وأوضح كاتس أن المساعدات لن تستأنف في الوقت الحالي، بل في المستقبل عندما يتم بناء الآلية المدنية. وأضاف: "كما ذكرت في بياني، سياسة إسرائيل واضحة ولا توجد أي مساعدات إنسانية على وشك الدخول إلى غزة في الوقت الحالي“.
وقال كاتس أن منع دخول المساعدات إلى غزة كان "إحدى الأدوات الرئيسية“ المستخدمة للضغط على حماس، ”بالإضافة إلى الخطوات الأخرى التي تتخذها إسرائيل“، مضيفًا: "لقد شددت وجوب بناء آلية لاستخدام الشركات المدنية لإدخال المساعدات إلى غزة، من أجل عدم السماح لحماس بإدخال المساعدات في المستقبل".
وأكد كاتس أن القوات الإسرائيلية "تواصل ضرب حركة حماس والبنية التحتية التابعة لها، وتنفيذ ضربات مكثفة تمهيدًا لعمليات برية"، زاعمًا أن مصر وضعت لأول مرة شرطًا لنزع سلاح حماس وغزة كشرط للتوصل إلى اتفاق شامل ووقف الحرب.
كما أشار إلى أن السياسة الإسرائيلية في غزة تتمحور، أولًا، حول السعي لإطلاق سراح الرهائن ضمن ما يعرف بـ"إطار ويتكوف"، وثانيًا حول بناء "جسر لهزيمة حماس مستقبلًا".
في المقابل، هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير موقف كاتس، واعتبره تنازلًا غير مبرر. وكتب في منشور عبر منصة "إكس": "من العار أننا لا نتعلم من الأخطاء. ما دام رهائننا يرزحون في الأنفاق، فلا مبرر لدخول حبة طعام واحدة إلى غزة". وأضاف: "وقف المساعدات هو أحد نقاط الضغط المركزية على حماس، وإعادتها قبل أن تنهار الحركة وتُطلق سراح الرهائن سيكون خطأ تاريخيًا".
وتابع بن غفير قائلًا إنه سيبذل كل ما بوسعه لمنع اتخاذ هذه الخطوة، داعيًا رئيس الوزراء ووزير الدفاع إلى التراجع عن "هذه الخطوة الحمقاء"، التي يرى أنها تضر بقدرة إسرائيل على هزيمة حماس واستعادة الرهائن بسلام.
غزة.. "جهنم على الأرض"
تعيش غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ 2 آذار/ مارس، وتوقف دخول المساعدات الإنسانية بشكل تام، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه والوقود، وفق ما أكدته منظمات أممية وحقوقية.
ومنذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 آذار/ مارس، عقب تعثر المفاوضات بشأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، منعت إسرائيل دخول أي شحنات إنسانية جديدة إلى القطاع. ونتيجة لهذا القرار، يواجه ملايين الفلسطينيين صعوبة كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
وقد وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، الوضع في غزة بأنه "جهنم على الأرض"، مشيرة إلى أن السكان يعانون من نقص شديد في الغذاء والماء والكهرباء، وأن الإمدادات الطبية تنفد بسرعة مقلقة.
وقالت إن المستشفى التابع للّجنة لن يتمكن من العمل لأكثر من أسبوعين في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. فيما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن 22 من أصل 36 مستشفى في القطاع تعمل جزئيًا فقط، في ظل تضاؤل مخزون المضادات الحيوية وأكياس الدم.
وفي موازاة التدهور المتسارع، حذّر برنامج الأغذية العالمي أواخر الشهر الماضي من احتمال نفاد مخزون الطعام خلال أسبوع، لافتًا إلى أن الحرب دمرت كامل القدرة الإنتاجية للقطاع، ما يجعل سكانه يعتمدون كليًا على المساعدات الدولية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تجاوز 51 ألفًا، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، بينما أصيب أكثر من 116 ألفًا. كما حذرت الوزارة من أزمة صحية متفاقمة بفعل استمرار إغلاق المعابر وشح المستلزمات الطبية.