بقلم: يورونيوز
نشرت في 11/06/2025 - 21:00 GMT+2
اعلان
في خطوة عربية لافتة تتجاوز حدود الشعارات، تواصل "قافلة الصمود" تقدمها نحو قطاع غزة، في محاولة غير مسبوقة لكسر الحصار وتقديم رسالة تضامن إنساني وأخلاقي مع الشعب الفلسطيني. وقد انطلقت القافلة من تونس، بدعم من "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، حاملة معها أكثر من ألف مشارك من جنسيات مغاربية، من بينهم تونسيون وجزائريون وليبيون وموريتانيون، يجمعهم هدف واحد: إيصال صوت الشعوب إلى غزة المحاصرة.
بعيدا عن لغة السلاح، وعلى وقع حماسة الجماهير وتعبيرا عن رفض الحرب المستعرة في غزة، وهي تسير في مسار طويل يتوقع أن يستغرق أسبوعين، عابرة الأراضي الليبية باتجاه الحدود المصرية، وسط ترحيب شعبي ورسمي في المدن التي تمر بها.
وبعد وصولها إلى مدينة الزاوية غرب ليبيا، انطلقت في مرحلتها الثانية نحو طرابلس، وسط تغطية واسعة عبر وسوم مثل "#قافلة_الصمود" و"#قافلة_الصمود_تمثلنا"، التي تصدرت منصات التواصل الاجتماعي، حاملة مشاهد مباشرة وتصريحات تعبّر عن شوق عربي للفعل، لا للفرجة.
ويُنظر إلى القافلة كتحرك رمزي لكنه عميق المعنى، يعيد إحياء القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية، ويرفض التأقلم مع مأساة إنسانية مستمرة. ويقول المشاركون فيها إنهم "لا يحملون سوى إصرارهم على أن التضامن الحقيقي لا يحتاج سلاحاً، بل يحتاج ضميراً حياً يتحرك في وجه الحصار والموت البطيء." حسب تعبيرهم.
وتداول النشطاء وصف القافلة بأنها "صحوة شعبية لطالما خشيت إسرائيل حدوثها"، إذ أنها لا تنقل معها مساعدات مادية بقدر ما تحرّك مشاعر التحدي الشعبي، وتحرج صمت الحكومات. وقد دعا ناشطون إلى تحويل القافلة إلى مقدّمة لـ"زحف شعبي عربي واسع"، مطالبين بتوسيعها لتشمل عشرات الآلاف، على أمل أن تتحوّل من مبادرة رمزية إلى موجة ضغط عربية لا يمكن تجاهلها.
وبحسب البعض فإن "قافلة الصمود" ليست مجرد مسيرة، بل نداء إنساني يخترق الجدران الصامتة، ويعيد رسم الخريطة الأخلاقية للموقف العربي من معاناة غزة.