ميتا تدرّب ذكاءها الاصطناعي على صورك الخاصة التي لم تنشرها

7 hours ago 5

قامت ميتا (الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب) لسنوات بتدريب برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها باستخدام مليارات الصور العامة التي يرفعها المستخدمون على خوادم فيسبوك وإنستغرام. والآن، تأمل الشركة أيضا في الوصول إلى مليارات الصور الخاصة التي لم يُقم المستخدمون برفعها بعد على منصات التواصل الاجتماعي.

ويوم الجمعة، ذكر موقع TechCrunch أن بعض مستخدمي فيسبوك الذين يحاولون نشر محتوى عبر ميزة “القصص” واجهوا رسائل منبثقة تسألهم عمّا إذا كانوا يرغبون في تفعيل ميزة “المعالجة السحابية”، والتي تسمح لفيسبوك بـ”اختيار الوسائط من (الاستوديو) معرض الصور ورفعها بشكل منتظم إلى السحابة”، بهدف توليد أفكار مثل الكولاج، أو الملخصات، أو إعادة التصميم بالذكاء الاصطناعي، أو تنظيم المحتوى حسب مواضيع مثل أعياد الميلاد أو حفلات التخرج.

ووفقا لتلك الرسالة، فإن تفعيل هذه الميزة يعني موافقة المستخدم على شروط استخدام ميتا للذكاء الاصطناعي، والتي تسمح بتحليل “الوسائط وملامح الوجه” للصور غير المنشورة، بالإضافة إلى تاريخ التقاط الصورة، ووجود أشخاص أو أشياء أخرى فيها. كما يمنح المستخدم ميتا الحق في “الاحتفاظ بهذه المعلومات الشخصية واستخدامها”.

وكانت ميتا قد اعترفت مؤخرا بأنها قامت بجمع البيانات من جميع المحتويات المنشورة على فيسبوك وإنستغرام منذ عام 2007 لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية. ورغم أنها تؤكد استخدام المنشورات العامة من مستخدمين بالغين فقط (فوق 18 عاما)، إلا أنها لطالما كانت غامضة في ما يخص تعريف مصطلح “عام” و”المستخدم البالغ” كما كان في عام 2007.

وفي تعليق لموقع The Verge، قال مدير الشؤون العامة في ميتا، رايان دانييلز: “العنوان الذي استخدمتموه يوحي بأننا نقوم حاليا بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام هذه الصور، وهذا غير صحيح. هذا الاختبار لا يستخدم صور الأشخاص لتحسين أو تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لدينا”.

وأكدت ميتا للموقع أنها لا تقوم حاليا بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها باستخدام تلك الصور غير المنشورة، لكنها رفضت الإجابة للموقع عن الأسئلة المتعلقة بإمكانية القيام بذلك مستقبلا، أو عن الحقوق التي ستحتفظ بها على صور الكاميرا الموجودة في جهازك.

وتؤكد ميتا علنا أن هذه الميزة “في مرحلة تجريبية مبكرة”، اختيارية تماما، وغير ضارة. وقالت ماريا كيوبِتا، مديرة الاتصالات في ميتا: “نحن نستكشف طرقا لتسهيل مشاركة المحتوى عبر فيسبوك من خلال تجربة اقتراحات لمحتوى جاهز للمشاركة يتم اختياره من ألبوم الكاميرا الخاص بالمستخدم. هذه الاقتراحات اختيارية تماما وتُعرض فقط لك، ما لم تقرر مشاركتها، ويمكنك إيقافها في أي وقت. قد تُستخدم وسائط الكاميرا لتحسين هذه الاقتراحات، لكنها لا تُستخدم لتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي في هذا الاختبار”.

وقد يبدو هذا مشابها لخدمة Google Photos، والتي تقترح أيضا تحسينات بالذكاء الاصطناعي بعد موافقة المستخدم على تفعيل Google Gemini. إلا أن جوجل، على عكس ميتا، تؤكد بشكل صريح أنها لا تستخدم بيانات الصور الشخصية لتدريب نماذجها التوليدية. في المقابل، لا توضح شروط استخدام ميتا الحالية للذكاء الاصطناعي، والتي تسري منذ 23 يونيو 2024، ما إذا كانت الصور غير المنشورة والمرفوعة عبر “المعالجة السحابية” مستثناة من استخدامات التدريب، كما رفضت الشركة توضيح ذلك لموقع The Verge.

ورغم تأكيد دانييلز وكيوبِتا أن ميزة “المعالجة السحابية” تتيح لمِيتا الاطلاع فقط على صور ألبوم الكاميرا غير المنشورة خلال آخر 30 يوما، إلا أن هناك إشارات إلى أن بعض البيانات تبقى لفترة أطول. وتقول ميتا: “قد تشمل اقتراحات ألبوم الكاميرا التي تستند إلى مواضيع مثل الحيوانات الأليفة أو حفلات الزفاف أو التخرج وسائط عمرها أكثر من 30 يوما”.

لحسن الحظ، يمكن لمستخدمي فيسبوك تعطيل ميزة المعالجة السحابية من إعدادات التطبيق، وعند تفعيل هذا الإعداد، تبدأ ميتا في حذف الصور غير المنشورة من السحابة بعد مرور 30 يوما.

ومع ذلك، تفتح هذه الميزة الباب أمام تغلغل جديد في خصوصية المستخدمين، عبر تجاوز القرار الواعي بنشر صورة ما للجمهور. ووفقا لمشاركات رُصدت على موقع Reddit بواسطة TechCrunch، فقد بدأت ميتا بالفعل في تقديم اقتراحات لإعادة تصميم الصور بالذكاء الاصطناعي حتى للصور المنشورة سابقا، دون علم المستخدمين. إذ أبلغت إحدى المستخدمات أن فيسبوك أعاد تصميم صور زفافها بأسلوب استوديو “غيبيلي” الياباني Studio Ghibli دون علمها.

اذهب للمصدر