الأمير إلى فرنسا.. آفاق للتعاون الشامل

2 weeks ago 5

- وزير الخارجية:
- زيارة صاحب السمو تُجسّد عُمق العلاقات التاريخية وتواكب تطلعات «كويت جديدة 2035»
- البلدان يتوّجان 6 عقود من الشراكة المتجددة بتوقيع اتفاقيات في التعليم والدفاع والثقافة
- فرنسا شريك موثوق... ونتطلع إلى مزيد من التنسيق معها في المحافل الدولية

يبدأ سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية الصديقة، يجري خلالها لقاءات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الفرنسيين.

علاقات تاريخية

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أن زيارة سمو أمير البلاد إلى فرنسا تمثل محطة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خصوصا في ظل التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وقال اليحيا إن زيارة سمو الأمير إلى فرنسا تأتي تجسيداً لعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وتعكس الحرص المشترك على تطويرها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المتبادلة.

وتطرق إلى تاريخ العلاقات الكويتية - الفرنسية، مشيراً إلى أنها تمتد لأكثر من ستة عقود من التعاون البنّاء والتفاهم السياسي.

ولفت إلى أن برنامج الزيارة يتضمن لقاءات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الفرنسيين، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات متعددة تشمل البنية التحتية والتعليم والدفاع والثقافة ما يعكس تنوع وثراء العلاقة بين البلدين.

وشدّد اليحيا على أن دولة الكويت تنظر إلى فرنسا بوصفها شريكاً دولياً موثوقاً، تربطها بها رؤى متقاربة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدا أن الزيارة ستُسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، بما يواكب أولويات خطة التنمية الوطنية (كويت جديدة 2035).

وأشار إلى أن التنسيق بين البلدين مستمر في المحافل الدولية وأن الكويت تُثمّن دائما المواقف الفرنسية الداعمة لأمنها واستقرارها لاسيما خلال محطات مفصلية في تاريخها.

شراكة

وتشهد العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، شراكة إستراتيجية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والثقافية. وتجسيداً لعمق هذه العلاقات التاريخية بين البلدين وحرص قياداتهما على تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.

ويعود تاريخ اعتراف فرنسا باستقلال الكويت الى 28 أغسطس 1961 عندما قرّرت باريس اعتماد سفيرها في بيروت سفيرا لدى الكويت، كما قررت إنشاء تمثيل تجاري دائم لها في البلاد ثم إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في 1967.

وعلى مدار العقود الستة الماضية، تطوّرت العلاقات الكويتية - الفرنسية في كل المجالات وبلغت ذروتها عند وقوف فرنسا مع الحق الكويتي إبان الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت عام 1990، حينما أعلن الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران في 26 أغسطس 1990 «أن سيادة الكويت غير قابلة للتفاوض»، وقرر إرسال نحو 18 ألف جندي فرنسي للمشاركة في تحرير البلاد.

زيارات

يُشار إلى أن زيارة صاحب السمو إلى فرنسا هي الأولى لسموه منذ توليه مقاليد الحكم، وقد شهدت العلاقات الثنائية زيارات متبادلة لقادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما، إذ زار أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، فرنسا مرات عدة كان أبرزها في سبتمبر 1989، حيث أجرى مباحثات تناولت تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات كافة.

وأعقب تلك الزيارة زيارتان الأولى في أكتوبر 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت، والثانية في أكتوبر 1991 للتعبير عن شكر شعب الكويت وتقديره للموقف الفرنسي تجاه قضية الكويت العادلة.

كما زار أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، فرنسا في نوفمبر 2006 حيث التقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وكبار المسؤولين الفرنسيين، وبحث معهم تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي يناير 2017 زار سمو الشيخ صباح الخالد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك، باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.

وفي 24 أبريل الماضي زار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو البلاد، وبحث مع وزير الخارجية عبدالله اليحيا العلاقات الثنائية وأطر تعزيزها، إضافة الى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من المجالات.

