أعلن الفاتيكان رسميًا عن ترقية كنيسة "سيدة الجزيرة العربية" الكاثوليكية، الواقعة في منطقة الأحمدي جنوب الكويت، إلى مقام "بازيليكا صغرى"، لتصبح بذلك الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي.
ويحمل لقب "البازيليكا الصغرى" مكانة روحية ورمزية بالغة الأهمية في الكنيسة الكاثوليكية، إذ لا يمنح إلا لدور العبادة ذات البعد التاريخي أو المعماري أو الروحي الفريد، ما يجعلها على صلة مباشرة بالكرسي الرسولي في الفاتيكان.
وبموجب هذا الاعتراف، تحظى الكنيسة بامتيازات خاصة، من بينها استقبال الحجاج الكاثوليك من مختلف أنحاء العالم كوجهة رئيسية للزيارة والصلاة.
The Church of Our Lady of Arabia in Kuwait has been elevated to the status of a Minor Basilica, with Bishop Aldo Berardi calling it "the first of its kind on the Arabian Peninsula."https://t.co/pomssKTGia
— Vatican News (@VaticanNews) August 15, 2025وعبر النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، المونسنيور ألدو براردي، عن امتنانه العميق لهذه الخطوة، قائلاً: "إنه مصدر فخر لجميع المسيحيين في الكويت، ويعكس تقدير الفاتيكان لحرية العبادة والحوار بين الأديان في البلاد"، مشيرا إلى أن الحدث يتجاوز الطابع الكنسي ليصبح شهادة حية على قيم التعايش والتسامح التي تميز المجتمع الكويتي.
وتعود جذور الكنيسة تاريخيًا إلى عام 1948، حين بدأ نشاطها لخدمة الجالية الكاثوليكية المتنامية في الكويت، خاصة مع قدوم العاملين الأجانب الذين أسهموا في مختلف القطاعات، ومنذ ذلك الوقت، تحولت "سيدة الجزيرة العربية" إلى مركز روحي واجتماعي مهم، يجمع آلاف المصلين من جنسيات متعددة تحت سقف واحد.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التطوير في تعزيز حضور الكويت، عبر استقطاب مزيد من الحجاج والزوار الكاثوليك، وبذلك، تدخل كنيسة "سيدة الجزيرة العربية" سجل الكنائس الكاثوليكية البارزة عالميا، ليس فقط لرمزيتها الدينية، بل أيضا باعتبارها شاهدا على التقاء الثقافات والديانات في أرض واحدة، ترسخ قيم السلام والاحترام المتبادل.
تاريخ الكنيسة
في 8 كانون الأول
/ ديسمبر 1948، حول الكهنة الكرمليون كوخا صغيرا كان محطة كهرباء إلى مصلى مؤقت،
وفي عام 1949 جلب تمثال "سيدة الجزيرة العربية" من إيطاليا، وتمت مباركته
من قِبل البابا بيوس الثاني عشر.
في 8 كانون الأول/ سبتمبر 1955، وضع حجر الأساس للكنيسة الجديدة، تم تكريسها رسميا في 1 نسيان / أبريل 1956 للعذراء مريم تحت لقب "سيدة الجزيرة العربية".
وخلال الغزو العراقي للكويت، تعرضت الكنيسة والتمثال لأضرار، إلا أن القداديس استمرت رغم الظروف، وبدعم من الحكومة الكويتية وشركة نفط الكويت، أُضيف جناح جديد للكنيسة، ودشن رسميا في 17 نسيان/ أبريل 2001.
واحتفلت الكنيسة بمرور 75 عامًا على تأسيسها، مؤكدة مكانتها كأول كنيسة كاثوليكية في الكويت و"الكنيسة الأم" للنيابة الرسولية في شمال شبه الجزيرة العربية، وبمرسوم بابوي، رفعت الكنيسة إلى رتبة بازيليكا صغرى، لتكون الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية.