يتزاحم عمالقة التكنولوجيا وعلى رأسهم ميتا وأبل وسامسونج للاستحواذ على نجمة الذكاء الاصطناعي حاليا بيربليكسيتي Perplexity.. فما المميز فيها؟
ما هي بيربليكسيتي Perplexity؟
تسوّق بيربليكسيتي لنفسها على أنها “محرك إجابات”، حيث تسأل سؤالا، فتقوم باستخدام نماذج لغوية ضخمة لتوليد ملخص بصيغة بشرية، مدعوما بالهوامش والروابط.
الفكرة أنها تقدم تجربة بحث خالية من الإعلانات، يقودها روبوت محادثة وهو يدعم اللغة العربية. لا محتوى محشو للظهور على محركات البحث، ولا تمرير لا نهائي للبحث عن أفضل نتيجة.

لكن بعض النقاد يرون في بيربليكسيتي مجرد واجهة أنيقة تُغلف واجهات Google وOpenAI، ولا تقدم تقنية حقيقية فريدة. فهم يرون أنها سريعة وأنيقة وسلسة، لكنها في النهاية، تعيد تنظيم الإنترنت فقط.
في مايو 2025، أغلقت الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها جولة تمويل بقيمة 500 مليون دولار، لترتفع قيمتها من 9 مليارات في ديسمبر 2024 إلى 14 مليار دولار. ومن أبرز المستثمرين فيها جيف بيزوس مؤسس أمازون وNvidia.
تسابق للاستحواذ على بيربليكسيتي
والآن، بدأ كبار التكنولوجيا بالتقرب منها. ووفقًا لتقرير من Bloomberg، أجرت أبل محادثات للاستحواذ على بيربليكسيتي. كما تفكر ميتا أيضا في خطوة مشابهة، وتسعى سامسونج إلى شراكة معها.
اقرأ أيضا: فيسبوك وأبل تتسابقان للاستحواذ على “قاتل غوغل”
وقد يكون السبب واضحا إذ أن شركة الذكاء الاصطناعي Perplexity تنمو بسرعة، حتى أنه يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها “قاتلة غوغل”، خاصة من قبل المؤثرين التقنيين ومستخدمي منصة X.
شهدت عدد الزيارات لموقعها انفجارا في الأشهر الأخيرة. كما أطلقت الشركة إضافة لمتصفح كروم، وتطبيقا للهواتف، ونسخة مدفوعة Pro تتيح الوصول إلى نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة مثل GPT-4 وClaude وتختبر الآن متصفح الإنترنت comet الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يبقى الغموض قائما حول ما يجعل Perplexity تستحق 14 مليار دولار، بخلاف حقيقة أنها تركب موجة الذكاء الاصطناعي.
تشكيك
يرى المشككون أن صعود بيربليكسيتي يمثل مثالا جديدا على أن الضجيج يسبق الجوهر. فالموقع لا يدرب نماذجه الخاصة، ولا يبني بنية تحتية جديدة، ولا يحدث ثورة حقيقية في مجال البحث. هو ببساطة يقدم واجهة مصقولة لطرح الأسئلة وتلقي ملخصات من مواقع عامة.
كما تتصاعد المخاوف بشأن مصادر معلوماته. فقد اتهمت مؤسسات إعلامية بارزة مثل نيويورك تايمز وفوربس وWired الشركة بالسطو على المحتوى وسحبه دون إذن أو نسب مناسب. ويُحذر الصحفيون والناشرون من أن هذا النوع من محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى سحب حركة المرور من المواقع الإخبارية دون تقديم مقابل حقيقي للمحتوى الأصلي.
اقرأ أيضا: أقوى ذكاء اصطناعي في العالم في 2025
البحث يعني المال. فقد حققت Google نحو 50.7 مليار دولار من إعلانات البحث في الربع الأول من 2025، بزيادة قدرها 9.8% عن العام السابق. إذا تمكنت بيربليكسيتي من جذب حتى جزء صغير من المستخدمين وتحقيق الربح من ذلك، فإنها تصبح تهديدا حقيقيا.
وترى أبل وميتا – اللتان تسعيان لتقليل اعتمادهما على Google – في Perplexity طريقا سريعا لدخول سباق البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
لكن الرهان أعمق من ذلك. من يسيطر على واجهة البحث القادمة، يسيطر على المستخدم. وكما أطاحت Google بـ Yahoo سابقا، يمكن نظريا أن تحل بيربليكسيتي محل غوغل اليوم.
ولهذا السبب، يريد كبار التكنولوجيا الانضمام للسباق – حتى لو لم يكن واضحا تماما ما الذي يشترونه فعلا.