أطلقت بلدية نيويورك حربا شاملة على الجرذان المنتشرة في أرصفة وحدائق وأزقة أنحاء المدينة , ومن بين الأساليب المستخدمة في هذه المعركة للتقليل من أعدادها وخفض معدلات تكاثرها , هي إزالة مصادر غذاء هذه القوارض من خلال التخلص من النفايات في الشوارع وإغلاق مداخل المباني وزيادة الوعي بين السكان.
مديرة العمليات في قسم مكافحة الآفات في بلدية نيويورك كارولين براغدون قالت:" إن تقليص مصادر حصول الجرذان على الطعام هو الإجراء الأكثر فعالية اليوم , وهذا الإجراء لربما سيُجبر على البحث عن الطعام في أماكن أبعد ، لكن ذريتها تتناقص وهذا الانخفاض في التكاثر يؤدي إلى تراجع نشاطها".
وتختبر البلدية مقاربات مُدمجة عدة، بينها تطبيقات لرسم خرائط نشاط القوارض ووسائل كيميائية لمنع التكاثر , حيث لوحظت نتائج إزالة مصادر غذاء في إطار برنامج تجريبي يُنفذ في حي هارلم شمال مانهاتن.
تقول جيسيكا سانشيز، وهي من سكان هارلم : "مهما كانت الطريقة التي تستخدمها، فإنها فعّالة , في السابق، عندما كنتُ أُخرج القمامة، كانت الجرذان تهرول تحت قدميّ , حتى أنني كنتُ أخشى ترك ابني على الأرض , هذا من دون التطرق إلى الرائحة".
اظهار أخبار متعلقة
وتجد الجرذان طعامها عادةً في القمامة المتروكة على الأرصفة وفي صناديق القمامة الممتلئة , وقد ساهم هذا الكم الهائل من الطعام في تكاثرها السريع وكثافة أعدادها، إذ يمكن أن تلد الجرذة الواحدة ما يصل إلى اثني عشر صغيرا في كل حمل، بمعدل خمس إلى سبع حالات حمل سنويا، وهو ما يُفسر صعوبة الحد من تكاثرها.
وفي عام 2022، أطلقت المدينة ما سمي بـ"ثورة على النفايات" بعد أن شهدت ارتفاعا هائلا في أعداد القوارض بالتزامن مع انتشار جائحة كوفيد ، وتخللت الثورة إجراءات ومنها منع ترك أكياس القمامة على الأرصفة وتركيب حاويات بلاستيكية باتت تستوعب 70% من النفايات.
وكالة فرانس برس نقلت عن "كارين ديل أغيلا" وهي أحد مواطني مدينة هارلم , قولها إنه "مع هذه الحاويات الجديدة، لم أعد أشعر بالحاجة للركض بين أكوام القمامة لتجنب الجرذان , لكن قد تكون النظافة مجرد وسيلة ليضمن رئيس البلدية إعادة انتخابه في تشرين الثاني / نوفمبر)".
إزالة مصادر
غذاء ساهمت في خفض أعداد الجرذان بنسبة 25 في المائة
ولمكافحة
القوارض، زُوّد 70 مفتشا في المدينة تطبيقا للهواتف المحمولة يتيح لهم تحديد مواقع
بؤر القوارض بدقة للتدخل , ولتحسين هذه الاستراتيجية ، تُجري المدينة أيضا تجارب
على دراسات سلوك تغذية الجرذان من خلال تركيب صناديق صغيرة تحتوي على أربعة أنواع
مختلفة من الطعام في أحياء مختارة لمراقبة تفضيلاتها.
وتقول مديرة العمليات في قسم مكافحة الآفات في بلدية نيويورك كارولين براغدون :"صُممت هذه المنتجات لجعل الجرذان تشعر بالأمان والراحة تجاه عاداتها الغذائية , ومن ثم يتم إجراء تحليل لمعرفة أيها يُحتمل استهلاكه أكثر".
ومنذ تطبيق هذه الإجراءات مجتمعةً، سُجِّل انخفاض كبير في البلاغات بشأن الجرذان، بنسبة 25% في عام 2024 مقارنةً بالعام السابق، وفق بيانات رسمية.
ويُعد الحي الصيني، في مانهاتن السفلى، الحي الوحيد الذي نجح في السيطرة على أعداد هذه القوارض، فيما تأمل بلدية المدينة أن يستمر هذا التوجه في الأشهر المقبلة.