صدر الصورة، Getty Images
قبل 39 دقيقة
في جولة الصحف لهذا اليوم نطالع عدداً من الموضوعات، بداية من ألمانيا وتصريحات مستشارها فريدريش ميرتس بشأن أوكرانيا، تلك التصريحات التي أثارت جدلاً كبيراً و"انقسامات" بين عموم الألمان الذين لم ينسوا بعد تبعات المواجهة مع الروس؛ ثم ننتقل إلى غزة ومقال عن توصيل المساعدات بالطائرات على النحو الأكثر تكلفة والأقلّ فعالية ولكنه يبقى الخيار الوحيد المتبقي!؛ قبل أن نختتم الجولة من الولايات المتحدة ودراسة تكشف عمّا يمكن وصفه بأنه "إجحاف" ضد ذوي البشرة السوداء، ولكن هذا الإجحاف يأتي هذه المرّة من قِبَل الملوّثات الهوائية!
نستهل جولتنا من صحيفة سبكتاتور البريطانية ومقال بعنوان "هل فعلاً سترسل ألمانيا قوات إلى أوكرانيا؟"، للكاتبة ليزا هازلداين.
وقالت ليزا إنه بينما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهوده الحثيثة لتأمين نهاية للحرب في أوكرانيا، فإن القادة الأوروبيين يواجهون مُهِمّة خاصة بهم – فكيف سيتسنّى لهم إمداد أوكرانيا بضمانات أمنيّة ضد أي عدوان روسيّ إذا نجحت مساعي ترامب في إبرام اتفاق سلام؟
"وحتى إذا توفّرتْ لديهم الإرادة، فهل في مقدرة هؤلاء القادة تقديم تلك الضمانات بالفعل؟"، حسبما تساءلت الكاتبة، التي رصدت تصريحاً أدلى به المستشار الألماني فريدرش ميرتس في أعقاب قمة يوم الاثنين الماضي في البيت الأبيض والتي جمعتْ بين ترامب من ناحية والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ناحية أخرى برفقة عدد من القادة الأوروبيين.
وفي تصريحه، لفت المستشار الألماني إلى استعداد بلاده وقدرتها على إمداد أوكرانيا بضمانات أمنية، لكنه استدرك بالقول إن القرار النهائي بخصوص إرسال قوات ألمانية إلى الأراضي الأوكرانية سيخضع للتصويت في البرلمان الألماني، وفقاً لدستور البلاد.
"مهمة صعبة"
صدر الصورة، Reuters
وفي غضون ساعات من تصريح ميرتس، اشتعلت الأوساط السياسية الألمانية بالجدل ولا تزال حتى الآن، بخصوص إرسال جنود ألمان إلى الأراضي الأوكرانية.
ولفتت صاحبة المقال إلى أن فكرة إرسال قوة لحفظ السلام في أوكرانيا مستقبلاً قسمتْ الرأي العام الألماني؛ وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد أبحاث سايفي، فإن نسبة 51 في المئة من الألمان يرون أن الفكرة سيئة، بينما 36 في المئة منهم يرون الفكرة جيدة.
ووفقاً للكاتبة، يستشعر عموم الألمان خطورة الاجتياح الروسي، لا سيما وأن بلداً واحداً هو بولندا بات يفصلهم الآن عن مجابهة الروس. ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 يشيع جوّ من عدم الارتياح العام إزاء أيّ تصريح يصدر في برلين من شأنه أن يجرّ ألمانيا إلى حرب لم تكن هي البادئة فيها؛ "فلا يزال الماضي النازي ماثلاً في الوعي الجمْعي الألماني" على حدّ تعبير الكاتبة.
وسرعان ما تلقّف كلّ من اليمين واليسار المتطرّف في ألمانيا تصريحات ميرتس، متهمين إياه بأنه من "دعاة الحرب" تارةً وبأنه "يُدلي بتصريحات خطيرة وغير مسؤولة" تارة أخرى – في رسالة مغازلة من اليمين واليسار المتطرف للجماهير الألمانية مفادها أنّ "ميرتس يرغب في إرسالكم إلى أوكرانيا، أما نحن فلا".
وذهبت ساهرا فاغنكنخت، من حزب "بي إس دبليو"، إلى أبعد من ذلك، داعية إلى "مسيرة سلمية" في برلين يوم 13 سبتمبر/أيلول القادم من أجل قطْع الطريق إلى الحرب على الحكومة الفيدرالية"، بحسب ما رصدت صاحبة المقال.
ولفتت الكاتبة إلى استغلال قادة كل من اليمين واليسار الألماني – رغم اختلافاتهما- تصريحات المستشار ميرتس لإذكاء المخاوف لدى قواعدهم من الناخبين والتي تتمركز في معظمها في منطقة ألمانيا الشرقية - التي ظلّت زمناً تحت سيطرة واحتلال القوات السوفيتية بعد استسلام ألمانيا النازية.
وعلى صعيد حكومته، لم يلقَ المستشار الألماني الدعم الكافي للوفاء بتصريحاته بخصوص أوكرانيا؛ لا سيما بعد تصريحات وزير خارجيته يوهان فاديفول بأنّ إرسال جنودٍ ألمان إلى أوكرانيا ربما يُربك الجيش الألماني الذي تعهّد بالفعل بتشكيل لواء جديد قوامه 5000 آلاف جندي في ليتوانيا.
