عزه المغيري: لا أخشى التغيير.. وأصعب اختبار كان اكتشاف ذاتي

1 week ago 7

#رياضة

ندى الرئيسي اليوم 20:08

امرأة إماراتية لا تعرف التوقف، تنتمي إلى جيل تشكّل بين الحلم والتحدي، جمعت بين خبرات متشعبة في القطاع المصرفي والسياحة والإعلام والرياضة، لكنها اختارت أن تعرّف نفسها ببساطة: «أم ومغامِرة». في هذا الحوار، تفتح لنا عزة المغيري صفحات من حياتها المليئة بالتقلّبات والمغامرات، وتحكي بصراحة عن نجاحها الذي لم يكن يوماً صدفة.

كيف تعرّفين عزة المغيري؟

من أصعب الأسئلة التي أواجهها. أُعّرف بنفسي بـ«امرأة وأم» إماراتية أبلغ من العمر 39 عاماً، مغامرة في رحلة الحياة، عملت في مجالات مختلفة وما زلت مستمرة في البحث، لأنني أبحث عن كل ما هو مختلف وغير مألوف ومتداول.. وحتى اليوم أبحث عن «عزة».

بين الدراسة والعمل

حدثينا عن مسارك الدراسي والمهني!

رغم أنني لم أُكمل دراستي الجامعية، إلا أنني أؤمن بأن النجاح لا يرتبط فقط بالشهادات. درست وعملت بالتوازي، وحاولت العودة للدراسة بعد 14 سنة، لكنني لم أتجاوز أحد الاختبارات، فاخترت التركيز على مسيرتي المهنية التي بدأت في القطاع الحكومي، ثم المصرفي، فالسياحي، وصولاً إلى الإعلام والعمل الحر. أسست إذاعتي الرقمية وأصبحت صانعة محتوى، واليوم أنا مدرّبة رياضية، ولا أعلم إلى أين يأخذني طريق المستقبل فأنا إنسانة تحب التجارب ولا نهاية لهذا الطريق.

  •  لا أخشى التغيير.. وأصعب اختبار كان اكتشاف ذاتي عزه المغيري: لا أخشى التغيير.. وأصعب اختبار كان اكتشاف ذاتي

بين الرتابة والشغف.. لماذا غيّرتِ مسارك المهني؟

 أنا لا أهرب من الملل، بل ألاحق الشغف. عندما أشعر أنني قدمت كل ما لدي في مجال ما، أبحث عن تحدٍ جديد. كل انتقالاتي كانت بلا تخطيط، لكنها منسجمة مع ما أحب. وجدت نفسي انتقل من مجال لآخر دون تخطيط، كدخولي ميدان صناعة المحتوى أو التقديم الإذاعي، ولكنه كان من شغف داخلي ساقني لهذا الطريق، كذلك الأمر بالنسبة للرياضة تحولت من شخص يمارس الرياضة إلى مدربة رياضية، وبطبيعتي أنا أحب التغيير والعمل على أكثر من أمر في نفس الوقت، وفي كل مجال دخلته عملت به لسنوات وأعطيته حقه.

النجاح له ثمن

ما الذي دفعته عزة المغيري لتصل إلى ما هي عليه؟

 تحقيق النجاح يتطلب تضحيات وطاقة وجهد ووقت، وخسارة بعض الأشخاص في حياتنا، لم يكن طريقي سهلاً أو مفروشاً بالورد، بذلت الكثير للوصول لما أنا عليه اليوم، ومستمرة في المحاولات والعمل بجد، لأنني على قدر اجتهادي وتعبي كنت أجني ثمار ذلك، وكل خطوة كانت ثمينة لأنها تقرّبني من ذاتي.

من يقف خلف رحلة نجاحك وتحقيق طموحك؟

كنت سند نفسي أولاً، ثم أهلي الذين دعموني رغم تخوفهم من بعض اختياراتي. كما لا أنسى دعم زوجي وتفهّمه، رغم اختلاف مجالاتنا، فقد كان وجوده داعماً أساسياً.

