- إغلاق «هرمز» سيؤثر على صادرات النفط إلى الصين والهند
- إذا أغلق الممر لا يمكن تحويل سوى جزء بسيط من الإنتاج إلى خطوط الأنابيب
أشار تقرير «كامكو إنفست» إلى أن أسعار النفط الخام وصلت أعلى مستوياتها المسجلة منذ منتصف يناير 2025، مدفوعة بالمخاوف من اتساع نطاق تداعيات الحرب المستمرة في الشرق الأوسط. ويعكس الارتفاع بصفة رئيسية تنامي القلق من احتمال أن يؤدي التصعيد العسكري إلى إغلاق مضيق هرمز.
وذكر التقرير أن مضيق هرمز يعد ممراً حيوياً لما يقرب من 15 - 20 في المئة من إمدادات النفط العالمية، أي ما يعادل نحو 15 إلى 20 مليون برميل يومياً، الأمر الذي زاد المخاوف من نقص الإمدادات في حال استمرار الحرب. وأظهرت التقارير أنه حتى في حال إغلاق الممر، لا يمكن تحويل سوى جزء بسيط من الإنتاج إلى خطوط الأنابيب. وأدى ذلك إلى تصاعد مخاوف من نقص الإمدادات إذا استمرت الحرب. إلا أن منتجي النفط في المنطقة واصلوا الضخ، بل قاموا بتسريع وتيرة الشحنات، سعياً لتمرير أكبر قدر ممكن من النفط عبر ناقلات عائمة قبل ضيق أو نفاد الوقت.
وعلى صعيد الطلب، ذكر التقرير أن منظمة أوبك أبقت على توقعاتها لنمو الطلب على النفط دون تغيير لعامي 2025 و2026. ورغم تراجع زخم حرب الرسوم الجمركية نتيجة لتطورات الحرب في الشرق الأوسط، إلا أنه يتوقع أن تلقي التعريفات الإضافية بظلالها على نمو الاقتصاد العالمي، وبالتالي على مستويات الطلب على النفط. وفي سياق متصل، تعكس المؤشرات الاقتصادية الأخيرة نمواً دون التوقعات، إذ قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مجدداً الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع خفض توقعاته للنمو الاقتصادي.
وسجل تقرير «كامكو إنفست» ارتفاع أسعار النفط الخام 14 في المئة عقب اندلاع الحرب في الشرق الأوسط، التي كانت إيران طرفاً بها، وسط تهديدات بتعطيل الإمدادات في المنطقة.
وأنهت العقود الآجلة لمزيج خام برنت تداولاتها عند 78.9 دولار للبرميل الخميس، في ظل تصاعد المخاوف من احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع، ما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
إلا أن إعلان الرئيس الأميركي تأجيل قراره لمدة أسبوعين أدى إلى أكبر تراجع يومي في الأسعار منذ أكثر من 5 أسابيع، بنسبة 2.3 في المئة، لينهي النفط تداولات الأسبوع مغلقاً عند 77 دولاراً.
ومع ذلك، فإن الهجوم الأميركي على 3 مواقع نووية في إيران، فتح الباب لمزيد من عدم اليقين في سوق النفط وصعّد الوضع، مع توقع أن يخترق النفط الآن حاجز 80 دولاراً للبرميل. ويشير بعض المتنبئين إلى أن النفط قد يخترق حاجز 90 دولاراً، رغم أن الإمدادات الوفيرة في سوق النفط، إضافة إلى الاتجاهات الأكثر ليونة على جبهة الطلب مع استمرار حرب التعريفات الجمركية التي لاتزال تشكل تهديداً وشيكاً لسوق النفط قد تحد من المكاسب.
ومع ذلك، أبقت الهجمات المتزايدة تجار النفط في حالة تأهب وانعكس ذلك في الرهانات الصعودية على خام برنت. ووفقاً لـ«بلومبرغ»، زاد مديرو الأموال صافي مراكزهم الطويلة على درجة الخام بأكبر مكسب في 8 أشهر منذ أوائل أكتوبر 2024 وقد يؤدي هذا إلى المزيد من المكاسب عند افتتاح السوق اليوم.
ولاحظ التقرير، في ما يخص الاتجاه الشهري للأسعار، أن جميع درجات النفط الخام واصلت تسجيل انخفاضات حادة في مايو 2025، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، في ظل تصاعد المخاوف في شأن تأثر الطلب نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضتها الحكومة الأميركية.
ويمثل الانخفاض الشهر الرابع على التوالي في متوسط أسعار النفط الخام. إذ تراجع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 5.4 في المئة ليصل 64.1 دولار للبرميل في مايو 2025، مسجلاً أدنى متوسط شهري منذ أكثر من 50 شهراً، منذ التراجع الذي أعقب جائحة كوفيد-19، وذلك مقارنة بمتوسط بلغ 67.8 دولار للبرميل في أبريل 2025. من جانبه، سجل متوسط سعر سلة الأوبك المرجعية انخفاضاً أكبر نسبياً بنسبة 7.8 في المئة، في أكبر تراجع لها منذ عامين، ليبلغ 63.6 دولار.
وذكر التقرير أن سعر خام التصدير الكويتي، شهد أكبر انخفاض شهري بنسبة 9.0 في المئة، ليصل 63.9 دولار للبرميل في المتوسط خلال الشهر. في ذات الوقت، أظهرت تقديرات الإجماع المتعلقة بمزيج خام برنت مراجعات هبوطية حادة تغطي الستة فترات ربع السنوية المقبلة، إذ بلغ متوسط توقعات الإجماع للربع الثالث 2025 نحو 66 دولاراً للبرميل، وفقاً لبيانات «بلومبرغ».