بقلم: يورونيوز
نشرت في 07/07/2025 - 22:00 GMT+2
اعلان
أدانت محكمة في ولاية فيكتوريا الأسترالية، يوم الإثنين، إيرين باترسون، بتهمة قتل ثلاثة من أقارب زوجها السابق عمدًا، بعدما قدمت لهم فطيرة "بيف ويلينغتون" محشوة بفطر سام خلال غداء أعدّته في منزلها العام الماضي.
هيئة المحلفين توصلت إلى قرار بالإجماع بعد ستة أيام من المداولات في ختام محاكمة استمرت تسعة أسابيع، جذبت اهتمامًا واسعًا في أستراليا، ومن المتوقع أن تواجه باترسون حكمًا بالسجن مدى الحياة، فيما لم يُحدد بعد موعد النطق بالحكم.
وتوفي الضحايا الثلاثة وهم والدا زوجها السابق، دون وغايل باترسون، وشقيقة غايل، هيذر ويلكينسون، في المستشفى بعد تناول الغداء في منزلها بمدينة ليونغاثا في 2023، حيث قُدمت لهم فطائر فردية تحتوي على فطر "ديث كاب" السام، في حين نجا الضحية الرابع، القس إيان ويلكينسون، زوج هيذر، رغم إصابته الحادة.
باترسون تعمّدت التسميم
لم يكن هناك خلاف حول أن باترسون هي من أعدّت الفطائر، أو أن الفطر السام تسبب في الوفاة، بل كان على هيئة المحلفين أن تحدد ما إذا كانت على دراية بخطورة الفطر، وإن كانت قد أدرجته عن قصد في الوجبة بهدف القتل.
ورفضت الهيئة الدفاع الذي قدمته باترسون، والذي قالت فيه إن ما حدث كان "حادثًا مأساويًا" بسبب استخدامها فطرًا مجمّعًا دون أن تعرف أنه سام. ولفت الادعاء خلال المحاكمة إلى وجود توترات سابقة بين باترسون وعائلة زوجها السابق، رغم أنها لم تقدّم دافعًا واضحًا للجريمة.
تفاصيل مثيرة وتناقضات في شهادتها
استعرضت المحكمة تفاصيل دقيقة حول الغداء القاتل، من بينها سبب إعداد الفطائر بحصص فردية بدلًا من الحجم العائلي، حيث رجّحت النيابة أن ذلك مكّنها من تسميم الضحايا دون أن تصيب نفسها.
كما واجهت باترسون تساؤلات بشأن سبب إرسال أطفالها إلى السينما في ذلك اليوم، وعدم تعرضها للأعراض، وتخلصها من جهاز لتجفيف الطعام بعد الحادث، مع أنها أنكرت امتلاكه سابقًا. وذكرت في شهادتها أن تقيؤها بعد الوجبة يعود إلى اضطراب غذائي، وليس لتناول الفطر السام.
واعترفت بأنها كذبت في بعض التفاصيل أثناء التحقيق، لكنها قالت إنها كانت في حالة ذعر بعد وفاة الضيوف.
إدانة باترسون والسجن بانتظارها
أثارت هذه القضية اهتمامًا استثنائيًا في أستراليا، حيث خصصت عدة وسائل إعلام تغطيات مباشرة وتحليلات يومية للمحاكمة، في حين يستعد عدد من المنتجين لإطلاق مسلسل درامي ووثائقي عنها.
وتجمّع العشرات خارج المحكمة في بلدة مورويل قبل وقت قصير من صدور الحكم، وسط غياب أقارب الضحايا. فيما ظهرت صديقة المتهمة، آلي روز برايور، وهي تبكي بعد مغادرتها القاعة، وقالت: "أنا حزينة، لكنه ما حدث في النهاية"، مشيرة إلى أنها ستزور باترسون في السجن.
إيرين باترسون، التي جلست بهدوء بين اثنين من عناصر الأمن أثناء تلاوة الحكم، تنتظر حاليًا تحديد موعد جلسة النطق بالعقوبة، بعد أن أصبحت رسميًا مدانة بجريمة قتل ثلاثية أثارت مشاعر الحزن والذهول في البلاد.