حافز لا عائق

كيف أثرت الأمومة على حياتك الشخصية والمهنية؟

 كانت من أهم أسباب نجاحي. الأمومة منحتني دافعاً أكبر للتوازن، وعلّمتني أن بإمكاني تحقيق أحلامي دون أن أتنازل عن دوري كأم.

كيف غيّرتكِ وسائل التواصل الاجتماعي؟

كل شيء في حياتنا يعتبر سلاحاً ذو حدين، إذا تعلمنا استغلاله بالشكل الصحيح.. التواصل الاجتماعي في حياتي كان له أثر إيجابي كبير، فقد منحني شخصية قوية، وأن أكون صاحبة رسالة وصوت للمجتمع، خاصة رسائلي الموجهة بوضوح وشفافية لكل أم وامرأة ومراهقة، قادرة على النجاح في أي سن، فالطموح والأحلام لا تحدها حدود ولا مستحيل.

التمرين ليس رفاهية

دخولك إلى مجال الرياضة.. كيف بدأت ولماذا؟

بدأ الأمر بمحض صدفة. شاهدت فيديو عن ركوب الدراجة في الأماكن المغلقة وشعرت بشغف لم أفهمه، فسجلت في دورة ثم خضت تجربة أداء وتم قبولي، واليوم أدرّب في البيلاتس وركوب الدراجة والقوة.

كيف غيّرتكِ الرياضة من الداخل، وما الذي كشفته لكِ عن قوتك؟

الرياضة غيّرتني من الداخل قبل الخارج. أثّرت على حياتي صحياً ونفسياً وفكرياً، وجعلتني أرى الجمال بطريقة مختلفة. أن أكون مدرّبة وأن أشارك الآخرين هذا النمط من الحياة منحني شعوراً لا يوصف، فالتدريب لا يقتصر على اللياقة البدنية فقط، بل يمنحهم طاقة إيجابية، ويزرع فيهم نمط حياة صحي، ويخفف عنهم الضغوط والتوتر. ومن خلالهم، أكتشف يومياً جوانب جديدة من قوتي وامتدادات تأثيري.

طموح لا يتوقف

ما رسالتك للنساء حول ممارسة الرياضة؟

الرياضة ليست ترفاً. من تجربتي الشخصية، أقول لكل امرأة: خذي من يومك وقتاً لكِ، مارسي الرياضة التي تحبينها، وسترين الفرق في صحتك ومزاجك وثقتك بنفسك.

عزة بين البنوك والسياحة والإعلام والرياضة.. أين وجدتِ نفسك؟

في كل محطة وجدت جزءاً مني. عملت في المصارف 6 سنوات، ثم 8 سنوات في السياحة، و9 سنوات في الإعلام. كل تجربة أضافت لي مهارات وعمقاً، واليوم أستمتع بدوري كمدرّبة رياضية. لا أعرف ما ينتظرني مستقبلاً، لكنني أؤمن بعزة الطموحة التي لا تتوقف.

هل تكررين اختياراتك إن عاد بك الزمن؟

نعم. رغم الصعوبات، كانت كل محطة تستحق العناء، وأنا ممتنة لها لأنها أوصلتني إلى هنا.

أيهما يشعر عزة المغيري بأنها أكثر ذاتاً: لحظة الانتصار في تمرين صعب؟ أم لحظة إطلاق مشروع جديد؟

إطلاق مشروع جديد يمنحني شعور السعادة بشكل لا يوصف، لأنني أرى فيه تجسيداً لحلم. التمارين تمنحني رضا، لكن المشاريع تعطيني معنى.

إلى أي طريق يأخذك الشغف والطموح في المستقبل؟

لا أعلم بالتحديد. ما أعلمه أنني حالياً أعيش مرحلة مفعمة بالطاقة، وأتقبل ما يكتبه الله لي بكل ثقة ويقين، لأنه الأفضل دائماً.

اذهب للمصدر