بعد ثلاثة أيام من بلوغه الثامنة عشرة، تلقّى لامين يامال الهدية الأبرز على الإطلاق من ناديه برشلونة، بطل الدوري الإسباني لكرة القدم، القميص الأسطوري رقم 10.
وعلى الرغم من أن الجناح الشاب الموهوب تجنّب مقارنته بأسطورة برشلونة، الأرجنتيني ليونيل ميسي، إلّا أنه سار على خطاه بارتداء الرقم 10 الذي ارتداه أيضاً مواطن الأخير الراحل دييغو مارادونا والبرازيلي رونالدينيو وغيرهما من نجوم النادي التاريخيين.
وعلّق يامال على ارتداء القميص، قائلاً: «سأسعى لمواصلة هذا الإرث».
وعلى الرغم من صغر سنه، شارك يامال في أكثر من 100 مباراة مع النادي، مُسجّلاً 25 هدفاً، ومتوّجاً بلقبين في الدوري منذ ظهوره الأول في سن الخامسة عشرة عام 2023.
ويُعدّ الجناح الدولي المتوّج مع منتخب إسبانيا بكأس أوروبا 2024 في ألمانيا في اليوم التالي لعيد ميلاده السابع عشر، من أبرز المواهب الواعدة في عالم كرة القدم.
كما يعتبر يامال من بين المرشّحين لجائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب هذا العام بعد مساهمته في فوز العملاق الكاتالوني بالثلاثية المحلية (الدوري وكأس الملك وكأس السوبر).
وعلى الرغم من أدائهما الرائع ضد إنتر ميلان الإيطالي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إلّا أن يامال وناديه لم يحقّقا ما كانا يصبوان إليه، تاركين المسابقة هدفاً واضحاً أمامهما للموسم الجديد.
وبعد تألقه في أكاديمية برشلونة «لا ماسيا» المرموقة، حطّم يامال سلسلة من الأرقام القياسية، بينها أنه أصبح أصغر لاعب يُسجّل هدفاً في تاريخ النادي في الدوري الإسباني، وكذلك الأصغر من يُسجّل ثنائية وأصغر ممرّر لكرة حاسمة، وأصغر لاعب أساسي في الدوري وفي دوري الأبطال.
يامال هو أيضاً أصغر لاعب في صفوف النادي الكاتالوني يهزّ الشباك في
الـ «كلاسيكو» ضد الغريم ريال مدريد، وأصغر لاعب يفوز بكأس دولية كبرى.
ويمتاز اللاعب الواعد بمهاراته الفائقة، ومراوغته الرائعة، وسرعته وإبداعه، وهو أحد أكثر اللاعبين إثارة للمشاهدة في عالم الساحرة المستديرة.
عمل الجناح الأيمن على تحسين مهاراته في إنهاء الهجمات، وسجّل 6 أهداف في آخر 9 مباريات له مع النادي والمنتخب، وبدأ يصبح أكثر ثباتاً أمام المرمى.
وقال يامال في أبريل الماضي: «لا أقارن نفسي بميسي، لأنني لا أقارن نفسي بأيّ شخص»، مؤكداً ذلك، الأربعاء، في الاحتفال برقم قميصه الجديد.
وأضاف: «ميسي شق طريقه، وسأشق طريقي». ومع ذلك، يصعب على أيّ شخص آخر مقاومة هذه المقارنة، فيامال يلعب أيضاً على الجهة اليمنى ويشق طريقه بقدمه اليسرى المفضلة، كما فعل «البرغوث» لفترة طويلة من مسيرته.
وتميزت نجومية الأرجنتيني بثبات مستواه، حيث حقّق 8 ألقاب قياسية في «الكرة الذهبية»، مما يُظهر أنه لم يتراجع في مستواه.
وسيُظهر الزمن وحده ما إذا كان يامال سيتمكن من تكرار مسيرته الطويلة، لكنه حتى الآن ارتقى لمواجهة كل التحدّيات التي واجهها.
وبفضل موهبته في المراوغة، ومتعته الكبيرة في اللعب، قورن يامال أيضاً بالجناح البرازيلي السابق لبرشلونة نيمار، الذي أمضى معه بعض الوقت هذا الصيف خلال عطلته في البرازيل، ووصفه بأنه «قدوتي».
وكان احتفال يامال الضخم بعيد ميلاده الـ 18 نهاية الأسبوع الماضي، بحضور حشد من المشاهير، أقرب إلى أسلوب البرازيلي منه إلى أسلوب ميسي الأكثر انعزالية.
وأثار نيمار، المولع بالحفلات، غضب أنديته بين الحين والآخر، فيما أثار احتفال يامال ضجة، حيث طالبت الحكومة الإسبانية بالتحقيق في ما إذا كان توظيفه لـ «فنانين أقزام» يُعدّ مخالفة للقوانين.
وبمجرّد أن تهدأ هذه العاصفة، سينصبّ التركيز على ما إذا كان رقم قميص ميسي 10 يُثقل كاهل يامال، ولكن مع عدم إظهار المهاجم أيّ توتر، مهما كان الوضع، ستدعمه لمواصلة تألقه، لا سيّما بعدما وقّع عقداً جديداً حتى عام 2031 في مايو، وأصبح أحد أعلى اللاعبين أجراً في النادي.
وقال يامال متطلّعاً إلى الاستمرار بالاستمتاع بما يقدمه في الملاعب: «علينا أن نواصل الاستمتاع قبل كل شيء، لأننا عندما نستمتع، نكون أكثر سعادةً ونستطيع الفوز».