بقلم: يورونيوز
نشرت في 17/07/2025 - 21:30 GMT+2 •آخر تحديث 22:36
اعلان
كشف مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس" أن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت، يوم الأربعاء، عرضًا محدثًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار جهود الوساطة الرامية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال المصدران إن العرض الجديد يتضمن تنازلات إسرائيلية وُصفت بالمهمة، ويأمل الوسطاء أن تفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق خلال فترة قريبة.
تفاصيل العرض الجديد
يشمل العرض قيد النقاش وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا في غزة، وإطلاق سراح 10 رهائن أحياء، وتسليم جثامين 18 رهينة آخرين، إلى جانب إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وزيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.
ووفقًا للمصادر، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم استثمار فترة الهدنة لبدء محادثات أوسع تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، بما يشمل التوصّل إلى صيغة حكم جديدة في غزة لا تضم حركة حماس.
تقارب في وجهات النظر
بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصادر متابعة للمفاوضات، فإن ممثلي إسرائيل وحماس ضيّقوا هوة الخلافات خلال محادثات جرت في الدوحة على مدار الأيام العشرة الماضية.
وعقد الرئيس ترامب، الأربعاء، اجتماعًا في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناول خلاله ملف غزة إلى جانب ملفات أخرى، بحسب ما أفادت به المصادر.
ورغم تعثر المحادثات خلال الأشهر الأربعة الماضية منذ انهيار الهدنة السابقة، يرى الوسطاء اليوم أن الفجوات المتبقية "قابلة للجسر".
أبرز التعديلات في المقترح
يستند المقترح المحدّث إلى ما تم التوصل إليه خلال جولات المفاوضات الأخيرة، ويعكس دعمًا جماعيًا من الولايات المتحدة وقطر ومصر، في إشارة واضحة إلى التزام الأطراف الثلاثة بدفع المفاوضات نحو التوصل لاتفاق.
ويشمل العرض نقطتين رئيسيتين تم تحديثهما: نطاق انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة خلال فترة الهدنة، ونسبة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد وافقت تل أبيب على تقليص نطاق تواجد قواتها في جنوب القطاع من 5 كيلومترات شمال ممر فيلادلفيا (على الحدود مع مصر) إلى 1.5 كيلومتر فقط، وهو ما يقترب من موقف حركة حماس التي تطالب بانسحاب كامل إلى حدود وقف إطلاق النار السابق.
كما وافقت إسرائيل على إبقاء قواتها داخل شريط أمني عرضه كيلومتر واحد على امتداد أجزاء أخرى من حدود غزة، ما يُعد تقاربًا إضافيًا مع موقف الطرف الآخر.
تبادل الأسرى والمساعدات
شملت التعديلات أيضًا تغييرات طفيفة في نسبة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن الإسرائيليين. وكانت المقترحات السابقة تنص على إطلاق سراح 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد بتهم قتل إسرائيليين، إلى جانب 1,111 معتقلاً اعتقلوا بعد 7 أكتوبر في غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن هذه التعديلات لا يُتوقع أن تخلق عقبات في المفاوضات، لكن ما زال يتعيّن التوافق على الأسماء النهائية للأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أفاد المصدران بأن أحد نقاط الخلاف الرئيسية اقتربت من الحل، إذ كانت حماس ترفض دخول المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من واشنطن وتل أبيب.
لكنّ مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى أن موافقة إسرائيل على الانسحاب من معظم مناطق الجنوب — حيث تتركز مراكز توزيع المساعدات — سيجعل مرور المساعدات لا يتم عبر المؤسسة فعليًا.
وأفادت المصادر أيضًا بأن مسارًا تفاوضيًا موازيًا يجري حاليًا في القاهرة بهدف بحث دور مصر في إيصال المساعدات خلال الهدنة، بما يمنع "استيلاء حماس عليها".
الخطوة التالية
من المرتقب أن يلتقي رئيس الوزراء القطري مع قادة حماس في الدوحة يوم السبت، في محاولة لدفع الحركة إلى الموافقة على العرض المحدّث.
ونقل مصدر مطّلع على سير المفاوضات أن الوسطاء القطريين يعتقدون أن التنازلات الإسرائيلية بشأن الانسحاب تشكّل أرضية مناسبة لإبرام اتفاق. وأضاف أن حماس قد تعود ببعض الملاحظات والتحفّظات، لكنها لا تُتوقع أن تكون كافية لإفشال الاتفاق.