مارك زوكربيرغ يطلق “مختبرات الذكاء الفائق” في ميتا

8 hours ago 4

أطلق مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إعادة هيكلة لجهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي لتتركّز حول تطوير ما يعرف بـ”الذكاء الفائق” Superintelligence.

ووفقا لتقرير من بلومبرغ الذي اطّلع على مذكرة داخلية تم إرسالها يوم الإثنين، فإن جميع الفرق العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن ميتا ستندرج الآن تحت مجموعة جديدة تحمل اسم Meta Superintelligence Labs أي “مختبرات الذكاء الفائق”.

وسيتولى ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI المتخصصة في تصنيف البيانات، قيادة هذه المجموعة بصفته كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في الشركة.

وسيعمل بالشراكة مع نات فريدمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة GitHub، الذي سيشرف على منتجات الذكاء الاصطناعي في ميتا والأبحاث التطبيقية، بحسب بلومبرغ.

ويواصل زوكربيرغ جهوده الحثيثة في سباق الوصول إلى “الذكاء العام الاصطناعي” (AGI)، من خلال الاستحواذ على شركات مختصة في الذكاء الاصطناعي وجذب موظفين من أبرز الشركات في هذا المجال.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استثمرت ميتا 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI، مما أدى إلى انضمام وانغ إلى الشركة في هذه العملية.

وبحسب التقرير، نجح زوكربيرغ أيضا في استقطاب 11 باحثا جديدا في مجال الذكاء الاصطناعي من شركات منافسة، من بينهم أسماء لم يُكشف عنها سابقًا مثل بيي صن الباحث الرئيسي في Google DeepMind، وجويل بوبار مهندس في شركة Anthropic.

وأفادت التقارير أن ميتا وظّفت مؤخرا أربعة باحثين جدد من OpenAI المطورة لنموذج ChatGPT وسط أنباء عن إغراءات بالملايين تقدمها الشركة لخبراء الذكاء الاصطناعي للعمل لديها.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفاد موقع TechCrunch أن ميتا قد وظّفت الباحث البارز في OpenAI، ترابيت بانسال. ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، فقد وظّفت الشركة أيضا ثلاثة باحثين آخرين من OpenAI.

تأتي حملة التوظيف هذه بعد إطلاق شركة ميتا لنماذج الذكاء الاصطناعي Llama 4 في أبريل الماضي، والتي قيل إنها لم تؤدِّ بالمستوى الذي كان يأمله الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ. (كما تعرّضت الشركة لانتقادات بسبب النسخة المستخدمة من نموذج Llama في اختبار معياري شهير.)

وقد شهدت العلاقة بين الشركتين بعض التوتر، إذ ألمح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، إلى أن ميتا عرضت “مكافآت توقيع تصل إلى 100 مليون دولار”، لكنه أضاف أن “حتى الآن، لم يغادرنا أي من أفضل موظفينا”.

من جانبه، أبلغ المدير التقني في ميتا، أندرو بوسورث، الموظفين أن القادة الكبار ربما عُرضت عليهم مثل هذه المبالغ، لكن “الشروط الفعلية للعرض” كانت أكثر تعقيدًا من مجرد مكافأة توقيع لمرة واحدة.

وبدأ مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مؤخرا حملة توظيف مكثفة، ساعيا لتعزيز فريق “الذكاء الفائق” الجديد التابع للشركة من خلال استقطاب نخبة الباحثين في الذكاء الاصطناعي من مختبرات منافسة.

ووفقا لتقارير، عرضت ميتا على موظفين من OpenAI وGoogle DeepMind أجورا تتجاوز 100 مليون دولار، للعمل ضمن فريق يقوده المدير التنفيذي السابق لشركة Scale AI، ألكسندر وانغ.

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI مطورة ChatGPT، أكد صحة هذه التقارير في بودكاست مع شقيقه جاك ألتمان، لكنه أشار إلى أن محاولات زوكربيرغ لاستقطاب موظفيه لم تكلل بالنجاح حتى الآن، ولم يفوت الفرصة لتوجيه بعض الانتقادات إلى ميتا.

العلاقة متوترة بين رئيس OpenAI سام ألتمان ومارك زوكربيرغالعلاقة متوترة بين رئيس OpenAI سام ألتمان ومارك زوكربيرغ

قال ألتمان: “بدأت ميتا بتقديم عروض ضخمة لعدد كبير من أعضاء فريقنا، مثل مكافآت توقيع تصل إلى 100 مليون دولار، ورواتب سنوية تتجاوز ذلك… أنا سعيد جدًا أنه، حتى الآن على الأقل، لم يقبل أي من أفضل موظفينا تلك العروض”.

وأضاف ألتمان أن موظفيه يعتقدون أن فرص OpenAI في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) أعلى، وأنها قد تصبح الشركة الأعلى قيمة في المستقبل.

كما أشار إلى أن تركيز ميتا على تقديم حوافز مالية عالية بدلًا من التركيز على مهمة تحقيق الذكاء الاصطناعي العام من شأنه أن يخلق ثقافة عمل غير مثالية.

بحسب ما ورد، حاولت ميتا استقطاب بعض أبرز الباحثين مثل نوام براون من OpenAI، وكوراي كافوكشغلو، المهندس الرئيسي للذكاء الاصطناعي في Google، لكن كلا المحاولتين باءتا بالفشل.

وقال ألتمان إن ثقافة الابتكار داخل OpenAI كانت عاملًا رئيسيًا في نجاح الشركة، وعلّق على جهود ميتا الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي قائلاً إنها “لم تحقق النتائج المرجوة”.

وعلى الرغم من أنه أبدى احترامه لكثير من الأمور المتعلقة بميتا، إلا أنه أضاف: “لا أعتقد أنهم شركة بارعة في الابتكار”. وأوضح لاحقًا في البودكاست أن الشركات لا يكفي أن تلحق بالركب في سباق الذكاء الاصطناعي، بل يجب أن تبتكر حقًا لتتفوق.

تسلط تصريحات ألتمان الضوء على التحديات التي تواجه ميتا في سعيها لبناء مختبر ناجح للذكاء الفائق.

فعلى الرغم من تعيينها ألكسندر وانغ، واستثمارها الكبير مؤخرًا في شركته السابقة Scale AI، واستقطابها بعض الباحثين المتميزين مثل جاك راي من Google DeepMind، ويوهان شالكويك من Sesame AI، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً.

في المقابل، تواصل شركات OpenAI وAnthropic وGoogle DeepMind تقدمها بخطى متسارعة، ومن المتوقع أن تطلق OpenAI نموذجًا مفتوح المصدر قريبًا قد يزيد من تفوقها ويؤخر ميتا في هذا السباق.

وفي جزء آخر من البودكاست، تحدث سام ألتمان عن فكرة إنشاء خلاصة محتوى مدعومة بالذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تنافس تطبيقات ميتا.

وأعرب عن اهتمامه بتطوير تطبيق تواصل اجتماعي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى مخصص بناءً على رغبات المستخدم، بدلًا من الخوارزميات التقليدية المستخدمة حاليًا.

يُذكر أن OpenAI تعمل داخليًا على تطبيق تواصل اجتماعي خاص بها، بينما تختبر ميتا أيضًا شبكة تواصل اجتماعي مدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق Meta AI. إلا أن بعض المستخدمين بدوا مرتبكين من هذا التطبيق، وشاركوا محادثات شخصية للغاية معه علنًا.

ويبقى أن نرى ما إذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستحقق نجاحًا واسعًا. لكن من المؤكد أن المنافسة بين زوكربيرغ وسام ألتمان على أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي باتت على أشدها.

اذهب للمصدر