اللواء الرومي لـ «الراي»: تدشين أول دورة ضباط اختصاص إناث... في الإطفاء

أكد رئيس قوة الإطفاء العام اللواء طلال الرومي، أهمية تطوير القوة على المستويين الفني والإداري، لمواجهة التحديات المتزايدة الناتجة عن التوسع العمراني والنمو السكاني، مشدداً على ضرورة تعزيز جاهزية «الإطفاء» ورفع كفاءتها في حماية الأرواح والممتلكات.

وأشار الرومي، في لقاء خاص مع «الراي»، إلى أن القوة ستشهد نفضة تنظيمية واسعة تشمل مختلف قطاعاتها، بعد اعتماد الهيكل التنظيمي الجديد، موضحاً أنه سيتم قريباً افتتاح 10 مراكز إطفاء جديدة، لتنضم إلى 50 مركزاً عاملاً حالياً، ومزودة بأحدث الآليات والمعدات المتطورة للتعامل مع شتى أنواع الحوادث.

وأضاف أن هناك تطوراً ملحوظاً على الصعيد الأكاديمي، يشمل الضباط والأفراد، حيث تم إدخال العنصر النسائي كضابطات اختصاص، بما يعكس توجه القوة نحو التنوع وتوسيع الكفاءات.

ونوّه الرومي بجهود القوة في التوعية المجتمعية ورفع الجاهزية للاستجابة للكوارث، لافتاً إلى تبني نهج جديد يقوم على الحزم والتخطيط الإستراتيجي والتكامل مع الجهات الحكومية، لبناء جهاز إطفاء متقدم ومتفاعل مع متطلبات المرحلة الراهنة.

• حدثنا عن رؤيتكم المستقبلية المعتمدة، لتطوير قوة الإطفاء العام؟

- لدينا رؤية لبناء جهاز إطفاء متقدم ومتكامل، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة واحتراف، من خلال الاستثمار في العنصر البشري، وتبني أحدث التقنيات، ورفع مستوى التنسيق والتكامل مع الجهات الحكومية ذات الصلة، إلى جانب تأهيل صفوف قادة بمختلف المستويات والقطاعات.

• ما أبرز التحديات الإدارية والفنية التي تواجهونها لتحقيق هذه الرؤية، وخططكم لتجاوزها؟

- تتمثل أبرز التحديات في استدامة الكفاءات والخبرات البشرية، وتسكين الوظائف القيادية وإنشاء صفوف قيادة وسطى وابتدائية، ورفع كفاءة البنية التحتية، إلى جانب التحول الرقمي في الإجراءات الإدارية لتسريع وتيرة الإنجازات.

• كيف تقيّمون مستوى التنسيق بين قوة الإطفاء والجهات الأخرى؟

- التنسيق مع الجهات الحكومية في أعلى مستوياته، ونحرص على استمرار الاجتماعات والتمارين المشتركة لضمان استجابة موحدة في جميع حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، ووضع الحلول الفورية، كما لدينا ربط إلكتروني مع 14 جهة حكومية.

بالإضافة إلى الاستمرار في تمرين «شامل» السنوي لمزيد من التنسيق الميدانى بين الإطفاء والجهات المشاركة، والمقرر أن يقام هذا العام في ديسمبر المقبل أو يناير 2026، قبل دخول شهر رمضان، للاستفادة من الأجواء الباردة واستغلال الموقع للتدريب الميداني للطلبة المستجدين في دورات الإطفاء.

برامج تأهيل

• ما مدى جاهزية الكوادر البشرية لديكم لمواجهة الكوارث الكبرى؟

- تخضع كوادرنا لبرامج تأهيل محلية ودولية مستمرة، ولدينا وحدات متخصصة في الكوارث وعمليات البحث والإنقاذ والمواد الخطرة، وتعمل هذه الكوادر بجهوزية عالية وفق خطط مدروسة وإجراءات محددة، وباستخدام أحدث المعدات، إضافة إلى مشاركتها في الحوادث الطبيعية التي تحصل بالدول الصديقة، مثل زلزال تركيا، حيث حظي الفريق بإشادة دولية باحترافيته.

