أين تستثمر أموالك إذا كنت تعيش في زمن الحرب... وقربها؟

12 hours ago 4

- تبني إستراتيجيات التنويع عالمياً لمواجهة الاضطرابات الجيوسياسية
- الملاذات الآمنة والاستثمارات الدفاعية خيارات موثوقة في أوقات الصراع
- لابد من فهم سيكولوجيا الحرب والاستثمار لتجنب القرارات المتهورة
- المعادن الثمينة والعملات المستقرة أصول إستراتيجية مجرّبة في زمن الحروب
- المرونة بالغة الأهمية في إدارة المحافظ الاستثمارية خلال الأحداث الجيوسياسية

في أوقات الصراعات العالمية، يسعى المستثمرون إلى الاستقرار وحماية أصولهم. ومع تزايد حالة عدم اليقين، أصبحت أهمية تنويع إستراتيجيات الاستثمار أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لكن بصفة عامة يمكن القول إن الاستثمار في زمن الحرب يتطلب تبني نهج يجمع بين الحذر والمرونة.

ففي خضم التقلبات، تبرز فرص للاستثمار الإستراتيجي في قطاعات معينة، ولكن يبقى التنويع وتبني إستراتيجيات دفاعية هما الركيزتان الأساسيتان للحماية، فإدراك كيفية تأثير الأحداث العالمية على مختلف فئات الأصول، إلى جانب استخدام أساليب التحوط، يوفر شبكة أمان في مواجهة تقلبات السوق العنيفة.

لذا، فإن القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة، قابلة للتكيف، وذات رؤية إستراتيجية هي مفتاح النجاح في التعامل مع تعقيدات الأسواق خلال فترات الحرب.

التطورات الأخيرة

ويراقب المستثمرون عن كثب التطورات الأخيرة في المنطقة، محاولين استشراف تأثيرها على أسعار النفط، ومعدلات التضخم، وأسعار السندات. حيث يتصاعد القلق في ظل العناوين المثارة في وسائل الإعلام، والتي تسلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية المتأصلة في الاستثمار بالأسواق العالمية.

من ناحيته يقول مساعد الرئيس التنفيذي في شركة «إيه إي إس إنترناشيونال»، سام إنستون: «يدرك المستثمرون ذوو المحافظ الاستثمارية المتنوعة جيداً أنهم يمتلكون مجموعة واسعة من البلدان والقطاعات والشركات الفردية. ومن شأن هذا التنوع الواسع أن يساعدهم في مواجهة أي تحديات استثمارية قد يواجهونها، وهو ما ثبت نجاحه على مر العقود».

ويضيف: «المرونة أمر بالغ الأهمية في إدارة المحافظ الاستثمارية خلال الأحداث الجيوسياسية، ومع أنه يوجد حدثان متماثلان، لكن السمات المشتركة هي عدم اليقين والتغير السريع. وفي حين أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بموعد حدوث هذه الأحداث أو شكلها بالضبط، يمكنك التخطيط لها من خلال تنويع محافظك الاستثمارية وبناء المرونة في خطتك المالية».

زمن الحرب

وتاريخياً، أثبتت بعض سُبُل الاستثمار صمودها خلال فترات الحرب والصراع. وفي مقدمتها الدولار إلى جانب:

1 - المعادن النفيسة:

• الذهب: يُعتبر الذهب ملاذاً آمناً، إذ يحتفظ بقيمته ويسهل تسييله. وخلال فترة الحرب، ترتفع أسعار الذهب عادةً بسبب زيادة الطلب.

• الفضة والبلاتين: رغم أنهما ليسا مستقرين كالذهب، إلا أنهما يوفران أيضاً حماية من انخفاض قيمة العملات وعدم الاستقرار الاقتصادي.

2 - السندات الحكومية:

• سندات الخزانة الأميركية: تُعتبر هذه السندات من أكثر الاستثمارات أماناً، حيث تُقدم عائداً موثوقاً به رغم انخفاض عوائدها. وفي أوقات الصراع، تظل السندات الأميركية الخيار الأمثل للمستثمرين المحافظين.

