#منوعات
ياسمين العطار اليوم 09:30
أعادت الرائد، عتيقة مصبح الظاهري، تعريف دور المرأة في مجال «الإنقاذ البحري»، كأول عنصر نسائي في قسم الإنقاذ البحري بشرطة دبي، وأول من تولت مهام «ضابط مناوب القوة». فرحلة عتيقة ليست مجرد إنجازات، بل هي انعكاس لرؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي آمنت - منذ التأسيس - بدور المرأة في القطاعات كافة، بما في ذلك الأمن.. وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، تحدثنا عتيقة الظاهري عن تفاصيل رحلتها، وكيف حولت التحديات إلى فرص، وعن الإنجازات التي حققتها؛ فأضاءت بها الطريق أمام الأجيال القادمة:
كيف بدأتْ رحلتك في المجال الشرطي؟
كان انضمامي إلى المجال الشرطي نابعاً من قناعة راسخة بأن للمرأة دوراً جوهرياً في تحقيق الأمن والسلامة. قناعتي هذه بأن وجود المرأة في هذا المجال يعزز التنوع والكفاءة دفعتني إلى السير في هذا الطريق؛ لأنني أردت أن أكون جزءاً من «تحقيق الأمان للمجتمع»، وأن أساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي.
تجارب.. ومهارات
بين التحديات والتجارب.. كيف صقلتِ مهاراتك في «الإنقاذ البحري»؟
العمل في «الإنقاذ البحري» يتطلب مهارات متقدمة؛ فكان عليَّ أن أتعلم وأطور نفسي باستمرار. وقد شاركت في برامج تدريبية مكثفة، حيث تعلمت أساسيات الغوص، واستفدت من خبرات الغواصين في مركز الموانئ، ومراكز تدريب الغوص. كما خضت تجارب ميدانية متنوعة، وأشرفت على سباقات بحرية، مثل سباق القفال في جزيرة صير بونعير، ما عزز خبرتي، وزاد ثقتي بنفسي.
هل كان لديك شغف بالسباحة في صغرك؟
بالعكس، فعندما كنت صغيرة تعرضت للغرق؛ ما جعلني أشعر بالخوف من السباحة. لكن بعد التحاقي بدورة «قيادة الزوارق البحرية»، كان لا بدَّ أن أواجه مخاوفي؛ فبدأت أتعلم السباحة من جديد؛ لكسر حاجز الخوف، ما زاد ثقتي بنفسي، وفتح أمامي آفاقاً جديدة.
-
عتيقة الظاهري: العمل الشرطي عزز ثقتي بنفسي وزاد خبراتي
حدثينا عن أبرز المهام، التي كلفت بها منذ التحاقك بشرطة دبي!
تم اختياري؛ لأكون أول عنصر نسائي يتولى مهام رئيس قسم الإنقاذ البحري، وهو إنجاز يعكس الثقة الكبيرة، التي منحتني إياها القيادة العامة لشرطة دبي. كما أنني كنت أول امرأة تتولى مهام «ضابط مناوب القوة»، فكنت مسؤولة عن الإشراف على الحالة الأمنية في الإمارة، والتواصل مع ضباط المناوبة في مختلف القطاعات. كان من المهم، بالنسبة لي، التعامل مع البلاغات المهمة، والحالات الطارئة، بالإضافة إلى متابعة سير عمل الدوريات المرورية، والأمنية.
ما الشعور الذي انتابك؛ عندما تم اختيارك كأول عنصر نسائي في قسم الإنقاذ البحري؟
شعوري كان مزيجاً من الفخر والتحدي؛ فكان من المهم أن أكون قدوة للنساء في المجتمع، وأن أظهر أن العمل في مجالات كانت حكراً على الرجال ليس فقط ممكناً، بل يمكن أن يكون أيضاً مثمراً. وقد أشرفت على العديد من المهام الميدانية، وتفاعلت - بشكل مباشر - مع الضباط في مواقعهم؛ ما أتاح لي فرصة فريدة؛ لمواجهة التحديات التي يواجهها زملائي.
ما الذي ساعدك على تحقيق التميز في المجال التخصصي البحري؟
حققت التميز بفضل مجموعة من المهارات الأساسية، التي اكتسبتها على مر السنين. فإتقان الملاحة البحرية، واستخدام الرادار، كان لهما دور كبير في تعزيز قدرتي على إدارة العمليات البحرية بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، معرفتي بأنظمة السلامة البحرية، وإجراءات الطوارئ، كانت ضرورية في المواقف الحرجة. كما أن التدرب على عمليات البحث والإنقاذ، وتطوير مهارات قيادة الزوارق البحرية كانا من العناصر الحيوية في مسيرتي. وحصلت، أيضاً، على «دبلوم الأمن البحري»؛ ما أضاف بعداً علمياً وعملياً إلى معرفتي. والأهم من كل ذلك هو قدرتي على التكيف مع بيئة العمل البحرية بظروفها المختلفة؛ ما ساعدني في تقديم أداء متميز، الأمر الذي ساهم - بدَوْره - في الحصول على أكثر من 216 حافزاً، تنوعت بين شهادات شكر، وشارات تقدير، وجوائز.
علامة فارقة
أي إنجازاتك هو الأقرب إلى قلبكِ؟
من بين 216 جائزةً وتكريماً، أعتز كثيراً بـ«جائزة حمدان بن محمد للحكومة الذكية كأفضل موظف خدمة»؛ لأنها تعكس التزامي بتقديم خدمات متميزة إلى المجتمع. كما أن حصولي على المركز الثالث في جائزة «القائد العام للتميز 2019»، إلى جانب وسام «القائد العام للأسرة المثالية»، كان لهما وَقْعٌ خاص على قلبي، حيث أكدا أهمية دور المرأة في تعزيز الأمن.
كيف تمكنت من التوفيق بين الأسرة، ومتطلبات العمل؟
التوفيق بين الأسرة، ومتطلبات العمل، يحتاج إلى تخطيط جيد، وإدارة متزنة للوقت، بالإضافة إلى دعم الأسرة. فقد قمت بوضع جدول زمني لتدريباتي، حتى لا تتعارض مع الوقت الذي أقضيه مع أبنائي. كما شجعت أبنائي، أيضاً، على الانضمام إلى مراكز الغوص؛ ما أتاح لي فرصة قضاء وقت ممتع برفقتهم، وساهم في تعزيز الروابط الأسرية.
ماذا عن أحلامك المستقبلية؟
أحلامي لا تعرف حدوداً، وأسعى، دائماً، للوصول إلى مناصب قيادية، تمكنني من تعزيز دور المرأة في العمل الأمني والشرطي. كما أومن بأن الإمارات «وطن تحقيق الأحلام»؛ لذلك لم أضع سقفاً أو حدوداً لطموحاتي. كنت أحلم بأن أكون من أولى النساء اللواتي يحققن إنجازاً في «الإنقاذ البحري»، وقد تحقق ذلك بالفعل.. لكن الرحلة لم تنتهِ بَعْدُ، فما زال أمامي الكثير لأقدمه!
ما نصيحتكِ للنساء الطموحات؟
أنصح كل امرأة طموحة بأن تسعى إلى تحقيق أهدافها في المجالات التي ترغب بها، حتى لو تطلب ذلك جهوداً إضافية؛ فيجب أن تكون صبورة ومرنة في التعامل مع التحديات. وإدارة الوقت - بذكاء - تعتبر عنصراً محورياً لتحقيق التميز، ويجب أن تجعل الوصول إلى القمة طموحها؛ لتترك بصمة مميزة في مجالها.