وشاركت الكويت في 17 يونيو الماضي، ممثلة بسفارتها لدى فرنسا، في مؤتمر «رؤية الخليج - 2025» برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي استهدف تعزيز الشراكة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، ومساعي الجانبين لبناء علاقات اقتصادية أوسع.

استثمارات

وتُعد فرنسا من أهم المستثمرين العالميين في الكويت لاسيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل والصحة ومنتجات التجميل، فيما تبلغ نسبة الشركات الفرنسية في الكويت نحو 50 في المئة من الشركات الأوروبية العاملة فيها وتوفر أكثر من 2100 وظيفة.

وهناك تعاون اقتصادي بين البلدين توج باتفاقيات في مجالات عدة، لاسيما التعاون الضريبي، والتي وقعت أولاها في 1973 وكذلك اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين الحكومتين والمبرمة عام 1989، فيما وقعت الكويت في يونيو 2017 اتفاقية لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمعاهدات الضريبية لمنع تآكل الوعاء الضريبي وتحويل الأرباح.

حلف إستراتيجي

أما على الصعيد العسكري فتنظر الكويت الى فرنسا كحليف إستراتيجي لها، خصوصاً بعد المشاركة الفرنسية الفعّالة في التحالف الدولي الذي قام بتحرير الكويت عام 1991 وما تلاها من اتفاقيات للتعاون الدفاعي بين البلدين.

ووقّع البلدان في أغسطس عام 1992 اتفاقية دفاعية نظّمت أُطر التعاون بينهما في حال تعرّضت الكويت لاعتداء خارجي وتضمّنت إجراء تمارين ومناورات عسكرية بين قوات البلدين وتبادل الخبرات بالإضافة الى تدريب وتأهيل الكوادر العسكرية كما وقّع البلدان في ديسمبر عام 2006 اتفاقية أخرى للتعاون العسكري.

الصحة والتعليم

ويشهد البلدان تطوراً في التعاون بالقطاع الصحي ففي يونيو 2021 زار وفد جامعة نيس الفرنسية وزارة الصحة، لبحث سُبل تعزيز التعاون وآليات تبادل الخبرات للارتقاء بمستوى الخدمة الطبية، فيما وقّع وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي في فبراير 2025 مذكرة تفاهم مع مستشفى غوستاف روسيه الفرنسي المتخصص في علاج الأورام لتطوير الرعاية الصحية بالبلاد.

وفي المجال العلمي والثقافي وقّع البلدان عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لزيادة عدد الطلبة الكويتيين في فرنسا والمشاركة في الانشطة الثقافية وتبادل الخبرات.

ويحرص البلدان على التنسيق المستمر في المحافل الإقليمية والدولية وتبادل الدعم في القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعكس متانة العلاقة التاريخية ويعزّز آفاقها المستقبلية.

• الزيارات:

- زيارات تاريخية متبادلة لقادة البلدين رسّخت أواصر التعاون الثنائي

- زيارة سمو الأمير إلى فرنسا محطة جديدة في مسار التعاون الراسخ

• مواقف الدعم والمناصرة:

- فرنسا أول الداعمين لاستقلال الكويت وأشد مناصر لقضيتها العادلة

- مواقف متبادلة ومبادرات مشتركة في الأزمات على مدار 6 عقود

• التعاون الاقتصادي والاستثماري:

- فرنسا ضمن أبرز المستثمرين في الكويت... وشركاتها تمثل نصف الحضور الأوروبي

- عقود من التعاون الاقتصادي... واتفاقيات ضريبية واستثمارية منذ 1973 وحتى اليوم

• التعاون العسكري والدفاعي:

- اتفاقيات دفاعية راسخة بين البلدين منذ ما بعد التحرير وحتى اليوم

- شراكة عسكرية متينة وتعاون إستراتيجي يعكس الثقة المتبادلة

• التعاون الصحي والتعليمي:

- الصحة والتعليم... مجالات تعاون نامية بين الكويت والمؤسسات الفرنسية المتخصصة

- مذكرة التفاهم مع مستشفى غوستاف روسيه تدعم جهود الكويت في علاج الأورام

اذهب للمصدر