بقلم: يورونيوز
نشرت في 14/06/2025 - 10:03 GMT+2•آخر تحديث 11:09
اعلان
اصطدمت محاولة "قافلة الصمود" للتضامن مع قطاع غزة بعراقيل إدارية وأمنية في كل من ليبيا ومصر، بعد أن منعت حكومة خليفة حفتر بشرق البلاد القافلة من العبور، بينما اعتقلت القاهرة أو أعادت عدداً من النشطاء الأجانب الذين حاولوا الانضمام إلى المسيرة العالمية.
القافلة التي انطلقت من تونس تحمل أكثر من 1500 ناشط من دول عربية مثل الجزائر وتونس وموريتانيا، هي خطوة رمزية جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة، لكنها واجهت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة تعطلاً عند مدخل مدينة سرت الليبية.
وقال وائل نوار، أحد المنظمين للحملة، في تصريحات مسجلة: "تم توقيفنا من قبل الجهات الأمنية في سرت، دون توضيح رسمي واضح. بعض المصادر أكدت أن بإمكاننا العبور خلال ساعات، فيما حذر آخرون من عدم موافقة الجانب المصري".
وأضاف: "نحن لم نخرج لنعود أدراجنا. كل خطوة خُطِبت نحو غزة كانت بوعي، ولن نتراجع الآن".
وأشار نوار إلى أن سلطات شرق ليبيا قطعت عنهم الاتصال بالعالم الخارجي، وقال "لقد قطعوا عنا الإنترنت، وقطعوا عنا التغطية، وهناك تشويش، لذلك لا يستطيع صغاركم ورجالكم ونساؤكم وأولادكم الاتصال بكم".
مصر تعيد ترحيل نشطاء أجانب
في المقابل، واصلت السلطات المصرية عمليات ترحيل المشاركين الأجانب في "المسيرة العالمية إلى غزة"، وذلك بعد ساعات من منع القافلة الرئيسية من الدخول إلى الأراضي الليبية.
وأفاد منظمون بأن العشرات من النشطاء، بينهم مواطنون من تركيا والنرويج وكندا، تم اعتقالهم فور وصولهم إلى مناطق متعددة في سيناء، ومن ثم ترحيلهم دون تمكينهم من المشاركة في الفعاليات.
وفي حادثة لافتة، تعرض عدد من النشطاء، بينهم النائب التركي فاروق دينتش من حزب "هدى بار"، للاعتداء من قبل مجهولين، ما أسفر عن إصابات طفيفة، حسب ما ذكر الحزب، الذي دعا الحكومة التركية إلى التدخل لحماية سلامة مواطنيها.
مظاهرة أمام السفارة المصرية في أنقرة
على صعيد آخر، نظّم نشطاء أتراك مساء أمس الجمعة وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في أنقرة، للمطالبة بالإفراج الفوري عن المواطنين الأتراك المحتجزين بسبب مشاركتهم في المسيرة.
ويأتي هذا التحرك ضمن موجة من المبادرات الشعبية والرسمية التي تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها على قطاع غزة.
رسالة إنسانية
وتضم "المسيرة العالمية إلى غزة" نحو 4 آلاف مشارك من أكثر من 50 دولة، ويُنظر إليها على أنها محاولة رمزية لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية والإعلامية، في ظل الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين حيث قتل عشرات الآلاف منهم.
وتتضمن الخطة التي وضعها المنظمون، أن يشق المشاركون طريقهم عبر سيناء، ليصلوا إلى منطقة العريش، ومن هناك يواصلون المسير مشياً على الأقدام لمسافة 50 كيلومتراً باتجاه معبر رفح، في رسالة واضحة من المجتمع الدولي إلى إسرائيل.
وقال أحد النشطاء: "نحن لا نملك سوى ضمير حي، ورغبة في كسر الحصار بالطرق السلمية. التضامن الحقيقي ليس له حدود".
وتستمر إسرائيل في إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، مما زاد الأزمة الإنسانية في القطاع، وحرم السكان من الغذاء والدواء والوقود والماء.