• هل هناك دورات جديدة هذا العام للضباط والأفراد؟

- سيتم تدشين الدفعة الأولى من دورة ضباط في تخصص هندسة تكنولوجيا الإطفاء، وذلك تفعيلاً لبروتوكول التعاون المبرم مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. كما لدينا أربع دورات أخرى منها دورة تخصص إدارة عسكرية ذكور وإناث، ودورة تخصص فني شبكات وورش للذكور، ومأمور لاسلكي للإناث، ودورة للعلاقات العامة والإعلام للإناث.

• كم عدد المراكز العاملة حالياً؟ وعدد المراكز المتوقع افتتاحها خلال السنوات الخمس المقبلة؟

- لدينا 50 مركز اطفاء تعمل حالياً ما بين مراكز برية وبحرية ومتخصصة، وتغطي كل المحافظات. أما الخطة الخمسية فتشمل افتتاح 10 مراكز جديدة في مختلف المحافظات، وفق الأولويات السكانية والتوسع العمراني.

التأمين الصحي

• كم عدد العاملين في قوة الإطفاء من الضباط والأفراد حالياً؟

- عددهم في القوة نحو 4500 من الضباط وضباط الصف، وأكثر من 99 في المئة منهم كويتيون.

• هل هناك نية لشمول التأمين الصحي لعائلة الإطفائي؟

- كما تعلم، فإن الحكومة تولي الرعاية الصحية وسلامة منتسبي القوة اهتماماً بالغاً، ونسعى لتسخير جميع الجهود لتوفير مختلف سبل الرعاية الطبية لرجال الإطفاء، والتأمين الصحى يغطي حالياً ضباط الصف، أما ضباط الإطفاء فتتم معالجتهم في مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة، بالتنسيق مع وزارة الدفاع.

• متى سيتم افتتاح نادي ضباط الإطفاء؟

- النادي جاهز، وبانتظار الموافقة النهائية من البلدية على التعديلات التي تمت في المبنى، ومن المقرر افتتاحه قبل نهاية العام الحالي.

برامج تدريبية

• هل هناك برامج تدريبية جديدة لتعزيز قدرات رجال الإطفاء؟

- بالطبع، وقد تم إدخال برامج متخصصة في القيادة، والاستجابة المتقدمة، وتقنيات مكافحة الحرائق الحديثة، بالتعاون مع مراكز تدريب عالمية، من خلال استقطاب أمهر المدربين خبرة، وكذلك ابتعاث ضباط وضباط الصف في دورات تدريبية خارجية جارٍ العمل عليها.

• هل هناك دورات خاصة للإناث قريباً؟

- نعم، هناك توجه قريباً لإطلاق أول دورة ضباط اختصاص للعنصر النسائي في سلك الاطفاء، لاستقطاب العنصر النسائي الأكاديمي لدعم مهام الوقاية والدعم الفني والإداري في الاطفاء وذلك ضمن خطتنا لتعزيز تمكين المرأة وستكون مفتوحة للجميع والمتوقع العدد المطلوب 25 ضابطة.

الهيكل التنظيمي

• متى يتم تسكين الوظائف الإشرافية؟

- بعد الانتهاء من اعتماد الهيكل التنظيمي للإطفاء سيتم التسكين للمناصب الاشرافية وهناك لجنة مختصة تعمل على إنجازها وفق ضوابط الكفاءة والاستحقاق.

• ما حقيقة تقليص عدد نواب الرئيس؟

- تمت مخاطبة الجهات المعنية ومجلس الخدمة المدنية، بالهيكل التنظيمي الجديد لقوة الإطفاء، لترشيق الجهاز وإعادة تنظيم الهيكل تحقيقاً للمصلحة العامة، وتماشياً مع أحدث الهياكل التنظيمية النظيرة، وبانتظار اعتماده من مجلس الخدمة المدنية.

وسيكون في الهيكل رئيس القوة، ونائب الرئيس للعمليات والتخطيط، ونائب الرئيس للشؤون الإدارية والهندسية، وتحتهم 6 أمّار وتحتهم مديرو إدارات، إضافة إلى الغاء مراقبات ودمج بعضها بعضاً، وإيجاد إدارة للرقابة والتفتيش لمزيد من الضبط والربط. وبعد إقرار الهيكل ستكون هناك نفضة إدارية في جميع القطاعات، لتسكين الوظائف الإشرافية وتطوير العمل الإداري والميداني.

