هل بدأ ترامب فعليًّا في إعادة حساباته تجاه بوتين؟

14 hours ago 4

بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في 09/07/2025 - 22:15 GMT+2آخر تحديث 22:20

اعلان

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء عن نبرة أكثر حدة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أشهر من التصريحات الداعمة والودية التي كان يُعرف بها تجاه الزعيم الروسي.

وقال ترامب خلال الاجتماع: "يُبالغ بوتين في الوعود دون تنفيذها، إذا أردتم أن تعرفوا الحقيقة. إنه دائمًا لطيف، لكن في النهاية يثبت أن كلامه بلا معنى".

وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من تصاعد التوتر بين البلدين إثر الهجوم الأوسع نطاقًا الذي شنته روسيا على أوكرانيا باستخدام الطائرات المُسيّرة، وذلك بعد مكالمة هاتفية مباشرة بين الزعيمين.

انقلاب في لهجة ترامب

وقبل خمسة أشهر فقط، أكد ترامب أنه "يؤمن بأن بوتين يريد السلام في أوكرانيا"، وأضاف: "أعتقد أنه سيُخبرني إذا لم يكن كذلك... أثق به في هذا الشأن". لكن تصريحاته الجديدة تبدو وكأنها بداية إعادة تقييم داخل الإدارة الأمريكية لتعاملها مع ملف الحرب في أوكرانيا.

ومن بين المؤشرات الأخرى على هذا التحوّل وفقاً لـCNN، قرار ترامب بإعادة تفعيل شحنات الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا، والتي كانت قد توقفت مؤقتًا، وفق تصريحات منسوبة إلى جهات أخرى داخل الإدارة.

كما بدا أن ترامب تخلى، ولو مؤقتًا، عن خطابه السابق الذي كان يوزع اللوم بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما اعتبره مراقبون تحيزًا لصالح موسكو.

في مفاجأة غير متوقعة، أشاد ترامب أيضًا بشجاعة الجنود الأوكران، قائلاً: "الأشخاص الذين يستخدمون هذه المعدات كانوا أشداءً، لأن الكثيرين من الناس لن يقوموا بذلك".

هل هي إعادة تفكير أم ضغط سياسي؟

ورغم اللهجة الحادة وغير المتوقعة، لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان ترامب قد بدأ في تبني موقف جديد تجاه روسيا، أم أن هذه مجرد استراتيجية لزيادة الضغط على بوتين.

اللافت أن ترامب رفض إعطاء تعهّدٍ رسمي بتبني حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا تحظى بدعم واسع من الكونغرس، بما في ذلك أكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، وهو ما يدل على أن الرئيس لم يتخذ موقفًا نهائيًا بعد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، إن تصريحات ترامب تأتي في ظل استيعابه لمعلومات جديدة، مشيرة إلى أنه هو "شخص عاقل ومنفتح في تفكيره، لكنه ليس ساذجًا، ويمتلك رؤية واضحة ومبدئية لما يسعى لتحقيقه".

يُعتقد أن نقطة التحول بدأت بعد مكالمة هاتفية بين الزعيمين في وقت سابق من الشهر الجاري، أعقبتها مباشرة أكبر عملية هجومية روسية على أوكرانيا باستخدام الطائرات المُسيّرة.

وفي أبريل الماضي، أبدى ترامب شكّه في صدق بوتين، قائلاً إنه "ربما يكون فقط يماطل"، في إشارة إلى تباطؤ الزعيم الروسي في تقديم تنازلات في المفاوضات.

هل ستستمر التحولات؟

ورغم كل المؤشرات، فإن السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا التحوّل في لهجة ترامب سيكون مستقرًا، أم أنه مجرد مرحلة مؤقتة.

ففي عام 2022، وبعد غزو روسيا لأوكرانيا، وصف ترامب الغزو بأنه "مريع"، لكنه سرعان ما تراجع عن هذا الخطاب بعد الانتقادات التي تلقاها من داخل صفوفه. وفي ذلك الوقت، كانت تصريحاته مدفوعة برغبته في محاولة تصحيح مساره السياسي قبل بدء حملته الانتخابية الرئاسية.

لكن الآن، ومع تصاعد وتيرة الحرب، واستمرار التصعيد الروسي، وتعاظم الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا، يبدو أن ترامب ربما يعيد النظر في حساباته، وإن كان ببطء.

اذهب للمصدر