يبدأ فريق كرة القدم بنادي القادسية حقبة جديدة صحبة المدرب التونسي المخضرم نبيل معلول والذي أعلن النادي تعاقده معه في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء خلفاً للمونتنيغري زيلكو بتروفيتش.
والتجربة ليست الأولى في الكويت للمدرب صاحب الـ 63 عاماً ولكنها قد تكون الأصعب.
وبعدما قاد منتخب الكويت الوطني ونادي الكويت على فترتين، يجد معلول نفسه أمام تحدٍ مختلف على سابقيه يستلم من خلاله مسؤولية فريق يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة وفي الوقت ذاته يبتعد عن الألقاب، وتحديداً في مسابقة الدوري، منذ قرابة الـ 10 أعوام.
تزخر المسيرة التدريبية لنبيل معلول، نجم المنتخب التونسي في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، بمحطات مضيئة قاد من خلالها أندية عربية عريقة أبرزها مع الترجي التونسي الذي حقق معه لقب الدوري 3 مرات وكأس دوري أبطال أفريقيا مرة واحدة، فيما كان المجد الأكبر بالنسبة له قيادة منتخب بلاده تونس إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
يعود معلول إلى الكويت وجماهير القادسية تنتظر منه لعب دور «المنقذ» لفريق أخفق كثيراً في تحقيق آمالها بالسنوات الأخيرة ومع ذلك لم تتخل عنه.
وبعكس تجربتيه مع «الكويت» عندنا استلم فريقاً متكاملاً وبلا مشاكل، يتعين على معلول في القادسية أن يحمل على عاتقه أعباء عدة داخل وخارج الملعب نرصدها في ما يلي:
إعادة الثقة
عُرف نبيل معلول بقدرته العالية على التعامل النفسي مع اللاعبين وحسن تهيئتهم للمهام التي تنتظرهم، كما أنه اعتاد على لعب دور مهم كـ «وسيط» بين الفريق وإدارة النادي والاضطلاع بأدوار إدارية تتجاوز دوره الفني في الملعب إلى خارجه، وهو ما ينتظر أن يواصل القيام به في مهمته الجديدة في ظل الصلاحيات الواسعة التي يُنتظر أن يمنحها له القائمون على «الأصفر».
السيطرة على «الدكة»
شهد الموسم الماضي لغطاً حول تداخل في صلاحيات أعضاء الجهاز الفني لفريق القادسية وظهر ذلك في لقطة شهيرة خلال مباراة الفريق مع اليرموك في الدوري حول أحد التبديلات.
لن يكون نادر داوود، المساعد شبه الدائم لمعلول، من ضمن الجهاز الفني الجديد في القادسية ولكن نبيل سيصطحب معه بقية معاونيه ما يسهل عليه السيطرة على الجهاز ومنع أي تجاوز للصلاحيات خلال الموسم.
ملف المحترفين
يحظى هذا الملف باهتمام كبير من قبل جماهير النادي التي تترقب الصفقات الجديدة التي سيبرمها النادي هذا الصيف بالتزامن مع قدوم معلول.
ويتوقع من إدارة القادسية تنفيذ طلبات المدرب ولكن قبل ذلك عليها إزالة أكثر من عائق يتمثل في توقيعها عقوداً مع محترفين تمتد حتى نهاية الموسم المقبل وفي هذه الحالة لن يكون أمامها إلا البحث عن مخرج عبر إعارة اللاعب غير المرغوب به من قبل معلول.
تقييم المحليين
كان عدم ظهور اللاعبين الأجانب بمستويات «فارقة» سبباً في تردي نتائج القادسية في المواسم الماضية، وزاد الأمر سوءاً تراجع مردود اللاعبين المحليين وخاصة الدوليين منهم والذين يفترض أن يسهموا في معالجة هذا الخلل في المجموعة.
ينتظر من معلول أن يعيد تقييم ملف اللاعبين المحليين ومدى استفادة الفريق منهم وحاجته إليهم في الموسم المقبل، وهو ما سيترتب عليه غالباً الاستغناء عن أسماء عدة ومنح الفرصة لعناصر شابة وصاعدة مع ترك الباب مفتوحاً أمام إبرام صفقات لاستقدام عناصر محلية بارزة من أندية أخرى.
التوازن الفني
عانى القادسية في الموسم الماضي من خلل في «الميزان الفني» خاصة في المباريات الكبيرة والحاسمة محلياً وخارجياً، حيث بدا الفريق في كثير من الأحيان فقيراً من الناحية الهجومية وعاجزاً عن تهديد مرمى منافسيه وهو المعروف تاريخياً بأنه صاحب الهجوم الأقوى في الكويت.
كما أن خط الوسط عانى أيضاً من مشاكل في الكثير من المباريات ظهر من خلالها الفريق عاجزاً عن السيطرة على منطقة المناورات وهي الميزة التي لطالما تفرّد بها «الأصفر» عن بقية منافسيه ومنحته الأفضلية والتفوق عليهم.
أما الخط الخلفي فكان في الموسم الماضي «صداعاً حقيقياً» بعدما افتقد للاستقرار نتيجة غياب أكثر من عنصر بسبب الإصابة والإيقاف وعدم وجود البديل القادر على سد الفراغ ما اضطر معه المدرب السابق إلى الاستعانة بلاعبي الوسط، المغربي المهدي برحمة والنيجيري دانييل جيبولا وعبدالعزيز وادي، لتعويض الغيابات.
هذه الوضعية الخاطئة تسبّبت في خروج الفريق بأسوأ حصيلة للأهداف المستقبلة في تاريخ مشاركاته في الدوري بـ 37 هدفاً وبمعدل يقارب «هدف ونصف» في كل مباراة.