80 في المئة إشغالاً متوقعاً لفنادق الشرق الأوسط 2025

1 day ago 5

- التحول الجذري الحاصل في السعودية سياحياً يتماشى مع رؤية المملكة 2030
- 1.2 في المئة من الإنفاق العالمي بالشرق الأوسط
- 44 في المئة من المسافرين يعتقدون أن حجم سفر مؤسساتهم أو إنفاقها لن يتأثر

أدت الإجراءات الحكومية الأميركية الأخيرة، بما في ذلك التعريفات الجمركية والسياسات العابرة للحدود، وقيود دخول المسافرين إلى خلق بيئة أكثر غموضاً لسوق سفر الأعمال العالمي 2025.

ووفقاً لاستطلاع رأي جديد أجرته رابطة سفر الأعمال العالمية (GBTA) وشمل أكثر من 900 متخصص عالمي، انخفض التفاؤل في شأن مستقبل هذا القطاع على المدى القريب بشكل حاد، مع تزايد المخاوف في شأن حجم السفر والإنفاق والإيرادات.

وعرّف الاستطلاع هذه الإجراءات الحكومية بأنها تشمل التعريفات الجمركية على الواردات، والقيود المفروضة على المسافرين من دول محددة، وتحذيرات السفر الأميركية، ومخاطر الاحتجاز، والقيود المفروضة على سفر الموظفين الفيدراليين.

ويعتقد 44 في المئة من المسافرين في سوق السفر العالمي أن حجم سفر مؤسساتهم أو إنفاقها سيظل دون تأثر، بينما يتوقع 25 في المئة من الموردين بعدم وجود تأثير على الإيرادات، فيما يتوقع ما يقارب 30 في المئة من المسافرين انخفاضاً في متوسط حجم سفرهم بنسبة 21 في المئة، بينما يرجح 27 في المئة انخفاضاً بـ20 في المئة تقريباً.

صناعة السياحة

من جانب آخر، تشهد صناعة السياحة العالمية في 2025 تحولات عميقة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي المتسارع، وتغير تفضيلات المسافرين، والوعي المتزايد بالاستدامة. فبعد التعافي التدريجي من التحديات التي واجهتها السنوات الأخيرة، تقف الصناعة على أعتاب حقبة جديدة تتسم بالابتكار والتنوع والتجارب الشخصية المعمقة. فلم يعد السائح يبحث فقط عن قضاء عطلة، بل يتطلع إلى التعرف على ثقافات جديدة، واكتشاف وجهات فريدة، والمساهمة في السياحة المسؤولة.

دور محوري

وتلعب التكنولوجيا دوراً محورياً في إعادة تشكيل صناعة السياحة. فمن الذكاء الاصطناعي الذي يوفر تجارب سفر مخصصة، إلى الواقع المعزز الذي يثري استكشاف الوجهات، وصولاً إلى منصات الحجز اللامركزية التي تمنح المسافرين مزيداً من التحكم، أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من كل مرحلة من مراحل الرحلة.

وحسب تقرير مستقبل السفر 2030 الصادر عن «أماديوس» في شهر يناير 2025، فإن الفنادق وشركات الطيران ومنظمي الرحلات يعتمدون بشكل متزايد على تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي لفهم تفضيلات المسافرين وتقديم عروض وخدمات مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم الفردية. ويمكن للمسافرين توقع تلقي توصيات مخصصة للأنشطة والمطاعم والإقامة بناءً على سجل سفرهم واهتماماتهم.

صميم الاهتمامات

وحسب التقارير المتخصصة، يتزايد وعي المسافرين بتأثير السياحة على البيئة والمجتمعات المحلية، ما يدفع نحو تبني ممارسات أكثر استدامة. ويبحث المسافرون بشكل متزايد عن وجهات ومنظمي رحلات يلتزمون بتقليل البصمة الكربونية، ودعم المجتمعات المحلية، والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي.

وشهدت الوجهات التي تركز على السياحة البيئية والمستدامة نمواً ملحوظاً الفترة الأخيرة، إذ يبحث المسافرون عن تجارب تتيح لهم التواصل مع الطبيعة بطرق مسؤولة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، والمساهمة في التنمية المستدامة للمجتمعات المضيفة.

من جهة أخرى، لم يعد السفر مجرد استهلاك للمناظر الطبيعية، بل أصبح فرصة للنمو الشخصي والتفاهم الثقافي، وفي هذا الصدد بات المسافرون يفضلون بشكل متزايد اختيار رحلات تتيح لهم التعلم عن الثقافة المحلية، والتفاعل مع السكان المحليين بطرق ذات مغزى، ودعم الاقتصاد المحلي.

ومع تغير تفضيلات المسافرين والتركيز المتزايد على التجارب الفريدة والمستدامة، تبرز بعض الوجهات كخيارات مفضلة في 2025:

• كوستاريكا: تعتبر رائدة في مجال السياحة البيئية، وتوفر تجارب غنية في الغابات المطيرة والشواطئ والتنوع البيولوجي المذهل.

• اليابان: تجمع بين الثقافة الغنية والتكنولوجيا المتقدمة والمناظر الطبيعية الخلابة، كما تشهد اهتماماً متزايداً بفضل مزيجها الفريد من التقاليد والحداثة.

• النرويج: تقدم مناظر طبيعية خلابة من المضائق البحرية إلى الشفق القطبي، مع التركيز القوي على السياحة المستدامة والمغامرات في الهواء الطلق.

• بوتان: تتبنى نهجاً فريداً في السياحة يركز على الحفاظ على ثقافتها وبيئتها، مع فرض رسوم سياحية تساهم في التنمية المستدامة.

