في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟

2 weeks ago 6

#مقالات رأي

غيث التل اليوم

عرفت البشرية جمعاء، منذ نشأتها إلى اليوم، أن الاتحاد مصدر القوة والمنعة والرفعة، وهو الدافع الأول للتقدم والازدهار، وبه تنمو الدول، ويكبر شأنها وتصل من خلاله لمكانتها الكبيرة.

في دولة الإمارات، ليست ذكرى يوم عهد الاتحاد كأي ذكرى، فهي حجر الأساس الذي بنيت عليه الدولة، وتطورت يوماً بعد يوم، حتى باتت واحدةً من أهم الدول في العالم، وقبلة للباحثين عن السلام والطمأنينة والرفاهية والمحبة والعلم والعمل.

  • في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟ في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟

ويحتفل الإماراتيون، في الـ18 من يوليو كل عام، بذكرى «يوم عهد الاتحاد»، الذي وقع فيه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الحكام، وثيقة الاتحاد، ودستور الإمارات، وأُعلن فيه «بيان الاتحاد»، والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد كان هذا التوقيع المحفور في الذاكرة والتاريخ بمثابة البذرة التي نمت في الثاني من ديسمبر عام 1971.

ومنذ عام 2024، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالاحتفال بهذه الذكرى «يوم عهد الاتحاد»، فقال سموه عنها: «إن الثامن عشر من شهر يوليو عام 1971، أحد الأيام المهمة في تاريخ دولة الإمارات؛ ففيه وُقعت وثيقة الاتحاد ودستور دولة الإمارات، وأُعلن بيان اتحادها واسمها، وُوضع الأساس الصلب لقيامها في الثاني من شهر ديسمبر».

وأضاف سموه: «أن يوم عهد الاتحاد مناسبة نستذكر خلالها محطات المسيرة المباركة لوطننا، ونستلهم منها الدروس والعبر للحاضر والمستقبل، ونجدد العهد مع الله تعالى ثم أنفسنا وشعبنا، في اليوم الذي وضع فيه زايد وإخوانه ميثاق الاتحاد.. أن تظل راية دولة الإمارات خفاقة، وتبقى وحدتنا السياج الحامي لمسيرتنا».

وبهذا الإعلان الرسمي، بات يوم عهد الاتحاد المناسبة الوطنية الرابعة الغالية على قلب كل إماراتي، وانضم إلى الأعياد الوطنية المجيدة، التي يُحتفل بها في الدولة، وهي: (عيد الاتحاد، ويوم العلم، ويوم الشهيد).

  • في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟ في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟

مبادئ راسخة.. وقيم خالدة:

تمثل دولة الإمارات نموذجاً يحتذى في تطبيق القيم المثلى، والمبادئ الراسخة فيها منذ نشأتها، فهي موطن السلام والتسامح والتعايش، وينعم كل من فيها بعيش كريم، لا يعكر صفوه شيء، ويجتمع فيها الناس من كل أرجاء العالم، مواطنين ومقيمين، يمارسون حريتهم بشكل مطلق دون أن يؤذيهم شيء، أو يمنعهم أمر، فهم في وطن يحب كل من فيه بعضهم بعضاً. وعُرفت الإمارات على مستوى العالم باحترامها حقوق الإنسان، فهي الموطن الذي لا يُظلم فيه أحد، وينال كل من فيها حقوقه كاملة غير منقوصة، بعدل ومساواة، وهما صفتان كلما ذكر اسم الإمارات ذكرتا معه.

الإمارات وطن الاستقرار والأمن، وهما الركيزتان اللتان سهلتا وسرعتا نهضتها الكبيرة، وانعكستا بشكل واضح على تطبيق التنمية المستدامة في شتى المجالات.

ويوم عهد الاتحاد مناسبة وطنية تُذكّرنا بأنّ الاتحاد هو مصدر قوتنا، وبأن نهضة الأوطان تقوم على 3 أركان لا غنى عنها: قيادة حكيمة تملك الرؤية، وشعب واع يؤمن بالرسالة، ومبادئ راسخة تحكم المسيرة. إنه الجسر الذي يربط حاضرنا بمستقبلنا، والمرآة التي تعكس قيم الوفاء والإخلاص التي بُنيت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة. ويجسّد هذا اليوم روح التماسك والوحدة، ويؤكد على أن تضافر الجهود هو السبيل لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لوطننا.

  • في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟ في يوم عهد الاتحاد.. كيف نجدد العهد؟

وطن.. وهوية:

بكل وضوح، تكونت الهوية الوطنية في الإمارات، وتشكلت من الإرث العظيم الذي تركه الأجداد، ومن تاريخ الدولة الممتد منذ آلاف السنين، وتراثها الحافل، وكذلك من مجموعة القيم السامية التي نشأت عليها الدولة، ولغتها العربية، ودينها الإسلامي، وقيادتها الرشيدة التي جسدت كل معاني الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب، وحرصت على بناء مستقبل منير مستدام للأجيال القادمة.

وتشكلت الهوية الوطنية الإماراتية من عناصر غنية، قادرة على النهوض بالوطن، وزرع حبه في نفوس أبنائه، ومنها: التاريخ والموروث، والقيم الحسنة من وحدة وطنية وتسامح وتعايش سلمي، وولاء للوطن أولاً، وروح المبادرة، والعمل الجاد.

وقد كان للقيادة الرشيدة دور محوري وأساسي في تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق الوحدة والتلاحم بين المواطنين ما كان له كبير الأثر في بناء مجتمع متماسك، وجيل واع مثقف قادر على مواجهة تحديات العولمة والتغيرات العالمية، وتحقيق التنمية والنهضة والمجد للوطن والشعب.

كيف نجدد العهد؟

نجدد العهد مع الوطن، ومع أنفسنا، بمزيد من الحب والالتزام، وبالسير على خطى الأجداد، الذين رسموا لنا طريقاً لا نحيد عنه، بحب الوطن والعمل لأجله، وبتجسيد كل مبادئ الخير عملاً على أرض الواقع.

وتجديد العهد لا بد أن يكون فعلاً لا قولاً، وإخلاصاً وانتماءً، وتمسكاً بالهوية، واحتراماً للقوانين، وإبراز كل ما هو مشرق وايجابي وتعظيمه، ونبذ الكراهية والتفرقة والمحافظة على الوحدة.. نجدد العهد بحمل رايات الوطن، والمشاركة في مسيرة التقدم والتنمية والابتكار؛ لأن الوطن يستحق منا كل غالٍ ونفيس.

اذهب للمصدر