صدر الصورة، EPA
إذا تأكدت الأنباء التي أعلنتها إسرائيل مؤخراً بشأن اغتيال كل من سعيد إزدي وبهنام شهرياري، فهذه العملية تعد ضربة كبيرة للحرس الثوري الإيراني، وخاصة لفيلق القدس، الجناح المسؤول عن العمليات الخارجية والمرتبط بجماعات مسلحة في المنطقة.
وبحسب تقارير، قُتل سعيد إزدي، وهو قائد بارز في فيلق القدس ومكلّف بالتنسيق مع حركة حماس وسائر الفصائل الفلسطينية المسلحة، داخل شقة في مدينة قُم الشيعية، أما بهنام شهرياري، الذي كان قائداً للوحدة 190 المختصة بتهريب الأسلحة والأموال إلى وكلاء إيران الإقليميين، فقد اغتيل إثر ضربة بطائرة مسيّرة أثناء تنقله بسيارته في غرب البلاد.
يأتي استهداف إزدي وشهرياري في سياق موجة اغتيالات طالت كبار القادة العسكريين الإيرانيين، ويُبرز ما يعتبره كثيرون تصدعاً متزايداً داخل جهاز الاستخبارات الإيراني.
ونظراً للقلق الشديد من احتمالات التسلل والاختراق، أصدرت الجهات الرسمية، منذ عدة أيام، تعليمات تقضي بمنع جميع أفراد الحماية من استخدام الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت لأغراض التواصل، كما دعا قائد الشرطة المواطنين إلى إبلاغ السلطات الأمنية في حال تأجيرهم أي مبانٍ لشركات أو أفراد، سواء مؤخراً أو خلال الأعوام الماضية.
صدر الصورة، Reuters
ولا تزال السلطات الإيرانية، حتى يومنا هذا، عاجزة عن فهم تفاصيل ما جرى، وقد أقرّ وزير الاستخبارات الإيراني السابق، محمود علوي، في وقت سابق من هذا العام، بأن أجهزة الأمن الإيرانية لم تتمكن حتى الآن من معرفة كيف جرى اختراق موقع تخزين الوثائق النووية السرّية، ولا الكيفية التي تمكن بها المنفذون من الفرار دون أن يُكتشف أمرهم.
ولطالما كانت درجة اختراق الموساد لأجهزة الاستخبارات الإيرانية محل تكهنات، ففي عام 2021، قال الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، إن رئيس وحدة مكافحة الموساد في إيران كان في الحقيقة عميلاً إسرائيلياً، وقد اعتُقل هذا الشخص لاحقًا وأُعدم سراً.
وفي نفس العام، حذّر وزير الاستخبارات السابق، علي يونسي، قائلاً: "الموساد أقرب إلينا من آذاننا"، في إشارة إلى مدى اختراق إسرائيل مؤسسات الدولة، بحسب ما يُعتقد.
وخلال الأعوام الأخيرة، يقال إن إسرائيل نشرت طائرات مسيّرة صغيرة ووضعت عبوات ناسفة داخل الأراضي الإيرانية بشكل مسبق، بالإضافة إلى تدريب عناصر ونشرهم قرب منازل قادة الحرس الثوري الإيراني ومواقع الرادارات ومنصات الصواريخ.
وفي الهجوم الأول الذي نفذته إسرائيل على إيران يوم 13 يونيو/حزيران، استهدفت وقتلت قيادات عسكرية إيرانية بارزة، من بينهم قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وقائد أركان الحرس الثوري، وقائد أقسام الصواريخ والفضاء الجوي في الحرس الثوري، فضلاً عن عدد من العلماء النوويين.
وتشير كل عملية ناجحة إلى حقيقة مقلقة تواجهها القيادة الإيرانية، وهي أن منظومتها الأمنية الداخلية قد تعرضت لاختراق عميق.