إنجازات وخدمات

• كم عدد الحوادث التي تعامل معها رجال الإطفاء خلال النصف الأول من 2025؟

- بلغ عدد الحوادث خلال النصف الأول من العام الحالي 3398 حادثاً، وشملت حرائق، وإنقاذ، وغيرها ونتج عنها 44 حالة وفاة بحوادث مختلفة.

• وكم عدد الجولات التفتيشية والمخالفات والإغلاق الاداري لقطاع الوقاية خلال الفترة ذاتها؟

- تم تسجيل 22302 إخطار، وتحرير 1384 مخالفة، وإغلاق 1613 موقعاً غير مستوف لاشتراطات الأمن والسلامة.

• وعدد الرخص التي تم إصدارها أو تجديدها للفترة ذاتها؟

- تم إصدار وتجديد 3047 رخصة لمشاريع عامة، و592 لمشاريع حكومية.

• وكم عدد الخدمات الخاصة بالإطفاء، ويمكن إنجازها عبر تطبيق «سهل» ؟

- نوفر حالياً 10 خدمات رقمية، يتم إنجازها عبر تطبيق «سهل»، تشمل إصدار وتجديد تراخيص، والاستعلام عن البلاغات، وطلب معاينة، وغيرها، وقد تم إنجاز 138 معاملة منذ بداية العام الحالي، ما يعكس إقبالاً متزايداً على الخدمات الرقمية. كما تم تدشين خدمة وقائية جديدة، بافتتاح مركزي وقاية لترخيص مركبات المواد الخطرة للصهاريج وسيارات نقل الغاز.

توعية المجتمع

• ما دوركم في توعية المجتمع بفصل الصيف والمخاطر التي قد تنجم جراء ارتفاع الحرارة؟

- تلعب إدارة العلاقات العامة في قوة الإطفاء دوراً متميزاً في توعية المجتمع بمخاطر الحريق، وكيفية استخدام معدات الإطفاء ومعدات الوقاية، وذلك بالتعاون مع وزارة الإعلام والصحف الورقية والإلكترونية، ودعم القطاع الخاص من خلال تقديم برامج مرئية ولقاءات صحافية وفلاشات تلفزيونية، تركز على السلامة في المنازل والمركبات ومرتادي البحر.

• وهل لديكم خطة لتطوير إدارة الانقاذ البحري؟

- تم تدشين زوارق متخصصة في عمليات البحث والانقاذ البحري في مارس الماضي، وتدشين 6 زوارق أخرى الأسبوع الماضي، وهي مجهزة وفق أحدث المواصفات العالمية، كما تشمل الخطة تأهيل الكوادر عبر دورات دولية في البحث والانقاذ البحري.

• ما دور التكنولوجيا الحديثة في تطوير عمل الإطفاء؟

- تم تدشين منظومة الانذار المبكر بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمستشفيات، من خلال إدخال التكنولوجيا باستشعار الحرائق والربط مع غرفة عمليات الإطفاء المركزية، كما نستخدم الطائرات من دون طيار (الدرون) في مهام المسح والمراقبة، ونعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المخاطر، ونتجه لتطبيق أنظمة ذكية في إدارة البلاغات والموارد.

• لماذا لا يتم تحديد رسوم واضحة للمخالفات بدل ترك الأمور لتقدير القاضي، في حال أحيلت المخالفة للمحكمة ؟

- جارٍ العمل على إعداد دراسة لتحديد رسوم المخالفات، ليتمكن صاحبها من معرفة نوع المخالفة والعقوبة التي تنتظره مقابل هذه المخالفة.

• يشتكي الكثير من المتقدمين لدورات الإطفاء، من النسب العالية للقبول في القوة، إضافة إلى اجتياز الاختبار الوطني... كيف تتم معالجة ذلك ؟

- في ما يخص تحديد نسبة للقبول في الدورات فهذا من اختصاص الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أما الاختبار الوطني فقد تم إلغاؤه كلياً من دورات الإطفاء، بالتنسيق مع التطبيقي.

