تدرس شركة أبل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من شركتي Anthropic أو OpenAI لتشغيل نسخة جديدة من مساعدها الصوتي Siri، بدلا من الاعتماد على النماذج المطورة داخليا، حسب تقرير من وكالة بلومبرغ.
وذكر التقرير، نقلا عن مصادر مطلعة على المناقشات، أن أبل أجرت محادثات مع كلتا الشركتين لاستخدام نماذج اللغة الكبيرة الخاصة بهما (LLMs) في Siri، وطلبت منهما تدريب نسخ مخصصة من هذه النماذج لتعمل على البنية التحتية السحابية التابعة لأبل لأغراض الاختبار.
وأضاف التقرير أن استكشاف أبل لجدوى استخدام نماذج الجهات الخارجية لا يزال في مراحله المبكرة، وأن الشركة لم تتخذ قرارا نهائيا بعد بهذا الشأن الذي إن حدث يعتبر تحولا كبيرا في استراتيجيتها.
وفي مؤتمر المطورين العالميين السنوي (WWDC) الذي عقدته أبل في وقت سابق من هذا الشهر، ركزت الشركة على تحسينات تدريجية لتحسين الحياة اليومية، مثل الترجمة الحية للمكالمات الهاتفية، بدلا من التوجه نحو طموحات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي كما تفعل بعض الشركات المنافسة.
وكان رئيس قسم البرمجيات في أبل، كريغ فيدريغي، قد صرّح بأن الشركة ستفتح النموذج الأساسي للذكاء الاصطناعي المستخدم في بعض ميزات أبل لمطوري الطرف الثالث، وأنها ستوفر أدوات إكمال الشيفرة البرمجية الخاصة بها إلى جانب أدوات OpenAI في بيئة تطوير البرمجيات الرئيسية الخاصة بها.
ورفضت شركة Anthropic المدعومة من أمازون التعليق، بينما لم ترد كل من أبل وOpenAI على طلبات وكالة رويترز للتعليق.
وكانت أبل قد أعلنت في مارس الماضي أن تحسينات الذكاء الاصطناعي لمساعدها الصوتي Siri ستتأجل حتى عام 2026، دون أن توضح أسباب هذا التأجيل.
أبل تتأخر عن المنافسين في الذكاء الاصطناعي
وأشارت تقارير بلومبرغ في مارس إلى أن أبل أجرت تعديلات في هيكلها التنفيذي لمحاولة إعادة جهودها في الذكاء الاصطناعي إلى المسار الصحيح بعد أشهر من التأخير، وهو ما أدى إلى تولي مايك روكويل مسؤولية الإشراف على “سيري”، بعدما فقد الرئيس التنفيذي تيم كوك الثقة في قدرة جون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، على قيادة تطوير المنتجات.
وكان فيديريغي قال إن النسخة المطورة من Siri لم تصل إلى معايير الجودة المطلوبة، مما دفع الشركة إلى تأجيل إطلاقها إلى عام 2026 لتجنب تقديم منتج دون المستوى المتوقع.
هذا التأجيل أثار قلق المستثمرين، حيث أدى الإعلان إلى انخفاض قيمة سهم Apple بنحو 75 مليار دولار في دقائق معدودة، مما يعكس المخاوف بشأن استراتيجية الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، واصلت الشركات المنافسة مثل Google وMicrosoft تقدمها السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث دمجت تقنياتها مثل Gemini وCopilot بشكل مباشر في واجهات المستخدم الأساسية.
هذا التفاوت في التقدم يضع Apple في موقف صعب، خاصةً مع تأخر تحديثات Siri وتوسع محدود في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل Gemini، رغم الشراكات السابقة مع OpenAI المطورة لنموذج ChatGPT.