- المادة يتم فصلها وتصفيتها في مصانع الخمور ولكن في التصنيع المنزلي يتعذر ذلك
- تأخير العلاج يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الأعضاء الحيوية للجسم
فيما تسبب «تسمّم كحولي» بمادة المثيانول بوفاة 13 حالة وإصابة 21 بالعمى، واحتياج 51 حالة للغسيل الكلوي، في الكويت خلال الأيام القليلة الماضية، كشف استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور غانم السالم أن «الميثانول مادة عضوية كيمائية وكحول سام جداً، ويختلف عن الكحول الإيثيلي الذي يُستخدم في المشروبات الكحولية»، محذراً من أن كميات صغيرة منه قد تكون قاتلة أو تسبب أضراراً خطيرة ودائمة.
وأوضح السالم أن «الميثانول كحول مصنّع، يدخل في العديد من الاستخدامات، منها أن يستخدم كمضاد للعدوى الناتجة عن بعض أنواع البكتيريا أو الأحياء الدقيقة، وفي عملية إزالة الطلاء والورنيش، ولكن لوحظ استخدامه كمادة غذائية في بعض المشروبات الكحولية المغشوشة، وعادة ما يكون سبب إقبال البعض عليه رخص ثمنه وانخفاض كلفته مقارنة مع الخمر المصنّع».
وبيّن أن «مادة الإيثانول تشكل المكون الرئيسي للخمر، وفي عملية صناعته تتكون كميات من مادة أخرى منها الميثانول، وعادة ما يتم تصفيتها وفصلها في مصانع الخمور، أما عندما يصنع الخمر منزلياً فهي تبقى موجودة. وفي بعض الحالات، قد تتم إضافة الميثانول إلى المشروبات الكحولية كبديل أرخص للإيثانول، خصوصاً في الأسواق غير الرسمية».
مخاطره
ولفت السالم إلى أن «من الصعب التمييز بين المشروبات الكحولية الصالحة للشرب والمغشوشة التي تحتوي على الميثانول، وعند شرب الكحول المحتوية على الميثانول، يتحول الأخير إلى مواد سامة تؤدي إلى تسمم حاد، وينتج عنه أضرار قد تكون دائمة في أعضاء الجسم الحيوية، كالكلى والكبد والقلب والدورة الدموية، والدماغ والأعصاب».
العلاج
وتطرق الدكتور غانم السالم إلى العلاج من التسمم بالميثانول، حيث قال إن «أي شخص يشتبه بتناوله المادة، يجب أن يحصل على الرعاية الطبية الفورية، فتأخير العلاج يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الأعضاء الحيوية للجسم، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على توفير الرعاية الطبية والدعم الطبي، حيث قد يحتاج المصاب إلى الدخول للعناية المركزة، وغسيل للكلى، إضافة إلى الخيارات العلاجية الدوائية لسمية الميثانول والفوميبيزول والإيثانول، من خلال التواصل والتعاون مع مركز السموم لتوفير العلاج المناسب، وهو أحد أهم أساسيات الخطة العلاجية».
الأعراض
وأوضح السالم أن أعراض التسمم بالميثانول تظهر بعد 12 إلى 24 ساعة أو أكثر، وتتمثل في صداع، دوخة، تشنجات، غيبوبة، صعوبة في التنفس، عمى، مغص شديد، إسهال، غثيان، وقد تكون نهايته الموت.
تركيب الميثانول الكيميائي
الميثانول أو الكحول الميثيلي، هو مركب هيدروكربوني يتألف من الكربون والهيدروجين والأكسجين الذي ينتمي إلى صنف الكحولات، وصيغته «CH3OH».
ويدعى أيضا «كحول الخشب» لإمكانية تحضيره من التقطير الإتلافي للخشب «أو حرق الخشب وتقطيره بعزله عن الهواء»، بحيث يعدّ من أحد العناصر المكونة للكثير من المركبات الكيميائية والمنتجات ذات الاستعمال اليومي، ويمكن استخدامه لأغراض كثيرة بما في ذلك الصناعة.
ماذا يحدث للجسم عند تناوله؟
يعد الميثانول مركباً ذا سمية عالية على الإنسان عند شربه، فكمية بمقدار 10 مل فقط من الميثانول النقي، يمكن أن تتحول في الجسم إلى حمض الفورميك وتسبب العمى الدائم أو تخرب العصب البصري. أما كمية بمقدار 15 مل فهي قاتلة. ويبلغ متوسط الجرعة القاتلة نحو 100 مل أي ما مقداره 1-2 مل لكل واحد كيلوغرام من وزن الجسم للميثانول النقي.