فاطمة الزعابي: تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل

1 day ago 8

#منوعات

خالد خزام اليوم 09:30

في وقت تتسارع خلاله المتغيرات العالمية، وتتحول فيه المهارات من تقليدية إلى رقمية.. تبرز الحاجة إلى استراتيجيات مرنة، تواكب طموحات الدولة، وتدعم أهداف التوطين، خاصة في ظل الخطة الخمسينية الطموحة لدولة الإمارات. فاطمة الزعابي، رئيس إدارة المواهب في جهاز الإمارات للاستثمار، تقود جهود تطوير الكفاءات الوطنية وتمكينها، وتؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الأكثر استدامة.. في هذا الحوار، تكشف الزعابي عن رؤيتها، والتحديات التي تواجهها، والبرامج التي تسهم في تعزيز تنافسية الإمارات عالميًا:

ما الذي دفعكِ إلى اختيار مجال تطوير المواهب والتوطين؟

بدايتي في هذا المجال كانت نابعة من إيماني العميق بأهمية المساهمة في دعم رؤية الإمارات، من خلال الكوادر الوطنية. وأشعر بفخر كبير؛ عندما أرى أثر عملي في توظيف كفاءات متميزة، تُسهم في نهضة المؤسسة والدولة، وتمنح العائلات الإماراتية فرصًا تحقق لها الاستقرار في المستقبل.

  •  تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل فاطمة الزعابي: تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل

مهام.. وقيم

حدثينا عن مهامك، والقيم التي تحرصين على ترسيخها في عملك؟

أعمل على توفير وتقديم برامج تدريبية متخصصة، واستقطاب وتوظيف الكفاءات الوطنية، مع التركيز على بناء كوادر فعّالة، ترفع كفاءة الأداء المؤسسي. القيم التي أتمسك بها، هي: الجودة، والشفافية، والابتكار، وروح التعاون. وأعتبر أن هناك أثراً مباشراً لتوفير فرص عمل مناسبة في دعم استقرار الأسرة، والمجتمع.

كيف توازنين بين الطموح المهني، والمسؤولية الوطنية تجاه تمكين الكفاءات الإماراتية؟

الجانبان بالنسبة لي متكاملان؛ فكل إنجاز مهني أحققه ينعكس - بشكل مباشر - من خلال قدرتي على دعم الكفاءات الوطنية؛ لذلك أسعى إلى تطوير نفسي باستمرار؛ لأكون قادرة على تمكين الآخرين، وهذا ما يدفعني إلى الاستمرار بتفانٍ، وشغف.

مقارنةً بالبدايات.. ما تقييمك لنفسكِ، وما الذي تغيّر في شخصيتكِ؟

بالنظر إلى الوراء، أرى أنني قطعت شوطًا كبيرًا في مسيرتي المهنية، فتطورت مهاراتي القيادية، وأصبحت أكثر نضجًا وثقة بقدراتي. كما أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع التحديات، واستغلال الفرص لمصلحة تطوير المواهب، وزادت قناعتي بأن العمل الجاد والمثابرة، هما مفتاح النجاح والتطور المستمر.

  •  تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل فاطمة الزعابي: تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل

كيف تعكس رؤيتكم، بإدارة تطوير المواهب، أهداف الخطة الخمسينية لدولة الإمارات؟

رؤيتنا تتماشى - بشكل كامل - مع أهداف الخطة الخمسينية، من خلال التركيز على بناء اقتصاد معرفي متقدم، وتعزيز المهارات التقنية والابتكارية، ونساهم في جعل الإمارات مركزًا عالميًا لجذب وتطوير الكفاءات.

تنافسية المواهب

كيف تساهمون في تعزيز موقع الإمارات، ضمن أفضل دول العالم، في تنافسية المواهب؟

نعمل على توفير برامج تعليمية وتدريبية، وتعزيز بيئة العمل المحفزة للإبداع، واستقطاب الكفاءات المحلية والعالمية. ونسعى إلى تحقيق التميز في جميع المجالات، وضمان تنافسية الكوادر الإماراتية على المستوى العالمي، من خلال الاستثمار في التعليم والابتكار.

