بقلم: يورونيوز
نشرت في 15/07/2025 - 19:30 GMT+2
اعلان
أكدت ثلاثة مصادر مطلعة على قرارات الكرملين، في تصريحات لوكالة رويترز، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازم على مواصلة الحرب في أوكرانيا حتى توافق الدول الغربية على شروطه للسلام، مشيرة إلى أن مطالبه الإقليمية قد تتسع مع استمرار تقدم القوات الروسية على الأرض، رغم تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات إضافية.
ووفق المصادر نفسها، يعتقد بوتين أن الاقتصاد الروسي وقواته المسلحة قادران على تحمّل المزيد من العقوبات الغربية، وأنه لا يرى حتى الآن مفاوضات جادة من الجانب الغربي حول تسوية النزاع.
شروط بوتين للسلام
المصادر التي تحدثت لرويترز أكدت أن شروط بوتين الأساسية للسلام تشمل التزامًا قانونيًا بعدم توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا، وحياد أوكرانيا، وتقليص قدرات جيشها، وضمان حقوق المتحدثين بالروسية، إلى جانب الاعتراف بالمناطق التي تسيطر عليها روسيا كأراضٍ روسية.
كما أبدى بوتين، وفقًا للمصادر، انفتاحًا على مناقشة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بمشاركة قوى كبرى، إلا أن الآلية المقترحة لتطبيق هذه الضمانات لا تزال غامضة.
وفي المقابل، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن بلاده لن تعترف بسيادة روسيا على أي من الأراضي التي احتلتها، وأن لأوكرانيا كامل الحق في تحديد سياساتها الأمنية، بما في ذلك الانضمام إلى الناتو.
ترامب يلوّح بالعقوبات وبوتين يواصل التقدم العسكري
كان ترامب قد أعلن، يوم الإثنين، عن إرسال دفعة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا تشمل أنظمة "باتريوت"، إلى جانب تهديده بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال 50 يومًا.
إلا أن المصادر الروسية أكدت أن بوتين غير متأثر بالضغوط الاقتصادية، وأنه يعتبر أهداف موسكو في أوكرانيا أهم من أي خسائر مالية.
ووفق بيانات خريطة "ديب ستيت"، سيطرت القوات الروسية في الأشهر الثلاثة الماضية على نحو 1,415 كيلومترًا مربعًا إضافيًا من الأراضي الأوكرانية. وتشمل السيطرة الروسية حاليًا شبه جزيرة القرم، وكامل منطقة لوغانسك، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى أجزاء من خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك.
ونقلت رويترز عن أحد المصادر قوله إن "الشهية تزداد مع الأكل"، في إشارة إلى إمكانية توسّع الطموحات الإقليمية الروسية في حال استمر الانهيار في الدفاعات الأوكرانية. في المقابل، تقول القيادة الأوكرانية إن القوات الروسية تواجه مقاومة شديدة وتتكبّد خسائر فادحة.
وأعلنت الرئاسة الروسية، اليوم الثلاثاء، أنها تحتاج إلى وقت لتقييم المهلة التي حددها ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ووصفتها بـ"الخطرة جداً"، في حين أبدت في الوقت ذاته استعداداً لاستئناف المحادثات المباشرة مع كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات للصحافيين، إن "تصريحات الرئيس ترامب خطيرة للغاية، ونحن بحاجة إلى وقت لدراستها وتحليلها بدقة"، مضيفاً أن هذه التصريحات قد تقوّض جهود التسوية السياسية.
ورغم الاتصالات المتكررة بين ترامب وبوتين منذ عودة الأول إلى البيت الأبيض في كانون الثاني، والتي وصلت إلى ست مكالمات هاتفية، لم ينجح الطرفان في التوصل إلى أي تفاهم بشأن وقف إطلاق النار. وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية، قال ترامب إنه لا يزال يأمل في التوصل إلى اتفاق مع بوتين، مؤكدًا أن الزعيم الروسي "رجل قوي وليس قاتلًا".
وأشارت المصادر إلى أن الكرملين يقدّر العلاقة مع ترامب، لكنه يضع مصلحة روسيا فوق كل اعتبار. واعتبر أحد المصادر أن ترامب لا يملك الكثير من النفوذ على بوتين، حتى مع تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الروسية وفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي، مثل الصين والهند.
وحذّر أحد المصادر من تصعيد أكبر خلال الأشهر المقبلة، مؤكدًا أن الحرب ستستمر، ومشددًا على خطورة التوتر بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.