• السعودية: تشهد تحولات كبيرة في قطاع السياحة، مع استثمارات ضخمة في تطوير وجهات جديدة تجمع بين التراث الثقافي والتجارب الحديثة، مثل مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر.

سفر الأعمال

وبرزت الاتجاهات الحالية في إنفاق سفر الأعمال، والظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة، والتأثير المتزايد للإستراتيجيات الاقتصادية الإقليمية كقوى مؤثرة تُشكّل مستقبل سفر الأعمال في الشرق الأوسط.

وناقش خبراء اجتمعوا أخيراً في منصة فعاليات الأعمال الجديدة خلال معرض سوق السفر العربي 2025، وهي جزء من منطقة IBTM@ATM التي أُطلقت حديثاً، كيفية تكيف إنفاق سفر الأعمال الإقليمي مع هذه التحولات العالمية، واستكشفوا التوقعات المالية التي تُحرّك التطورات الإستراتيجية في هذا القطاع.

ونقل موقع زاوية عن نائب الرئيس الإقليمي الأول لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في الرابطة العالمية لسفر الأعمال كاثرين لوغان، قولها: «بشكل عام، ثمة تأييد قوي لسفر الأعمال في 2025، لكن التغيير التحويلي سيستمر في التأثير على كيفية سفرنا للعمل حول العالم. ويشمل ذلك الاستقرار الاقتصادي، وعوامل الميزانية، وكيفية ومكان عملنا، وآثار التكنولوجيا، وتطور الاستدامة في سفر الأعمال، والتركيز على المسافر»، كما سلطت لوغان الضوء على أن سفر الأعمال المُدار بشكل مستدام هو قوة للخير، ويدفع عجلة التقدم للشركات والحكومات والاقتصادات والأفراد.

ووفقا لتقرير توقعات مؤشر سفر الأعمال 2024، تُمثل منطقة الشرق الأوسط 1.2 في المئة من الإنفاق العالمي على سفر الأعمال، وقد حققت أداءً أفضل من أي منطقة أخرى بعد جائحة كوفيد، حيث وصل الإنفاق إلى 19.4 في المئة أعلى من مستويات ما قبل الجائحة. وبلغ الإنفاق المُقدر على سفر الأعمال في الشرق الأوسط 18.1 مليار دولار 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.1 في المئة في 2025، ما يُبرز الأهمية الإستراتيجية للمنطقة في منظومة سفر الشركات والفعاليات العالمية.

بدوره، قال المدير العام لشركة «FCM Travel» في الشرق الأوسط وأفريقيا كيران كيلي: «هناك توقعات إيجابية لسفر الأعمال في المنطقة، مدعومة بالاتجاهات التي نراها من عملائنا، واستطلاعات الرأي، وتوقعاتنا للعام المقبل. ويعود جزء كبير من هذا النمو إلى المشاريع العامة والخاصة الجارية، فعلى سبيل المثال، يكاد يكون من المستحيل الحصول على مقعد على متن طائرة من دبي إلى الرياض، وبمجرد الوصول، تصبح توافر الفنادق محدودا. وتُعد نسبة إشغال الفنادق في المنطقة الأعلى عالمياً، حيث تتراوح بين 70 و80 في المئة، ما يضع ضغطاً كبيراً على الفنادق، ولكن بشكل عام، كل شيء إيجابي».

وفي معرض حديثها عن أهمية الجلسة، قالت، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط دانييل كورتيس: «فهم التحولات في إنفاق سفر الأعمال أمرٌ بالغ الأهمية للشركات التي تسعى إلى الحفاظ على قدرتها التنافسية ومرونتها في سوقٍ سريع التطور».

السعودية نموذج

وتشهد السياحة في السعودية تحولاً جذرياً يتماشى بقوة مع أهداف رؤية 2030 الطموحة. فمن خلال استثمار الموارد الطبيعية والثقافية الغنية، تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها وتقليل اعتماده على النفط، مع جعل قطاع السياحة مساهماً رئيسياً في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل جديدة.

وتهدف رؤية 2030 إلى استقبال ملايين السياح سنوياً، وتقديم تجارب سياحية متنوعة تثري الزائر وتعرفه على كنوز المملكة وتراثها العريق، واستقبلت المملكة 116 مليون زائر خلال 2024، بزيادة 6.4 في المئة مقارنةً بالعام السابق.

تحديات وفرص مستقبلية

حسب استطلاع الرأي تواجه صناعة السياحة 2025 بعض التحديات، رغم الفرص الواعدة، أبرزها التغيرات المناخية وتأثيرها على الوجهات الطبيعية، والتقلبات الاقتصادية العالمية، والحاجة إلى إدارة تدفقات السياح بشكل مسؤول لتجنب الاكتظاظ.

ومع ذلك، فإن القدرة على التكيف والابتكار التي أظهرتها الصناعة في الماضي تشير إلى مستقبل واعد، من خلال تبني التكنولوجيا المستدامة، وتلبية احتياجات المسافرين المتغيرة، والتركيز على التجارب الأصيلة والمسؤولة، يمكن لصناعة السياحة أن تستمر في الازدهار، والمساهمة بشكل إيجابي في الاقتصاد العالمي والمجتمعات المحلية.

ويمكن القول، إن 2025 يمثل نقطة تحول حاسمة في صناعة السياحة، حيث تتلاقى التكنولوجيا والاستدامة، لخلق مستقبل أكثر إشراقاً وتنوعاً للمسافرين والوجهات، على حد سواء.

اذهب للمصدر