• متى سيتم نقل مبنى الورشة ومركز الصيانة من الري؟

- جرى تخصيص أرض على الدائري السابع بمساحة 300 ألف متر، وأرض أخرى على الدائري السادس، لبناء ورشة ومركز لصيانة معدات الإطفاء، وجارٍ تجهيز التصاميم لطرح مناقصة البناء، بعد أخذ الموافقات الرسمية.

• هل من رسالة توجهونها للمواطنين والمقيمين ؟

- نهيب بالجميع الالتزام باشتراطات السلامة، والتعاون مع رجال الإطفاء، والإبلاغ السريع عن أي خطر والوقاية مسؤولية مشتركة، ووعي المواطن والمقيم هو خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والممتلكات.

الكل مسؤول والحزم مطلوب

شدد اللواء طلال الرومي، في رده على سؤال بشأن ما لوحظ عن الشدّة التي باتت عنواناً لضبط العمل في قوة الإطفاء، على أن «الحزم مطلوب في العمل، للصالح العام، خصوصاً أن الإطفاء جهة عسكرية، فلا مكان للتراخي والكل يتحمّل مسؤولية المنصب الذي يتولاه، في سبيل خدمة المجتمع والمحافظة على السمعة الجيدة لمنتسبي القوة في نظر القيادة السياسية وأهل الكويت، وأنا كلي ثقة بإخواني رجال الإطفاء المخلصين في عملهم».

جاهزية لافتتاح المطار الجديد

أعرب اللواء الرومي عن استعداد وجاهزية قوة الإطفاء العام، لافتتاح مبنى المطار الجديد، وأكد أن القوة «على أتم الاستعداد، وقد تم تأهيل كوادر متخصصة وتجهيز مركز إطفاء المطار الجديد، وفق أعلى المعايير المطلوبة من الطيران المدني الدولي».

خطط لمواجهة السيول والأمطار

في رده على سؤال حول استعدادات قوة الإطفاء لمواجهة الأمطار والسيول التي قد تتعرض لها البلاد في الموسم المقبل، قال اللواء الرومي: «وضعنا خططاً ميدانية لكل منطقة معرضة للسيول، مع توزيع المعدات والكوادر مسبقاً، ونشارك في التمارين المشتركة مع البلدية ووزارة الأشغال، ونقدم لهم الدعم والإسناد الكامل».

فرق إعلامية في المراكز

عن الخطط لتطوير عمل إدارة العلاقات العامة، قال الرومي: «لدينا خطة لتطوير عمل الإدارة عبر إدخال العنصر النسائي المتمكن إعلامياً، وكذلك زيادة عدد الفنيين والمصورين وتزويدهم بأحدث أجهزة التصوير والنقل، كما سيكون للعلاقات العامة أفراد وضباط في مركزي إطفاء شمال وجنوب البلاد، لتغطية الحوادث إعلامياً ونقلها للمركز الرئيسي في السالمية، نظراً لبعد المسافة والزحام على الطرق، ما قد يؤخر تغطية الحوادث».

أرض بعيدة عن المساكن للأكاديمية

قال اللواء الرومي، إن «الإطفاء» تنتظر تحديد أرض بعيدة عن المناطق السكنية لبناء أكاديمية للقوة، مبيناً أن «الموقع الحالي في منطقة كبد أصبح قريباً من المناطق السكنية والإسطبلات، ويشكّل خطراً عليها أثناء التدريبات».

شركاء في التخطيط العمراني والرقابة

قال اللواء الرومي، إن «قوة الإطفاء تسعى لأن تكون شريكاً في التخطيط العمراني والرقابة الوقائية، وعدم الاكتفاء بأنها جهة لمنح التراخيص فقط، وذلك من خلال تعزيز دور قطاع الوقاية وتحديث التشريعات، مع الحفاظ على سرعة وتيرة إنجاز المعاملات والمشاريع».

شكراً للعميد الغريب

تتقدم «الراي» بالشكر من مدير العلاقات العامة والإعلام في قوة الإطفاء العام، العميد محمد الغريب، وفريقه الإعلامي، على التعاون في تسهيل مهمتنا الصحافية.