- وحدات إنتاج الكهرباء جاهزة للخدمة نهاية الشهر الجاري... والوزارة تدرس خيارات ترشيدية
- في 2021 تم إيصال 4400 ميغاواط للشبكة... ومنذ ذلك التاريخ لم يتم إدخال وحدة إنتاج واحدة
وضعت درجة الحرارة العظمى التي بلغت الأربعاء، 48 درجة مئوية وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة أمام الخيار الصعب، بعد تسجيل مؤشر الأحمال رقماً قياسياً خلال الصيف الحالي، إذ لم تجد الوزارة مناصاً، للحفاظ على استقرار شبكتها الكهربائية، من قطع التيار عن بعض المناطق السكنية والصناعية والزراعية، أعلنت عنها على موقعها الإلكتروني.
وأرجعت مصادر مسؤولة في الوزارة لـ «الراي» سبب زيادة معدلات استهلاك التيار، إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق في مثل هذا التوقيت من العام. فقد أحدثت الدرجات المئوية الثمانية الزائدة ليوم أمس، عما تم تسجيله في اليوم نفسه من العام الفائت، فارقاً كبيراً على مستوى الاستهلاك، ففي 21 مايو 2024 سجل مؤشر الأحمال الكهربائية 13600 ميغاواط في ظل درجة حرارة بلغت 40 درجة مئوية، في حين سجل مؤشر الأحمال أمس 16350 ميغاواط، أي أن كل درجة حرارة من الدرجات الثمانية يقابلها نحو 343.7 ميغاواط.
وقالت المصادر إن «خطط الصيانة السنوية لوحدات إنتاج الكهرباء ومقطرات إنتاج المياه تبنى قياساً على معدلات الاستهلاك السنوية، إضافة إلى احتساب زيادة نمو سنوية، إلا أن ارتفاع درجة الحرارة في هذا التوقيت قفز بمعدلات الاستهلاك إلى خارج التوقعات والحسابات»، لافتة إلى أن «مؤشر الأحمال سجل يوم 21 مايو من العام الماضي 13600 ميغاواط، في ظل درجة حرارة بلغت 40 درجة مئوية».
فارق
وأضافت المصادر أن «الفارق الكبير بين درجة حرارة العام الفائت والحالي لذات اليوم، تعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات الاستهلاك إلى أرقام قياسية في هذا التوقيت من العام»، مؤكدة أن «الوزارة تقوم بإنجاز أعمال برنامج الصيانة السنوية وفق جدوله الزمني، وأنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من إدخال جميع الوحدات بنهاية الشهر الجاري، باستثناء وحدتي إنتاج سيتم إدخالهما لاحقاً».
وذكرت أن القدرة الإنتاجية التي كانت موجودة في الشبكة الوطنية كانت كفيلة بتأمين الاحتياجات خلال هذا التوقيت لولا ارتفاع درجة الحرارة وتسجيلها 48 درجة مئوية، مبينة أن وصول درجة الحرارة إلى هذا الرقم يكون عادة في نهاية يونيو ويوليو وأغسطس.
خيارات ترشيدية
ولفتت المصادر إلى أن «الوزارة تدرس عدة مقترحات وتصورات ترشيدية، بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية بهدف تخفيف معدلات استهلاك التيار خلال أشهر الصيف». وبينت أن «الوزارة قامت منذ 2021 بإيصال أحمال جديدة بلغت 4400 ميغاواط، في حين لم يتم إدخال أي وحدة إنتاج جديدة من ذاك التوقيت، الأمر الذي يؤكد أن الأزمة التي تعيشها الوزارة حالياً هي أزمة تراكمية وليست وليدة اللحظة، وأن الجهود التي يبذلها مسؤولو الوزارة في هذا التوقيت للتغلب على العقبات يجب أن تكون محل تقدير».
وأعلنت الوزارة، أمس، عن قطع مبرمج للتيار في مناطق زراعية وصناعية وسكنية.
مناطق شملها القطع
• سكنية: السلام، جابر الأحمد، الشعب، ميدان حولي، أبو فطيرة، الروضة، جابر العلي، الجليب، السالمية، الأندلس، غرب عبدالله المبارك، الصليبية، الفيحاء، الفردوس، الظهر، النسيم، الدعية، عبدالله السالم، الجزيرة الخضراء، صباح الناصر، الشهداء، العدان.
• صناعية: ميناء عبدالله، صبحان، الصليبية، الري، الشويخ الصناعية.
• زراعية: الروضتين، العبدلي، الوفرة.
1150 ميغاواط... خليجية
أسهمت شبكة الربط الخليجي في التخفيف مع حدة أزمة نقص الطاقة الكهربائية التي تسبب فيها ارتفاع درجة الحرارة العظمى أمس، من خلال تزويد الشبكة الوطنية بـ 1150 ميغاواط، وهي القدرة الإنتاجية الأعلى التي يمكن استيرادها عبر خطوط الربط مع الشبكة الخليجية.
منظومة العدادات
تمكنت الوزارة من خلال إدارة منظومة عدادت الكهرباء الذكية، من التحكم في منشآت وزارة التربية (المدارس) والمساجد، من خلال فصل التيار عنها عقب انتهاء الدوام الدراسي، وعقب أداء كل صلوات، إذ أدى هذا الإجراء من تخفيف الأحمال على الشبكة الكهربائية.
تسريع وتيرة المشاريع
فيما تعاني الوزارة من زيادة معدلات الاستهلاك الكهربائي عن معدلات الإنتاج، نجحت خلال الأسابيع الأخيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية في طرح مشروع محطة الصبية (المرحلة الرابعة بقدرة 900 ميغاواط) والاستعداد قريباً لطرح مشروع محطة الدبدبة والشقايا (المرحلة الثالثة - المشروع الأول) بقدرة 1100 ميغاواط، عبر هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتنسيق مع الهيئة أيضاً في شأن تأهيل الشركات والتحالفات للمشروع نفسه (المشروع الثاني) والاقتراب أيضاً من إعلان الفائز بمشروع الزور الشمالية (المرحلتين الثانية والثالثة).
وقالت المصادر إن «الخطوات التي تم إنجازها في شأن تسريع وتيرة إجراءات هذه المشاريع المذكورة، كانت تستغرق شهوراً طويلة وربما سنوات، ولكن بفضل ومتابعة قيادات الوزارة والدعم الحكومي لتطويق الأزمة خلال السنوات المقبلة، تم تسريع وتيرة تلك الإجراءات بشكل قياسي».
حرارة ثابتة... واستهلاك أعلى!
تساءل البعض عن سبب زيادة معدلات استهلاك التيار يوم أمس، عن سابقه أول من أمس، رغم تسجيل درجة حرارة واحدة هي 48 درجة مئوية، ما اضطر الوزارة إلى قطع التيار عن بعض المناطق
مصادر في الوزارة أجابت بأن «ارتفاع الحرارة في يوم واحد يختلف بالنسبة لمعدلات استهلاك التيار عندما يتواصل الارتفاع ليومين متتاليين، بمعنى أن ارتفاع درجة الحرارة في اليوم الأول يؤدي بالتأكيد إلى تسجيل معدلات استهلاك بشكل كبير، ولكن تكرار ارتفاع درجة الحرارة في اليوم الثاني يؤدي إلى زيادة معدلات الاستهلاك بشكل أكبر من سابقه».
وأوضحت أنه «مع ثبات درجة الحرارة على درجة معينة لمدة طويلة تزيد على ثلاثة أيام فإن معدل استهلاك التيار يكون أيضاً ثابتاً».