وأشارت صاحبة المقال إلى أن الجيش الألماني يعاني منذ سنوات من نقص الموارد، وهو ما دفع المستشار ميرتس إلى وضْع خطة لزيادة الإنفاق العسكري خلال السنوات المقبلة.
واختتمت الكاتبة بالقول إن الرئيس الأمريكي "ترامب قد يفرض اتفاق سلام مع روسيا على الأوكرانيين في أيّ لحظة"، وهو ما يجعل مهمّة المستشار الألماني ميرتس صعبة على صعيد تأمين استعداد بلاده لمثل هذه اللحظة.
"ربما كان الأكثر تكلفة والأقل فعالية ولكنه الطريق الوحيد المتبقي"
صدر الصورة، Getty Images
وإلى صحيفة الأوبزرفر البريطانية التي نشرتْ مقالا بعنوان "إحباط بين طواقم طائرات الإغاثة لقلّة ما تقدّمه لغزة التي تتضور جوعا"، للكاتب أوليفر مارسدن.
وأشار أوليفر إلى الطائرات الأردنية من طراز "لوكهيد سي-130 هيركوليز" وهي تحلّق في سماء مدينة غزة، وتُسقط أطناناً من المساعدات الغذائية والدوائية.
ورأى الكاتب أن الطيارين بسلاح الجوّ الأردني يعتبرون أنهم يقومون بمهمّة حيوية توفّر لهم فرصة لعمل أيّ شيء من شأنه أن يخفّف ولو بعضاً من معاناة الفلسطينيين على الأرض.
"أنا إنسان وأكره أن أرى أناساً آخرين على هذه الحال، وآملُ أنْ تنتهي هذه الحرب سريعاً، بإذن الله"، بهذه الكلمات كان يصيح الطيار محمّد للتغطية على أزيز الطائرة، وفقاً لصاحب المقال.
لكن هؤلاء الطيارين، بحسب الكاتب، يعلمون أيضاً أن ما يقدّمونه من مساعدات من على ارتفاع يناهز 2,500 قدَم يتمّ بالطريقة الأغلى تكلفةً والأقلّ فعالية بين كافة طُرق توصيل المساعدات.
ولفت أوليفر إلى أنه، وعلى مدار الأسابيع الأربعة منذ استأنف الأردن عمليات الإنزال الجوية للمساعدات -مدعوماً من فرنسا، وألمانيا، والإمارات العربية المتحدة، وهولندا، وسنغافورة- تمكّن من توصيل 785 طناً من المساعدات.
لكن هذه الكمية إنما هي طعام يوم واحد لنصف عدد سُكان غزة الذي يناهز 2.1 مليون نسمة، بحسب الكاتب، الذي لفت إلى أن كل عملية إنزال جوية تتكلف حوالي 32.5 ألف دولار، بينما يتكلف دخول شاحنة محمّلة بضعف هذه الشُحنة من القاهرة إلى غزة حوالي 974 دولار فقط، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وخلص صاحب المقال إلى أن "توصيل المساعدات الإنسانية بالطائرات ربما يكون أكثر تكلفة وأقلّ فعالية، ولكنه لا يزال الطريق الوحيد لتخفيف معاناة الغزيين في ظل إغلاق إسرائيل لباقي الطُرق".
"إجحاف عرقيّ"
صدر الصورة، HRW
ونختتم جولتنا من صحيفة لوس أنجلوس تايمز، وتقرير بعنوان: "الموت والمرض جرّاء التلوث بالغاز والنفط يهاجمان الملوّنين من البشر أكثر من غيرهم"، بحسب ما كشفت دراسة حديثة.
ووجد فريق من الباحثين في كلية لندن الجامعية ومعهد ستوكهلوم للبيئة، دليلا على ما يمكن وصفه بأنه "إجحاف عرقيّ" ضد ذوي البشرة الملوّنة ممن يعيشون في أماكن هواؤها ملوّث بسبب القُرب المكاني من المصانع أو بسبب الزحام المروري في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت الدراسة أن ذوي البشرة السوداء واللاتينيين والسكان الأصليين والأمريكيين من ذوي الأصول الآسيوية هم أكثر عُرضة لمخاطر تلوث الهواء من الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء.
وأحصتْ الدراسة وفاة نحو 91 ألف شخص سنوياً - معظمهم من السود وذوي البشرة السمراء- بسبب تلوّث الهواء الناجم عن حَرق الوقود الأحفوري.
كما كشفت الدراسة إسهام الملوّثات الهوائية في حدوث 10,350 من حالات الولادة المبكرة، وفي ظهور نحو 216 ألف حالة جديدة من حالات الإصابة بالربو بين الأطفال سنوياً، فضلاً عن عشرات الإصابات بالسرطان في عموم الولايات المتحدة.
وتُعدّ هذه هي الدراسة الأولى التي ترصُد الآثار الصحية للتلوث الهوائي الناجم عن النفط والغاز في الولايات المتحدة وتُحلّل نِسَب الإصابات بين الأعراق المختلفة.