بقلم: يورونيوز
نشرت في 06/07/2025 - 9:15 GMT+2•آخر تحديث 9:56
اعلان
شنّ اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي، إسحاق بريك، هجومًا حادًا على أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهمًا إياها بـ"تضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر روايات كاذبة عن النجاحات العسكرية"، بما يخلق صورة زائفة عن قوة الجيش ويغطي على إخفاقاته.
وفي مقال نشرته صحيفة معاريف، أشار بريك، الذي تولى مناصب رفيعة في المؤسسة العسكرية، إلى أن الواقع الميداني في غزة يتناقض كليًا مع ما تروّجه المؤسسة العسكرية، معتبرًا أن ما يُعلن عن تدمير لقدرات حركة حماس أو مقتل آلاف من عناصرها "لا يعكس الحقيقة على الأرض".
وقال بريك إن وحدة المتحدث العسكري تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى أداة دعائية تهدف إلى تجميل صورة الجيش، حيث تُخترع نجاحات وتُخفى الإخفاقات، مما يرسّخ ثقة مفرطة لدى الرأي العام في قدرات عسكرية "وهمية". وأكد أن هذه الثقافة "تحظى بدعم مباشر من القيادة العليا، بما في ذلك رئيس الأركان".
وأوضح أن ما وصفه بـ"ثقافة الكذب" ساهمت في التمهيد لكارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن استمرارها اليوم يهدد بجرّ إسرائيل نحو كارثة استراتيجية جديدة.
"حماس لم تُهزم… وقوتها استعادت زخمها"
بحسب بريك، لا تزال كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تمتلك قوة مقاتلة تصل إلى 40 ألف عنصر، متمركزين في شبكة أنفاق تمتد لمئات الكيلومترات.
ولفت إلى أن "العديد من الجنود والضباط في الميدان يشيرون إلى أنهم بالكاد واجهوا مقاتلي الحركة وجهًا لوجه، مؤكدين أن العدو يواصل القتال بأساليب حرب عصابات وكمائن".
وانتقد بريك بشدة ما وصفه بـ"دور الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يروّجون بيانات الجيش دون تحقق"، معتبرًا أنهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، ويمنحون شرعية لاستمرار الحرب رغم غياب الإنجازات الميدانية.
في ختام مقاله، دعا بريك إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري على أسس الصدق والمهنية، والذهاب نحو اتفاق لوقف القتال مقابل الإفراج عن الأسرى، تزامنًا مع إطلاق عملية إصلاح شاملة تشمل الجيش، والاقتصاد، والمجتمع الإسرائيلي.
يُذكر أن بريك يُعد من أبرز منتقدي الأداء العسكري والسياسي منذ بدء الحرب على غزة، وقد اتهم مرارًا الحكومة والجيش بـ"غياب الجهوزية" وفقدان القدرة على إدارة حرب متعددة الجبهات، أو حتى حسم المعركة داخل غزة وحدها.