المدربون والاستعداد الذهني

2 weeks ago 7

لا يُبنى النجاح الرياضي على المهارات البدنية والفنية فقط، بل يعتمد بشكل كبير على الاستعداد الذهني والنفسي، خصوصاً في لحظات التحدي والمنافسة، فكثير من النجوم والفرق الكبيرة تراجع أداؤهم تحت الضغط، رغم جاهزيتهم البدنية والفنية، لأن الجانب الذهني لم يحظَ بما يستحق من إعداد واهتمام.

إن الجانب الذهني هو حجر الأساس لكل أداء مميز، هناك ضغوطات كبيرة يعانيها اللاعب قد تربكه وتشتته أثناء التنافس خصوصاً عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره وتحت أنظار الأهل والمدربين وضغط التوقعات من الجمهور والإعلام والأسرة والإدارة، بل إن الضغط لا يأتي فقط من الخارج، بل من الداخل أيضاً... من الرغبة في إثبات الذات والقلق من الفشل والخوف من الإصابة والمقارنات الدائمة.

على المدرب أن يكون مدركاً لأهمية الإعداد الذهني، وأن يدمج ذلك ضمن خطته التدريبية، فدورك كمدرب لا ينحصر فقط في التدريب البدني والتكتيكي بل الدور الأهم في كيفية بناء عقلية اللاعب وشخصيته وكيفية تحويل الضغط إلى دافع وكيف تساعد اللاعب على أن يستعيد تركيزه، فالمدرب الناجح هو من يبني (لاعباً متزناً) وليس فقط (لاعباً قوياً).

مهم جداً أن يمتلك المدرب أساليب ومهارات تساعده في دعم لاعبيه ذهنياً ونفسياً إضافة إلى وجود اختصاصي نفسي رياضي للفريق وللاعب، فالأمر لم يعد ترفاً كما يعتقد الكثيرون بل ضرورة.

أعطوا هذا الجانب حقه... فهنا تبدأ صناعة الأبطال الحقيقيين؛ فالعقل هو المحرك الأول للأداء.

وحين تبني لاعباً بذهنية قوية فإنك لا تصنع مجرد رياضي بل تصنع بطلاً لا ينكسر حتى في أقسى اللحظات.

نصيحة لكل مُدرب:

درب جسد اللاعب «لينافس»، ودرب ذهنه «ليصمد».

إن تجاهل الجانب الذهني هو مخاطرة... أما الاستثمار فيه فهو سر من أسرار الاستمرارية والتميز.

وللاعبين:

درب ذهنك كما تدرب جسدك ففي لحظة الحسم سيكون عقلك هو من يصنع الفارق.

اذهب للمصدر