- 30 في المئة من العاملين في أميركاً راضون عن رواتبهم
- 26 في المئة فقط يشعرون بالرضا تجاه فرص ترقياتهم
- لماذا لا يجب أن يكون كرهك لوظيفتك سبباً لتركها؟
- تحقيق الرضا بالحياة قد لا يكمن في تغيير المسار المهني
في ظل تصاعد مستويات عدم الرضا الوظيفي عالمياً، يتزايد الجدل حول ما إذا كان ترك وظيفة غير مرضية الحل الوحيد لتحقيق السعادة. فبينما يرى البعض أن البحث عن «الوظيفة المثالية» المسار الصحيح، يقترح خبراء النفس وجود بدائل واقعية تمكن الأفراد من تحقيق التوازن والرضا دون الحاجة إلى القيام بتغيير جذري وترك الوظيفة.
وتشير بيانات حديثة من مؤسسة غالوب لعام 2024 إلى أن 51 في المئة من الموظفين يبحثون بشكل جاد عن فرص عمل جديدة، وهي نسبة لم تُسجل منذ عامي 2014-2015. ويعكس هذا الرقم مستوى غير مسبوق من عدم الارتباط الوظيفي، ويدعو للتساؤل حول مدى رضا الموظفين عن وظائفهم الحالية؟
وفي سياق متصل، كشف تقرير لمركز بيو للأبحاث في ديسمبر 2024 أن 30 في المئة فقط من العاملين في الولايات المتحدة راضون بشكل كبير عن رواتبهم، و26 في المئة فقط يشعرون بالرضا تجاه فرص الترقية، وقد تدفع هذه الأرقام الكثيرين إلى الاستنتاج بأن الحل يكمن في مطاردة وظيفة أحلامهم التي تتوافق تماماً مع قيمهم وتطلعاتهم.
وحسب مجلة سيكولوجي توديه «لا يتعين عليك أن تجد هدفك في وظيفتك لتعيش حياة ذات معنى». وتقول إن هذه الفكرة، التي يتبناها خبراء، تشير إلى أن تحقيق الرضا في الحياة قد لا يكمن بالضرورة في تغيير المسار المهني. غالباً ما يبدأ الأمر بالبحث عن«الهدف»خارج نطاق العمل، أي القيم الأساسية والأنشطة والروابط التي تركز حياتنا.
وتضيف المجلة أنه بمجرد بناء هذا الهدف خارج العمل، يمكن للأفراد إيجاد طرق لدمجه في بيئة عملهم، أو على الأقل تحقيق توازن يسمح لهم بالبقاء في وظيفة مستقرة مالياً دون الشعور بالاستنزاف الروحي.
3 طرق
وأوصت «سيكولوجي توديه» الراغبين في الاستقالة لشعورهم بالجمود في وظائف لا يحبونها، بـ3 إستراتيجيات عملية لبناء حياة هادفة دون الحاجة إلى هذه الخطوة، تشمل:
1 - ابدأ بهدف خارج العمل واستثمر وقت فراغك الثمين
أفادت المجلة أن متوسط وقت الفراغ اليومي للأميركي العادي يتراوح بين 4.5 و5 ساعات، وفقاً لمسح استخدام الوقت الأميركي. وترى أن هذه الساعات، بما فيها المساء وعطلات نهاية الأسبوع، تمثل فرصة حقيقية للموظف لإعادة شحن طاقته وتحقيق أهدافه الشخصية، ويمكن قضاء هذا الوقت بالتطوع، أو ممارسة الفنون، أو الإرشاد، أو الاهتمام بشؤون منزلية، أو حتى مجرد تخصيص وقت للجلوس مع العائلة.
2 - اصنع هدفاً داخل الوظيفة
ذكرت«سيكولوجي توديه»، أنه حتى لو لم تكن وظيفتك مُرضية بشكل عام، يمكن أن تصنع هدفاً داخل المؤسسة، حيث نوهت على سبيل المثال، إلى سيدة أميركية وجدت الحل عندما بدأت تهتم بموضوع المساواة بين الرجل والمرأة، وبدأت تكتب مدونة عن القيادة النسائية، ولاحقاً، طورت ورش عمل داخلية وطرحتها على الشركة. مبينة أن رد الفعل كان إيجابياً لدرجة أن رئيسها قلص ساعات عملها إلى دوام جزئي- مع الحفاظ على راتبها – لتخصيص مزيد من الوقت لتطوير الدورات ومشاركتها مع الزملاء.
وحسب المجلة «لم تجد وظيفة هادفة؛ بل بَنَت هدفاً داخل الوظيفة التي كانت لديها بالفعل».
3 - فن تقليل الاستنزاف
تلفت المجلة إلى أنه إذا لم تتمكن من إضافة هدف جديد إلى وظيفتك، تخلص مما يستنزف طاقتك، وهي طريقة فعالة بشكل مدهش بشكل تجعل الوظيفة مستدامة ومرضية.
وفي هذا الخصوص أشارت المجلة إلى تجربة تحكيها طبيبة، كانت تعمل في العيادات الخارجية والمستشفى، لكنها أدركت مع الوقت أنها تستنزف من عمل المستشفى. بعد محادثة مع زملائها، تم تعديل الجدول الزمني لتركز أكثر على عمل العيادات الخارجية بينما غطى الآخرون جانب المستشفى. لم تتغير وظيفتها أو راتبها، لكن رضاها وشعورها بالانسجام تحسنا بشكل كبير.
وأفادت بأن هذه المرونة قد لا تتوفر دائماً، لكن غالباً ما يمكن لمحادثة بسيطة مع المدير أو تعديل صغير في المسؤوليات أن يحدث فرقاً كبيراً. موصية بأن يبدأ الموظف بتحديد ما يكرهه أكثر، وينظر ما الذي يمكن تحقيقه.
ولفتت المجلة إلى أن معظم الناس لا يستطيع تحمل تكلفة التخلي عن وظائفهم لمجرد أنها لا تحقق لهم معنى عميقاً، وقالت«ما نسمعه أحياناً بأنه علينا أن نجد الشغف في مكان آخر، قد يكون ضرره أكبر، وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى نموذج أكثر واقعية؛ نموذج يسمح لنا بالشعور بالرضا خارج العمل»، مضيفة: «لست مضطراً لأن تحب وظيفتك، لكنك تستحق أن تحب حياتك».