في صفقة قياسية...رومانيا تختار "رافائيل" الاسرائيلية لتعزيز دفاعها الجوي

3 days ago 3

بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في 08/07/2025 - 13:45 GMT+2

اعلان

تستعد شركة "رافائيل" الإسرائيلية لإتمام واحدة من أضخم صفقاتها الدفاعية على الإطلاق، بعد اختيارها لتزويد رومانيا بمنظومات دفاع جوي متطورة ضمن برنامج وطني واسع النطاق يهدف إلى تحديث القدرات الدفاعية للبلاد. وأعلنت وزارة الدفاع الرومانية عبر مواقع دولية عن اختيار "رافائيل" لتوريد منظومة SPYDER في صفقة قُدرت قيمتها بنحو 1.9 مليار يورو، أي حوالي 2.2 مليار دولار، ما يجعلها ثاني أكبر صفقة دفاعية في تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية، بعد صفقة بيع منظومة "السهم 3" لألمانيا في عام 2024 بقيمة تقارب 3.5 مليار دولار.

استمر المسار التعاقدي لسنوات ضمن مناقصة تنافست فيها شركات أوروبية بارزة من ألمانيا وفرنسا، قبل أن تفوز بها "رافائيل". ورغم أن العقد لم يُوقّع رسميًا بعد، أوضحت وزارة الدفاع الرومانية أن الاتفاق نال موافقة البرلمان منذ عام 2020 ويحظى بدعم برامج تمويل تابعة للاتحاد الأوروبي، منها ASAP وEDIRPA. وتتوقع الوزارة توقيع الاتفاق قريبًا، على أن تبدأ عمليات التسليم وفق جدول زمني محدد مسبقًا. وتشمل الصفقة نشر المنظومات بشكل مرحلي، مع توفير دعم طويل الأمد للنظام الدفاعي الروماني وضمان توافقه مع معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو).

نظام دفاع جوي متطوّر ومرن

المنظومة التي ستُزوَّد بها رومانيا، SPYDER، هي نظام دفاع جوي متنقل ومتقدم مصمم للتصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الجوية تشمل الطائرات والمروحيات والطائرات المسيّرة والصواريخ قصيرة المدى. وتعتمد المنظومة على صواريخ جو-جو مطورة من قبل "رافائيل"، مثل Python-5 وDerby، تم تعديلها للإطلاق من الأرض، وتتميز بنظام رادار ذكي للاستجابة السريعة وقدرات إطلاق عمودي ونظام قيادة وتحكم متقدم يمكّنها من الكشف عن الأهداف الجوية والتعامل معها خلال ثوانٍ معدودة.

تم تصميم SPYDER للتعامل مع تهديدات متحركة ومعقدة مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز، كما يسمح تصميمها القابل للتعديل بتركيبها على منصات أرضية متنوعة، مما يجعلها خيارًا مرنًا وفعّالًا في ساحات القتال الحديثة. وتتوافر المنظومة بعدة نماذج تغطي مختلف مدى العمليات، وهي من بين القلائل عالميًا القادرة على تنفيذ نوعي الاعتراض؛ "اعتراض ناعم" لتعطيل الهدف إلكترونيًا، و"اعتراض صلب" لتدميره فعليًا حسب الحاجة.

ومن المنتظر أن تتم التوقيعات النهائية لإتمام الصفقة في الفترة القريبة المقبلة، لتضاف إلى سجل الإنجازات الكبرى للصناعات العسكرية الإسرائيلية على الصعيد الدولي.

الابتكار في الصناعة الدفاعية الإسرائيلية

تشهد الصناعة الدفاعية الإسرائيلية تحولًا نوعيًا مدفوعًا بجنود احتياط يستخدمون خبراتهم الميدانية والتقنية لتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التهديدات الحديثة، لا سيما الطائرات المسيّرة. من أبرز هذه الابتكارات، جهاز قابل للارتداء طوّره جندي الاحتياط والمهندس التقني زاك بيرجيرسون، يعتمد على تقنيات الهواتف المحمولة لتحذير الجنود من التهديدات الجوية، وقد بدأت شركته الناشئة "SkyHoop" تجاربها في أوكرانيا مع مناقشات لإطلاق تجربة مع وزارة الدفاع الأميركية.

يرى خبراء أن هذه الموجة الجديدة من الشركات الناشئة التي أسسها جنود احتياط تعكس تغيرًا في طبيعة الحروب ومتطلبات الدفاع، حيث أصبحت جيوش الغرب تبحث عن تقنيات مجربة في ساحات القتال. ويمثل نحو 20% من جنود الاحتياط الإسرائيليين جزءًا من قطاع التكنولوجيا المتقدمة، مما يعزز الروابط بين التجارب الميدانية والابتكار الصناعي.

الاستثمار المتزايد والدور الأوروبي

يدعم هذا التوجه استثمارات متزايدة من شركات رأس المال الاستثماري الأميركية والإسرائيلية في قطاع الدفاع، رغم المخاطر التنظيمية التي تحيط به. من بين الجهات الرائدة في هذا المجال، صندوق "Protego Ventures" الذي أسّسه ضابط احتياط إسرائيلي ويستهدف دعم شركات الدفاع الناشئة.

تُركز هذه الشركات على توسيع حضورها في السوق الأوروبية، لا سيما في ظل زيادة الإنفاق الدفاعي داخل حلف الناتو، الذي يخطط لرفع مخصصات الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل. وتظهر الأرقام أن صادرات إسرائيل الدفاعية بلغت رقمًا قياسيًا بلغ 14.8 مليار دولار عام 2024، نصفها تقريبًا موجه إلى أوروبا.

رغم الدعوات الدولية لمقاطعة الأسلحة الإسرائيلية، يؤكد مسؤولون في وزارة الدفاع بالدولة العبرية أن المشترين يحرصون على الحصول على أفضل المنتجات، مشيرين إلى دور الصراع في أوكرانيا في دفع الدول الأوروبية لتحديث جيوشها باستخدام تقنيات حديثة، بينها أنظمة متطورة.

وتتوقع التقارير أن تدفع هذه الحركة شركات الدفاع الكبرى مثل "رافائيل" و"إلبيت" و"الصناعات الجوية الإسرائيلية" إلى الاستحواذ على الشركات الناشئة أو تسريع تطوير تقنياتها، ما يمهد لتحول جذري في صناعة الدفاع خلال السنوات القادمة.

اذهب للمصدر