بقلم: يورو نيوز
نشرت في 08/07/2025 - 20:00 GMT+2
اعلان
العملية، التي نُفذت في حي يضم كثافة سكانية من أصول مكسيكية وأميركية لاتينية، شملت انتشار عناصر مسلحة على الأقدام وعلى ظهور الخيل، بالإضافة إلى مركبات عسكرية ثقيلة بينها 17 مركبة "همفي"، و4 عربات تكتيكية، وسيارات إسعاف، وسط غياب تام لأي مواجهات أو اضطرابات في المنطقة.
إثارة الخوف.. لا تنفيذ القانون؟
لم تُعلن وزارة الأمن الداخلي عن أي اعتقالات أو أهداف محددة للعملية، ورفضت الإدلاء بتعليقات بدعوى أنها "عملية إنفاذ جارية". لكن تصريحات مسؤولي المدينة أجمعت على أن المشهد بدا أقرب إلى "استعراض عسكري لفرض الهيبة"، وليس لملاحقة قانونية.
رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، وصفت المشهد بـ"المدينة المحاصرة"، وقالت خلال جولة ميدانية في الحديقة: "رأيت قوات مدججة بالسلاح تسير في الأماكن التي يلعب فيها الأطفال، إنه مشهد مرعب، لا يشبه عمليات إنفاذ القانون، بل عرض قوة لإخافة السكان".
وأضافت أن أطفالًا كانوا يشاركون في مخيم صيفي داخل الحديقة، جرى إخفاؤهم سريعًا لتجنيبهم رؤية الجنود، بينما أخبرها طفل يبلغ 8 سنوات أنه "بات يخاف من عناصر ICE (سلطات الهجرة)".
رمزية الموقع.. ورسائل سياسية
تقع ماك آرثر بارك على بعد نحو 3 كيلومترات غرب وسط لوس أنجلوس، وتُعرف بأنها مساحة مفتوحة حيوية للمجتمع المهاجر، تضم بحيرة ومرافق رياضية وسوقًا شعبية يبيع فيها مهاجرون من خلفيات متعددة الأطعمة والسلع، وتوصف بأنها "جزيرة إيليس للساحل الغربي".
عضوة مجلس المدينة، يونيسيس هيرنانديز، قالت إن اختيار هذا الموقع "ليس عشوائيًا"، مضيفة: "الرسالة واضحة: هذه الإدارة تستهدف مجتمعات معينة، وترغب في بث الخوف في قلوب الناس من خلال مشاهد عسكرية غير مبررة".
يأتي هذا التصعيد بعد أن نشر الرئيس دونالد ترامب آلافًا من جنود الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس الشهر الماضي، عقب احتجاجات ضد مداهمات الهجرة، في إطار تعهده المتجدد بترحيل "ملايين المهاجرين غير الشرعيين"، حسب وصفه.
الجدل يتسع.. ومخاوف من عسكرة الشوارع
رغم تأكيد مسؤولين في البنتاغون أن العملية "ليست عسكرية" بل تهدف لحماية عناصر الهجرة في حال اندلاع احتجاجات، أقروا بأن حجم وعدد القوات المنتشرة قد يعطي "انطباعًا عسكريًا" للجمهور، وهو ما حصل فعلاً، حسب مراقبين.
ماركيس هاريس-داوسون، رئيس مجلس المدينة، انتقد ما جرى بحدة، قائلاً: "ما حدث بدا وكأنه تحضير لتصوير فيديو على تيك توك... إذا كانت سلطات الهجرة تريد التصوير، فلتطلب تصريحًا مثل الجميع، لا أن تزرع الرعب في المدينة وتعطل اقتصادها".
وفي مشهد رمزي آخر، أبلغت فرق الصحة المجتمعية عن توجيه بنادق نحوهم أثناء عملهم مع المشردين في الحديقة، في وقت أشار فيه نشطاء إلى أن الحضور العسكري أدى إلى تراجع إقبال السكان على المنتزهات والمناطق المهاجرة.
ردود فعل غاضبة
بيتي بولتي، وهي من سكان المنطقة، حضرت إلى الحديقة بعد رؤية مروحية عسكرية تحلق فوقها. وصفت التجربة بأنها "صادمة" "ما شاهدته كان استعراض قوة فدرالية في شوارع أميركية... إنه أشبه بالإرهاب، ويمزق قلب المدينة وروحها. ما زلت مصدومة وغاضبة وخائفة".
أما كريس نيومان، مدير الشؤون القانونية في شبكة تنظيم العمال اليومية الوطنية، فاعتبر ما حدث "عرضًا تلفزيونيًا واقعيًا أكثر منه عملية إنفاذ"، مؤكدًا أنه تلقى بلاغًا مسبقًا عن الهجوم، ما يعزز الشكوك بأن الهدف كان استعراضًا متعمدًا.