من تألم اقتصادياً أكثر... إسرائيل أم إيران؟

5 days ago 4

- فيصل المناور لـ «الراي»: خسائر الاقتصاد الإيراني بسبب محلية السوق وضعفها
- الريال الإيراني انخفض 12 % وإغلاق «البورصة» لإشعار آخر
- مازن سنقرط لـ«الراي»: صمود بورصة إسرائيل غير واقعي وسط سقوط قطاعات عدة
- الشيكل صمد بدعم حكومي يقارب 8 مليارات دولار

بعد نحو أسبوعين من الحرب بين إسرائيل وإيران، التي توقفت أمس، لم يكن قياس التفوق العسكري والخسائر، المعيار الوحيد الذي يشغل بال المتابعين في تقييم المعركة، حيث كان في المقابل رصد للتداعيات الاقتصادية وقدرة تحمل المحددات الرئيسية لسوق كل منهما على الصمود أمام نزيف الخسائر المفتوح لـ 12 يوماً متصلة.

وفي مقارنة سريعة بين مكونات اقتصاد إيران وإسرائيل، وفي مقدمتها أداء البورصة في البلدين، وحركة عملة كل بلد، يتضح الآتي:

1 - منذ اليوم الأول للحرب حاولت بورصة تل أبيب التخفيف من حجم الضرر الذي وقع عليها، بسبب المخاوف من التصعيد العسكري، حيث سجلت انخفاضاً قارب 1 %، وهو أكبر هبوط لها منذ 7 من أكتوبر 2023، فيما سجلت في تداولات أول من أمس خسارة 3 %، ما يعكس معدلات خسائر منخفضة لحد كبير مقابل الضرر العسكري الكبير الواقع عليها. في المقابل أعلنت إيران بعد 3 أيام من اندلاع المواجهات، إغلاق بورصتها حتى إشعار آخر.

2 - قام البنك المركزي الإسرائيلي، بدعم «الشيكل»، بضخ 8 مليارات دولار، كجزء من خطة بقيمة 30 ملياراً لدعم العملة، حيث أسهم هذا المبلغ في إحداث توازن سريع للعملة، فيما يعاني الريال الإيراني من تراجع حاد في قيمته مع استمرار الحرب حيث وصلت النسبة 12 % مقابل اليورو حسب وكالة الأنباء الألمانية، وحاول البنك المركزي الإيراني امتصاص الخسائر المالية والانعكاسات السلبية على السوق، بإصدار قرار بوقف عمل مكاتب الصرافة وحظر منصات التداول الإلكتروني للذهب، في خطوة تعكس محاولة احتواء التقلبات الحادة في الأسواق المالية.

3 - عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، أوقفت إسرائيل الإنتاج في حقل ليفياثان البحري، أكبر حقولها للغاز الطبيعي الذي تديره شركة شيفرون لأسباب أمنية، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الطاقة الإسرائيلية، وعلقت كذلك تصدير منتجاتها عبر الموانئ، فيما استمر النفط الإيراني بالتدفق البطيء، لا سيما إلى الصين، حفاظاً على الإيرادات، نظراً لأنها تشكل 35 مليار دولار من إيراداتها السنوية، أخذا بالاعتبار أن إيران تنتج نحو 3.3 % من إنتاج النفط العالمي يومياً.

4 - كلفت حرب إسرائيل وإيران نحو 2.5 % من الناتج المحلي الإجمالي كخسائر في الدولتين، حسب تقرير البنك الدولي.

5 - انخفضت توقعات النمو الاقتصادي لإيران عن العام الحالي إلى – 0.5 % من الناتج المحلي، في المقابل كان يتوقع أن تحقق إسرائيل نمواً بـ 3.5 %، لكن التوقعات باتت تشير إلى انخفاضه جراء الخسائر اليومية التي يتعرض لها اقتصادها يومياً.