ما الركائز الأساسية، التي تقوم عليها استراتيجيتكم في تطوير المواهب؟

الركائز الأساسية، تشمل: التعليم المستدام، والتدريب المستمر، وتطوير الشراكات الاستراتيجية. ونسعى إلى تمكين الكوادر الوطنية، من خلال تزويدها بالمهارات اللازمة لسوق العمل، وتعزيز قدراتها التنافسية. وكل هذه الركائز تتكامل مع الأهداف الوطنية للتوطين، وتساهم في تحقيق رؤية الإمارات الطموحة.

ما دور المرأة في هذه الاستراتيجية، وهل هناك مبادرات موجهة إليها؟

نعم، استراتيجيتنا تركز على تمكين المرأة، من خلال: تقديم برامج تدريبية متخصصة، وتعزيز المبادرات القيادية، وتوفير بيئة عمل داعمة، تمكن النساء من التفوق والتميز. ولدينا، كذلك، مبادرات وفرص؛ لتعزيز مشاركة النساء في المناصب القيادية.

  •  تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل فاطمة الزعابي: تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل

كيف تساهم التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، في تحسين برامج تطوير المواهب؟

التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، يساهمان - بشكل كبير - في تخصيص برامج تدريبية، تلبي احتياجات الموظفين. والتحديات تشمل: التكيف مع المتغيرات السريعة، وتحديث البنية التحتية؛ لضمان الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا المتقدمة. وأيضاً، البرامج التدريبية المستمرة تلعب دوراً حيوياً في تعزيز المهارات والمعرفة؛ ما يضمن استدامة الكوادر الوطنية، وقدرتها على التكيف مع متطلبات العمل المتغيرة. ونسعى، كذلك، إلى تقديم دورات تدريبية متجددة، تلبي احتياجات الموظفين، وتساعدهم على التطور المستمر.

كيف يمكن للمديرين دعم موظفيهم في تطوير مهاراتهم؟

من خلال إتاحة الفرص، وتوفير برامج تدريبية متقدمة، وتشجيع الإبداع، والمشاركة في الفعاليات المتخصصة. والدعم المهني الحقيقي يعكس التزام المؤسسة بتطوير كوادرها.

تعاونات

هل هناك تعاونات مع الجامعات، والمؤسسات الأكاديمية؟

نعم، لدينا تعاون وثيق مع الجامعات، والمؤسسات الأكاديمية؛ لتطوير برامج تتوافق مع احتياجات العمل، وتوظيف الكوادر الوطنية. ونعمل، أيضاً، على توفير فرص تدريبية، وبناء شراكات تساهم في تعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل.

  •  تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل فاطمة الزعابي: تطوير الكفاءات الوطنية مفتاح المستقبل

هل هناك قصص نجاح، يمكن تسليط الضوء عليها، كنماذج ملهمة للجيل الجديد؟

بالتأكيد، فهناك العديد من قصص نجاح الكفاءات الإماراتية، التي حققت إنجازات كبيرة بمختلف المجالات. من أبرزها قصة نجاح معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، الذي قاد العديد من المشاريع الكبيرة، التي تسهم في تعزيز اقتصاد الإمارات، وتطوير الكوادر الوطنية في قطاعَي: الصناعة، والتكنولوجيا. وأيضاً، قصة نجاح محمد العبار، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، الذي يمتلك رؤية استراتيجية، ومهارات قيادية، جاذبة للاستثمارات العالمية.

ما الحلم، الذي تطمحين إلى تحقيقه.. مهنياً، وشخصياً؟

على المستوى المهني، أطمح إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال تطوير المواهب والتوطين. أما على المستوى الشخصي، فأطمح إلى تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، والاستمرار في التعلم، والنمو؛ لتحقيق أهدافي.

كيف تتخيلين مستقبل سوق العمل الإماراتي، خلال السنوات العشر القادمة؟

أتوقع تحوّلاً كبيرًا، تقوده التكنولوجيا، والمهارات الرقمية، وأن الإمارات ستكون بطليعة الدول في تنافسية المواهب، وسوق العمل سيتطلب مهارات أكثر تخصصًا، ومرونةً، وقدرةً على الابتكار.

اذهب للمصدر