بقلم: يورونيوز
نشرت في 17/07/2025 - 8:21 GMT+2
اعلان
وقال الشرع، عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في السويداء، إن الشعب السوري قدّم "الكثير في ثورته من أجل أن تظل سوريا حرة أبية، ولا يزال على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد".
ووصف الرئيس الانتقالي التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السورية بأنها "تحدٍّ جديد"، معلّقًا بنبرة حادة على الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت أمس هيئة الأركان وحيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، بالقول: "الكيان الإسرائيلي، الذي عوّدنا دائمًا على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى الآن مجددًا إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدمًا في مسيرة إعادة البناء والنهوض."
وأضاف الشرع أن تل أبيب "لا تكفّ عن استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات، متغافلة عن حقيقة أن السوريين، بتاريخهم الطويل، رفضوا كل انفصال وتقسيم"، وأن "امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى؛ قد تكون قادرًا على بدء الحرب، ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها."
وتابع قائلًا: "نحن نعرف جيدًا من يحاول جرّنا إلى الحرب ومن يسعى إلى تقسيمنا، ولن نعطيهم الفرصة بأن يورّطوا شعبنا في حرب يرغبون في إشعالها على أرضنا، فسوريا ليست ساحة تجارب للمؤامرات الخارجية، ولا مكانًا لتنفيذ أطماع الآخرين على حساب دماء أطفالنا ونسائنا."
كما توجّه الرئيس السوري الانتقالي إلى أبناء الطائفة الدرزية، الذين وصفهم بأنهم "نسيج أصيل من الوطن"، مؤكدًا أن "حماية حقوقهم وحرياتهم هي من الأولويات"، وأن الرئاسة ترفض "الانقسام والتدخلات السياسية".
وأوضح الشرع أنه "لولا التدخل الفعّال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية، التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول، لكنا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، أو فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل الكرام."
مشددًا: "لسنا ممن يخشى الحرب، ونحن الذين قضينا أعمارنا في مواجهة التحديات والدفاع عن شعبنا، لكننا قدّمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار."
مقتل 360 شخصًا في حصيلة غير نهائية في السويداء
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بانسحاب القوات التابعة لوزارة الدفاع السورية من محافظة السويداء، بعد نحو 90 ساعة من الاشتباكات العنيفة، مشيرًا إلى أنه "وثّق، في حصيلة غير نهائية، مقتل 360 شخصًا".
ووزّع القتلى على النحو التالي: "107 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 28 مدنيًا، منهم 4 أطفال و4 سيدات، و207 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، بينهم 18 من أبناء العشائر البدوية، و15 من عناصر وزارتي الدفاع والداخلية، قُتلوا جراء الغارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى 3 أشخاص، بينهم سيدة واثنان مجهولو الهوية، قُتلوا جراء قصف الطيران الإسرائيلي مبنى وزارة الدفاع، وإعلامي واحد قُتل خلال الاشتباكات في السويداء. إلى جانب 27 شخصًا، بينهم 4 نساء ورجل مسن، أُعدموا ميدانيًا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية."
وزارة الدفاع السورية: موقف تل أبيب جاء مغايرًا لتوقعاتنا
وكانت الدولة العبرية قد أعلنت أن سلاح الجو هاجم نحو 200 هدف في سوريا خلال الساعات الماضية، وعلّق مدير العلاقات العامة بوزارة الدفاع السورية، علي الرفاعي، الأربعاء، على الغارات التي قالت إسرائيل إنها "لحماية الدروز"، قائلًا إن هناك ملاحظات على أداء الحكومة الحالية لكنها قابلة للنقاش والتطوير، موضحًا أن "ما حدث اليوم من إسرائيل جاء مغايرًا لتوقعاتنا".
تركيا: إسرائيل لا تريد السلام
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع الإنسانية في غزة، إنه "يجب أن يكون الأمر واضحًا لنا جميعًا الآن: إسرائيل لا تريد السلام، إسرائيل لا تريد الاستقرار. يجب أن نتأكد جميعًا من أن سوريا لن تقع في دائرة العنف. المخاطر كبيرة جدًا."