تتواصل حالياً معركة هادئة وحاسمة في ثورة الذكاء الاصطناعي العالمية، لا تُخاض بالخوارزميات، بل بالبنية التحتية المادية. ولقد شكّلت 6 كيانات مؤثرة تحالفاً إستراتيجياً، ملتزمة باستثمار 30 مليار دولار، لتطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
هذه المجموعة الهائلة، التي أُطلق عليها اسم «رجال إكس الذكاء الاصطناعي» (AI X-Men)، تضم شركات: xAI لإيلون ماسك، إنفيديا، مايكروسوفت، بلاك روك، صندوق الثروة السيادي السنغافوري، والهيئة العامة للاستثمار الكويتية، بحسب ما ذكره موقع «ماركسمين ديلي».
وتتمثل الرؤية المشتركة للتحالف، في التحكم بما يصبح بسرعة أهم فئة الأصول في القرن 21: البنية التحتية المتخصصة وعالية القدرة للذكاء الاصطناعي، اللازمة لتدريب ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل «GPT-4». هذا الاستثمار الكبير هو مجرد بداية، مع خطط لاستثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما يشير إلى تحول عالمي، حيث أصبح التحكم في القدرة الحاسوبية، أشبه بالتحكم بحقول النفط في القرن العشرين.
وتمثل مشاركة الهيئة العامة للاستثمار، تحولاً جيوسياسياً مهماً، مؤكدة بروز منطقة الشرق الأوسط كقوة رئيسية في مشهد البنية التحتية الرقمية.
ويشير انخراط الهيئة، على غرار صناديق الثروة السيادية الأخرى، في التحالف، إلى إستراتيجية طويلة الأجل تركز على المرونة الوطنية، والتأثير الجيوسياسي، والأمن الاقتصادي، بدلاً من العوائد السريعة.
وتضع هذه الخطوة الإستراتيجية، الكويت في وضع يسمح لها بالاستفادة من «حقول النفط الجديدة» للذكاء الاصطناعي، وضمان أهميتها وتأثيرها في النظام العالمي الذي يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، حيث سيحدد التحكم في البنية التحتية للحوسبة، الدول التي ستقود ذلك النظام.