3 - الأسهم الدفاعية:

• غالباً ما تشهد الشركات العاملة في مجال الدفاع والإمدادات العسكرية زيادة في الطلب خلال فترة الحرب، مما يجعل أسهم الدفاع استثماراً مربحاً محتملاً.

4 - العقار:

• تميل العقارات في المناطق المستقرة سياسياً إلى الارتفاع مع مرور الوقت، وتُوفر أصولاً ملموسة تُدرّ دخلاً من الإيجار ونمواً طويل الأجل لرأس المال.

إستراتيجيات التنويع

وعندما يكون بلدٌ ما متورطاً في صراعٍ عنيف أو في منطقة ملتهبة المخاطر، يُصبح التنويع أمراً بالغ الأهمية. وفيما يلي بعض الإستراتيجيات لحماية الاستثمارات وتنميتها حسب تقرير نشره بنك «كاي إنترناشيونال»:

1 - الخدمات المصرفية الخارجية:

الحسابات المصرفية الثانية في الدول المحايدة: تُوفّر بعض الدول استقراراً مالياً وحيادية. يُمكن أن يُتيح الحساب المصرفي الثاني فيها الوصول إلى الأموال بعيداً عن المشاكل المحلية المُحتملة.

2 - العقارات في المناطق الآمنة:

منطقة التجارة الحرة في بنما: تُوفّر المساكن الجديدة في منطقة التجارة الحرة، بالقرب من مدينة بنما، بديلاً آمناً للاستثمار. على عكس بعض المراكز التجارية المعروفة القريبة من مناطق الاضطراب كالشرق الأوسط، تُوفّر بنما بيئةً سياسيةً مستقرةً وموقعاً إستراتيجياً للتجارة والخدمات اللوجستية. وتزداد شعبية منطقة التجارة الحرة القريبة من العاصمة، مع وجود مساكن حديثة ومجتمع مغترب متنامٍ.

3 - تخزين المعادن الثمينة:

يمكن أن يُخفف تخزين الذهب والمعادن الثمينة الأخرى في مرافق آمنة خارج بلدك الأم من المخاطر المرتبطة بعدم الاستقرار الداخلي. وتشتهر سويسرا وسنغافورة بخدمات التخزين الآمنة والسرية.

4 - تنويع استثمارات العملات:

يمكن أن يحمي امتلاك عملات متعددة من انخفاض قيمة أي عملة. فكّر في تنويع استثماراتك بالاستثمار في عملات مستقرة.

سيكولوجيا الحرب والاستثمار

في أوقات الحرب، يصبح التفاعل بين العواطف البشرية وسلوكيات السوق أكثر وضوحاً. وتتطلب سيكولوجيا الحرب من المستثمرين موازنة دقيقة بين الدوافع العاطفية والقرارات العقلانية. فبينما يمكن أن يؤدي الخوف إلى بيع الذعر والجشع إلى المبالغة في المخاطرة، فإن فهم هذه المشاعر والتحكم فيها أمر بالغ الأهمية. ويميل المستثمرون، في أوقات عدم اليقين الشديد، إلى البحث عن الأمان، ما قد يدفعهم نحو الأصول التي يُنظر إليها على أنها ملاذات آمنة، أو على النقيض تماماً، قد يندفعون نحو المضاربة على أمل تحقيق مكاسب سريعة.

وتتفاقم هذه الديناميكيات النفسية بسبب التحيزات السلوكية مثل التحيز التأكيدي (البحث عن معلومات تؤكد المعتقدات الحالية) والتصرف القطيعي (اتباع تصرفات الأغلبية). وللحد من تأثير هذه التحيزات، تتطلب الإدارة الفعالة للمخاطر في مثل هذه البيئات المتقلبة تنويع محفظة الاستثمار ووضوح آفاق الاستثمار واستخدام أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر. يُعدّ الاطلاع أولاً فأول على المستجدات والتطورات والقدرة على التكيف، أمراً بالغ الأهمية للتعامل مع الظروف الصعبة في السوق، مما يمكّن المستثمرين من اتخاذ قرارات مدروسة بدلاً من الاستسلام للاندفاعات العاطفية.

اذهب للمصدر