الأمم المتحدة تحذّر من سوء الوضع الانساني في قطاع غزة

5 days ago 2

حذرت الأمم المتحدة الإثنين من أن الوضع الإنساني في غزة هو “الأسوأ على الأرجح” منذ اندلاع الحرب بين الاحتلال وحركة حماس، في ظل منع الدولة العبرية دخول المساعدات الانسانية إلى القطاع.

في غضون ذلك، أفادت تقارير صحافية مصرية عن تسلم القاهرة مقترحا من الاحتلال جديدا لوقف موقت لإطلاق النار في القطاع المدمّر جراء الحرب.

واستأنف الاحتلال ضرباته وعملياته العسكرية في غزة اعتبارا من 18 آذار/مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع حركة حماس كانت قد دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، عقب حرب مدمّرة استمرّت أكثر 15 شهرا. ولم تفلح بعد الجهود لاستئناف الهدنة.

وأدت العودة إلى الأعمال القتالية إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، بينما منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ الثاني من آذار/مارس، أي قبل انهيار الهدنة.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، من أنّ “الوضع الإنساني الآن هو الأسوأ على الأرجح في الأشهر الـ18 منذ اندلاع الحرب”، مشيرا الى مرور شهر ونصف شهر “منذ تمّ السماح بدخول أي امدادات عبر المعابر الى غزة، وهي أطول فترة يتوقف فيها الامداد حتى الآن”.

وأوضح أنّه “بسبب إغلاق المعابر، إلى جانب القيود المفروضة داخل غزة، فإنّ نقص الإمدادات أجبر السلطات على ترشيد وتقليص عمليات التسليم”.

“خطأ جسيم”

وغداة الانتقادات الحادة التي تعرّض لها، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رغبته في إطلاق “سلسلة اعترافات” بدولة فلسطينية وإسرائيل، داعيا في اتصال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى “استبعاد” حماس وإصلاح السلطة الفلسطينية.

وحثّ ماكرون وعباس خلال اتصال هاتفي، على الإسراع في إيصال المساعدات.

وأكدا “ضرورة وقف إطلاق النار، والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

من جانبه، دعا ماكرون على منصة إكس إلى “استبعاد” حركة حماس من قطاع غزة و”إصلاح” السلطة الفلسطينية، من أجل “التقدّم نحو حل سياسي قائم على دولتين” “إسرائيلية” وفلسطينية.

وقال “من الضروري بناء إطار لليوم التالي: نزع سلاح حماس واستبعادها، ووضع نظام حوكمة يتمتع بالمصداقية وإصلاح السلطة الفلسطينية”.

كذلك، أشار ماكرون إلى أنّ فرنسا مستنفرة بالكامل “لتأمين الإفراج عن جميع الرهائن وعودة وقف إطلاق نار مستدام ووصول فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة”.

وقال خلال زيارته معرضا مخصّصا لغزة في معهد العالم العربي، شدد الرئيس الفرنسي على أن “ما نريد أن نطلقه هو سلسلة من الاعترافات الأخرى (بالدولة الفلسطينية) وأيضا اعتراف بدولة الاحتلال من قبل الدول التي لا تفعل ذلك حاليا”، مضيفا أنّه سيناقش هذا الموضوع الثلاثاء مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو.

وكان ماكرون أعلن الأسبوع الماضي أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمكن أن يحصل في حزيران/يونيو خلال مؤتمر سترأسه فرنسا بالاشتراك مع السعودية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، واضعا ذلك في إطار تحرّك متبادل لاعتراف بلدان عربية بدولة الاحتلال.

وأثار هذا الإعلان انتقادات في الكيان المحتل حيث قال رئيس نتانياهو إنّ “ماكرون يرتكب خطأ جسيما بالاستمرار بالترويج لفكرة دولة فلسطينية في قلب أرضنا، دولة تطمح فقط إلى تدمير دولة الاحتلال”.

وجاء كلام نتانياهو بعدما علق نجله يائير نتانياهو على تصريحات ماكرون بشكل لاذع بقوله “تبا لك!”.

واندلعت الحرب في غزة عقب هجوم غير مسبوق نفذته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأسفر الهجوم عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. كذلك خطف مسلحو حماس 251 رهينة، ولا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 34 يقول جيش الاحتلال إنهم قُتلوا.

وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن 1613 فلسطينيا على الأقل منذ استئناف الاحتلال ضرباته وعملياته في غزة، ما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 50983 منذ بدء الحرب.

مقترح جديد؟

وتوسطت في اتفاق الهدنة بين الطرفين مصر وقطر والولايات المتحدة.

وبعدما أجرت حماس محادثات مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة، أكد المستشار الإعلامي لرئيس مكتبها السياسي طاهر النونو الإثنين أنّ الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة الرهائن “مقابل صفقة تبادل جادة ووقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وإدخال المساعدات”.

واتهم النونو الاحتلال بتعطيل الاتفاق، معتبرا أن “المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب”.

وقال إنّ حماس “أكدت للوسطاء على ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق”. كما أكد أنّ “سلاح المقاومة خط أحمر وليس مطروحا للتفاوض”، مشددا على أن “بقاء سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال”.

والاثنين، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقرّبة من السلطات أن مصر تسلمت مقترحا إسرائيليا لوقف موقت لإطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة يمهد الطريق لبدء مفاوضات تقود لوقف دائم للأعمال العدائية بين الطرفين.

أضافت “مصر سلمت حركة حماس المقترح وتنتظر ردها في أقرب فرصة”، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

وكان موقع “واي نت” الإخباري الصهيوني أفاد بأنّ اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار قُدّم لحماس، مشيرا إلى أنّ الحركة ستُفرج بموجبه عن عشرة رهائن أحياء مقابل ضمانات أميركية بشأن دخول الاحتلال في مفاوضات بشأن مرحلة ثانية من الهدنة.

واستمرّت المرحلة الأولى من الاتفاق شهرين وتضمّنت عمليات تبادل عدّة لرهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال، قبل أن ينهار الاتفاق عقب خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية. وسعى الاحتلال إلى تمديد المرحلة الأولى، بينما طالبت حماس بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من القطاع.

إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي  عن حزمة دعم مالي جديدة للفلسطينيين لمدة ثلاث سنوات تصل قيمتها إلى 1,6 مليار يورو.

وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس في منشور على موقع اكس “نعزز دعمنا للشعب الفلسطيني. سيساعد مبلغ 1,6 مليار يورو حتى عام 2027 في تحقيق الاستقرار في الضفة الغربية وغزة”.

في هذه الأثناء، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الدوحة حيث أيّدا إنشاء دولة فلسطينية.

The post الأمم المتحدة تحذّر من سوء الوضع الانساني في قطاع غزة appeared first on كويت نيوز.

اذهب للمصدر