6 - تعرض قطاع السياحة والطيران في كل البلدين إلى أزمة غير مسبوقة، حيث شهد قطاع أسهم الطيران في بورصة إسرائيل تراجعاً ملحوظا، وخسرت شركاتها 3.5 % من قيمتها السوقية، بينما استمرت حركة الطيران في بعض المطارات الإيرانية التي تستقبل رحلات داخلية وأخرى تقلع إلى عدد من البلدان ومنها العراق وتركيا.

7 - حسب تقديرات البنك المركزي تصل كلفة الحرب على إسرائيل مليار دولار يومياً، ورغم ضبابية حجم الصرف الإيراني على الحرب قدرت تقارير مالية الأضرار التي لحقت بمصافي النفط والبنية التحتية، إلى جانب انخفاض الصادرات، بخسائر تصل 600 مليون دولار يومياً.

وفي هذا الخصوص، قال أستاذ السياسات العامة الدكتور فيصل المناور لـ«الراي»، إن مشكلة «البورصة الإيرانية أنها محلية وضعيفة وليست لها ارتباطات خارجية، بينما لإسرائيل شراكات بامتداد خارجي واستثمارات مرتبطة بالولايات المتحدة ما يسهم في استمرار حركة سوقها».

تفسير المناور أكده كذلك اقتصاديون كويتيون فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، حيث أشاروا إلى أن الضرر المحدود الظاهر في الاقتصاد الإسرائيلي، يؤكد أن المستثمرين قاموا بإجراء «إعادة توازن لمحافظهم مسبقاً» وهي خطوة قائمة على توقع مسبق للحرب مع إيران، ما ساهم في تقليل حجم الضرر على السوق عند وقوع الحدث.

وحول السوق الإيراني، أشاروا إلى أن العزلة الدولية التي كانت تعاني منها إيران وقلة الثقة وضعف السيولة، ساهمت بشكل واضح بأن يحقق السوق خسائر كبيرة مع بداية الحرب وحتى الآن، ما دفع الحكومة الإيرانية لإغلاق السوق حماية للأصول المالية للمواطنين.

بدوره، اعتبر وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني الأسبق مازن سنقرط لـ«الراي»، إظهار إسرائيل نفسها قوية اقتصادياً أمام تأثيرات الحرب وتوسعها بعد 21 شهراً من حربها ضد غزة، وفتح جبهة مع إيران، فقاعة اقتصادية غير واقعية، معللاً ذلك بأن الواقع كشف حجم الضرر الذي أصاب الاقتصاد الإسرائيلي، لاسيما منذ 13 من يونيو الجاري.

وحول الكيفية التي تمكنت من خلالها إسرائيل إظهار قوة اقتصادها، وصمود بورصة تل أبيب أمام تداعيات الحرب مع إيران، كشف سنقرط الأسباب قائلاً: «إسرائيل طبقت إجراءات احترازية من خلال البنك المركزي، منها ضخ مزيد من التدفقات المالية في أسواق المال ما دعم اداء الشيكل واظهره بمظهر العملة القوية في وجه الأزمة».

وتابع: «طرحت إسرائيل في وقت سابق، سندات بعائد مرتفع على الاستثمار في الأسواق العالمية، ما دعم شراءها وضخ المزيد من الدولارات» علاوة على نمو قطاع «التصنيع العسكري وزيادة حجم الصادرات لأوروبا لا سيما البلدان الداعمة لأوكرانيا».

وأكد سنقرط أن ما يبين حجم الضرر الواسع على الاقتصاد الإسرائيلي توقعات مؤسسات التصنيف المالي العالمية، والتي رجحت انخفاضاً واسعاً وكبيراً، يشمل انخفاضاً إلى (A-).

مقارنة اقتصادية بين إسرائيل وإيران

- إيران

403.5 مليار دولار الناتج المحلي 2024

3.3 مليون برميل من النفط العالمي تنتجها يومياً

1.1 مليار متر مكعب غاز أنتجتها 2024

- إسرائيل

540.38 مليار الناتج المحلي 2024

197 ألف برميل نفط تنتجها يومياً

27 مليار متر مكعب غاز أنتجتها 2024

اذهب للمصدر