخول من يتبعون لهم على ملف مواطنين بالاحتيال والتزوير.

البداية... يوليو 2024

البداية كانت في يوليو من العام الماضي، مع ورود معلومة إلى الجهات المختصة عن شخص يُدعى قاسم، يحمل الجنسية الكويتية ويُشتبه في أنه حصل عليها بالتزوير فيما هو بالحقيقة سوري الجنسية.

وتبيّن أن لقاسم أختاً سورية تعيش في الكويت، وزوجها سوري ويعمل في مجال المقاولات.

بالاستعلام عن قاسم، تبيّن أنه «منحاش» وغادر البلاد، فتم استدعاء شقيقته والتحقيق معها. وبمواجهتها بنتائج التحرّيات، أقرت بأن قاسم هو شقيقها فعلاً، وأنه يحمل الجنسية الكويتية ومُنتسب إلى قبيلة كويتية، لكنها أكدت أن علاقتها به منقطعة ولا تعرف شيئاً عن مكان وجوده.

عينات من الأبناء

مع اختفاء قاسم، استمرّت التحقيقات، وتم التثبّت من هويات أبنائه داخل الكويت، ومن بينهم ضابط، وأُخذت منهم عينات فحص الحمض النووي (DNA). وتبيّن من النتائج أن السيدة السورية هي عمّتهم فعلاً، وزوجها هو ابن عم والدهم (قاسم)، ما أكّد صلة القرابة السورية.

ملف كبير

واصلت الأجهزة الأمنية عملها، وتم استدعاء الأشخاص المُسجّلين كإخوة قاسم في ملف الجنسية، وعددهم 16 أخاً وأختاً. وقد أكدوا جميعاً أنهم كويتيون حقيقيون ومن عائلة واحدة، وأن قاسم وآخرين معه أُدرجوا على ملف والدهم من دون علمهم، وهم ليسوا إخوتهم. وكشفت التحقيقات أن ملف والد قاسم يحتوي على 22 اسماً: 16 منهم إخوة حقيقيون، و6 آخرون مزوّرون أُضيفوا لاحقاً، بينهم قاسم نفسه.

خيوط جديدة

مع تعذّر الحصول على معلومات واضحة من الإخوة الحقيقيين حول هوية المزوّرين الستة، لأنهم لا يعلمون عنهم شيئاً، بدأ تعاون ثلاثي بين مباحث الجنسية والسلطات السورية والجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية (البدون)، وذلك في محاولة للتوصل إلى الهوية الحقيقية للأشخاص الخمسة الآخرين المجهولين من المزوّرين.

وتبيّن أن لكل واحد منهم أهلاً في الكويت، إما سوريون أو من فئة غير محددي الجنسية (البدون). كما تبيّن أن جميعهم، مثل قاسم، «منحاشون» خارج الكويت.

كشف اثنين من المزوّرين

في مايو 2025، نجحت التحريات في الكشف عن هوية اثنين من الإخوة المزوّرين الأشقاء لقاسم، وتم سحب الجنسية منهما مع قاسم، وجميع من يتبعونهم. وبذلك أصبح لدى الجهات المعنية ثلاثة مزوّرين مكشوفين: قاسم، واثنان من أشقائه الخمسة.

الـ «DNA» يكشف هوية الـ 3 الباقين

واصلت الجهات المختصة عملها لتحديد هوية الثلاثة المتبقين من الإخوة المزوّرين، من خلال فحص الحمض النووي لأبنائهم الموجودين داخل الكويت. وتمّت مقارنة نتائج الفحوص مع أقربائهم من جهة الأم أو الأب، سواء من السوريين أو «البدون»، لتحديد الروابط الحقيقية.

النتائج أثبتت أن الأشقاء الثلاثة هم أبناء لعائلات سورية محددة، وأن الفحوص طابقت أعمامهم الأشقاء من جهة النَسب السوري، ما شكّل دليلاً قاطعاً على التزوير.

تفكيك الملف كاملاً

مع اكتمال الأدلة، استكملت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية سحب الجنسيات من جميع المتورطين، وفق ما يلي:

جاسم: 40 شخصاً (سُحبت جنسيتهم أمس)

محمد: 31 شخصاً (سُحبت جنسيتهم أمس)

أحمد: 32 شخصاً (سُحبت جنسيتهم أمس)

قاسم: 16 شخصاً على ملفه (سُحبت جنسيتهم سابقاً)

عواد: 23 شخصاً على ملفه (سُحبت جنسيتهم سابقاً)

صالح: 65 شخصاً على ملفه (سُحبت جنسيتهم سابقاً)

وبذلك، بلغ مجموع من سُحبت جنسيتهم 207 أشخاص، منهم 104 سُحبت أمس في اجتماع اللجنة العليا، و103 سُحبت منهم في وقت سابق بعد انكشاف الحقائق.