بقلم: يورونيوز
نشرت في 29/07/2025 - 15:17 GMT+2
اعلان
عرضت جماعة "أنصار الله" الحوثيين مشاهد مصوّرة تظهر احتجاز 11 فردًا من طاقم السفينة التجارية "إيتيرنتي سي"، التي تم إغراقها في الثامن من تموز/يوليو الجاري في عرض البحر الأحمر. وأظهرت اللقطات، التي نشرها الإعلام الحربي التابع للجماعة، عملية الانتشال التي استمرت يومين وانتهت بإنقاذ الجرحى وانتشال جثة واحدة.
وأكد الحوثيون أنهم سيواصلون استهداف كل سفينة ترتبط بأي شكل بموانئ إسرائيل، في إطار ما وصفوه بتوسيع الحصار البحري على "الكيان الصهيوني".
بدء "المرحلة الرابعة" من الحصار البحري
جاء هذا التطور بالتزامن مع إعلان الجماعة بدء "المرحلة الرابعة من الحصار البحري"، في بيان حذر من أي تعامل مع إسرائيل على مستوى الشحن أو التشغيل أو التزود. وأكد البيان أن "الملاحة آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بموانئها".
وزعمت الجماعة أن السفينة "إيتيرنتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا، كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، واعتبرت ذلك انتهاكًا للحظر الذي تفرضه على الملاحة باتجاه إسرائيل. وقالت إنها استهدفت السفينة بعد تجاهلها تحذيرات أرسلت "عبر القناة الدولية 16".
تباين في الروايات حول عدد الطاقم
كانت بعثة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) قد أفادت بأن طاقم السفينة مكوّن من 25 شخصًا، وأكدت إنقاذ 10 منهم، مقابل مقتل 4 واعتبار 12 في عداد المفقودين. وأوضحت أن من بين القتلى كبير المهندسين، وأحد أفراد طاقم غرفة المحركات، ومتدرب، فيما أُصيب كهربائي روسي بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقه.
سلسلة من الهجمات البحرية
نفذت جماعة أنصار الله الحوثيين أكثر من 150 هجومًا على السفن منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أسفرت عن غرق أربع سفن، من بينها "إيتيرنتي سي"، وتضرر العديد من السفن الأخرى، بالإضافة إلى مقتل 10 بحارة على الأقل. وشملت الهجمات سفن حاويات وناقلات شحن وسفن شحن سائبة، في مناطق امتدت من البحر الأحمر إلى بحر العرب والمحيط الهندي، ما تسبب في تغيير مسارات الملاحة وارتفاع كلفة الشحن عبر قناة السويس.
وجدد المتحدث العسكري باسم الجماعة العميد يحيى سريع تهديده بأن كل السفن المرتبطة بإسرائيل ستكون "أهدافًا مباشرة"، بغض النظر عن جنسيتها أو الشركة المالكة أو المشغلة، ما لم توقف تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية.
تحالفات دولية وردود غير رادعة
رداً على التصعيد، أطلقت الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن تحالف "حارس الازدهار" لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وشنّت مئات الضربات ضد الحوثيين. لاحقًا، توصلت سلطنة عمان إلى اتفاق مع الجماعة بدأ تطبيقه في 6 أيار/مايو، تعهدت فيه بوقف مهاجمة السفن الأميركية مقابل وقف الضربات، من دون أن يشمل الاتفاق السفن المرتبطة بإسرائيل.
ومع استمرار التهديدات، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة "أسبيدس" مطلع عام 2024 لحماية السفن في البحر الأحمر، لكن من دون الدخول في مواجهات مباشرة، كما فعلت واشنطن ولندن، وهو ما لم يمنع الحوثيين من مواصلة هجماتهم البحرية حتى الآن.